عود البطل فى الشعر العربى.. كيف تغنى العرب بـ جسد الحبيبة

نزار قبانى
نزار قبانى
كتب أحمد إبراهيم الشريف
شئنا أو أبينا فإن فن المهرجانات صارت واقعا، حتى الذين يرفضونه لأى سبب من الأسباب فهم يعترفون بوجوده، وعن نفسى أجد الأمر لا يخلو من طرافة، مثلا لو تأملنا الأغنية الأخيرة لحسن شاكوش وعمر جمال "عود البطل" فإنه حتما سوف يطرح فى أنفسنا سؤال: كيف كان الإنسان العربى القديم يتغنى بحبيبته على مستوى الشكل الجسدى:
 

المرأة فى شعر قبل الإسلام

من الواضح أن شكل الجسد كان هو الغالب على قول الشعراء، لكنه أى جسد هذا الذى يفتن رجلا يعيش حياته فى الصحراء باحثا عن صيد، إنه ذلك الممتلئ المثقل يقول النابغة الزبياني:

والبطن ذو عُكنٍ لطيف طيّه   والنحر تنفجه بثدى مقعد
(العكن: ما انطوى وتثنّى من لحم البطن سمناً، النفج: الفخر والكبرياء)
 
بينما يقول الشاعر الأعشى فى معلقته الشهيرة التى يبدأها بقوله "ودع هريرة" ما معناه أنها ممتلئة حتى يكاد الجسد أن يتفتق ويعتبر ذلك من صفاتها الجميلة، التى توضح مدى الحياة المرفهة التى تعيشها حبيبته، يقول:
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها/ تمشى الهُوينا كما يمشى الوجى الوحل
ويقول أيضا:
تمشى فتثقلها روادفها/ فكأنها تمشى إلى خلف

المرأة عند شعراء العصر الإسلامي

وإذا ما دخلنا إلى الشعر فى العصر الإسلامى نجد أن ما يطلق عليه النقاد عصر صدر الإسلام لم يكن هناك ما يذكر فى هذا الأمر، لكن بداية من العصر الجاهلى بدأ الشعر مرة أخرى يذهب بقوة إلى الجانب الحسى:

ويقول مسلم ابن الوليد
فغطت بأيديها ثمار صدورها/ كأيدى الأسارى أثقلتها الجوامع
ويعبر البحترى بصدق فى احساسه عن اعجابه بجمال المرأة التى يحبها ويصفها ولا تخلو هذه الأوصاف من صور حسية إذ يصف سحر العيون وورد الخدود ويصف الحَوَرَ الذى بعينيها مثل الغزلان ويشير إلى بياضها ودلالها. .إلخ، فيقول :
" بيضاءُ يُعْطيك القضيبُ قوامَهَا/ ويُريك عينيها الغزالُ الأحوَرُ
تمشى فَتَحْكُمُ فى القلوبِ بِدَلّها/ وتميسُ فى ظلِّ الشبابِ وتخطُرُ. 
وإن جانبتُ بعضَ بطالتى/  وَتَوَهَّمَ الواشُونَ أنى مُقصِرُ
ليشوقُنى سحرُ العيونِ المجتلى/ وَيَروقٌنِى وردُ الخدودِالأحمرُ
 

المرأة عند شعراء العصر الحديث

يعد الشاعر العربي الكبير نزار قبانى أشهر من كتب عن المرأة، ارتبط بها وارتبطت به، منذ ديوانه الأول (قالت لى السمراء) 1944 وتوالت بعد ذلك الكتابات:

يقول نزار قبانى:
 
جسد المرأة ناي
لم يتوقف عن العزف منذ ملايين السنين .
ناي لا يعرف النوطة الموسيقية ..
ولا يقرأ مفاتيحها ..
ناي لا يحتاج إلى من يدوزنه ..
لأنه يدوزن نفسه ..
 
جسد المرأة يعمل بوقوده الذاتي
ويفرز الحب ..
كما تفرز الشرنقة حريرها ..
والثدي حليبه ..
والبحر زرقته ..
والغيمة مطرها ..
والأهداب سوادها ..
 
جسد هذه المرأة .. مروحة ..
وجسد تلك .. صيف إفريقي ...
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التحفظ على فنانة تشكيلية بحالة عدم اتزان تسببت في حادث أعلى محور 26 يوليو

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى مدير التصوير تيمور تيمور

أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا

وفاة مدير التصوير تيمور تيمور.. ونقابة المهن التمثيلية تنعى الفقيد

استعدوا لأهم الظواهر الفلكية.. خسوف كلى للقمر يراه الوطن العربي في هذا الموعد


موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

قصة كفاح حقيقية.. "الشيخ عصام" يثبت أن الحلم لا يموت.. أكبر خريج بجامعة الزقازيق بتقدير جيدا جدا.. تطوع لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم.. والتحق بكلية التربية بعد 20 عاما من حصوله على دبلوم تجارة.. فيديو

وفد من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها

غلق شارع 26 يوليو بالاتجاه القادم من كوبرى 15 مايو لميدان لبنان.. اعرف السبب

تعاون جديد بين أحمد سعد وياسمين عبد العزيز.. فيديو وصور


أخبار مصر.. الرئيس السيسى يوجه بزيادة الإنفاق على "تكافل وكرامة والصحة والتعليم"

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

حبس عاطلين 4 أيام بتهمة سرقة هواتف المواطنين بمنطقة منشأة ناصر

طلاب الثانوية يؤدون امتحان العربى والدين.. هدوء باللجان الامتحانية.. وزارة التعليم تتخذ إجراءات مشددة ضد محاولات الغش الإلكترونى.. وتحدد 24 إجراء استعدادا للعام الدراسى الجديد قبل انطلاقه 20 سبتمبر المقبل

القبض على المتهمين بالتشاجر بسبب حادث توك توك فى مدينة 6 أكتوبر.. صور

غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

نيوم السعودي يستهدف ضم بافارد مدافع إنتر ميلان

هل يغنى أمير عيد أغنية ليلى فى مهرجان العلمين.. بعد محاوله الصلح بينهما؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى