العالم ما بعد كورونا؟.. حضور قوى للصين فى أفريقيا.. شبح الانفجارات الاجتماعية سيضرب أوروبا.. النظام العالمى يصبح أكثر هشاشة.. الاستراتيجيات الصحية الأمريكية تخرج منهكة.. والصحة العالمية تفقد مرجعيتها الدولية

كورونا وزعماء العالم
كورونا وزعماء العالم
كتب محمد جمال

فى الوقت الذى تواجه فيه الحكومات جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد-19»، تترافق آفاق الخروج من الأزمة مع مجموعة مذهلة من الأسئلة التى لا تنتهى حول ما سيصير عليه العالم ما بعد احتواء الفيروس، ومن بينها كيف يمكن إنهاض بلدان أصيبت اقتصاداتها حرفياً بالشلل، وبعدما دُمرت وظائفها بمستويات لا مثيل لها؟ وبأى حال سنجد الأسواق المالية والديمقراطيات والأمم والحريات العامة والاتفاقات المتعددة الأطراف؟

فى هذا السياق، تساءل آرون ميللر، من مؤسسة «كارنيجى إنداومنت للسلام الدولي»، «هل هذا عنوان عام أم توجه؟ هل نشهد حدثاً سيعيد تشكيل العلاقات الدولية والعلاقات بين الدول؟»، خلال ندوة على الإنترنت نقلها صحيفة البيان.


ضحايا كورونا

وأشار إلى هشاشة الولايات المتحدة فى عهد دونالد ترامب، قائلاً: «هل سيفتح هذا الموقف المهيمن، أو غياب موقف مهيمن، المجال أمام الفرص أم يكشف عن نقاط الضعف لمختلف البلدان فى العالم؟»، فى إشارة واضحة إلى الصين، المنافِسة المعلنة للولايات المتحدة للهيمنة على العالم خلال العقود المقبلة.

فى الواقع، فإن الإغراء قوى لتوقع إعادة تشكيل التوازنات الكبرى فى اقتصاد عالمى مشكوك فى أدائه.

لقد تطرق العديد من الخبراء الذين استشارتهم وكالة «فرانس برس» حول العالم إلى شبح الانفجارات الاجتماعية، ففى حين تبنت بعض الدول الكبرى أدوات لتعويض الشركات ومساعدة العاطلين عن العمل والفئات الأكثر حرماناً، فلن يكون لدى الدول الأخرى القدرة المالية لتفعل ذلك.

كورونا

يقول جوشوا غيلتزر، أستاذ القانون فى جامعة جورجتاون فى واشنطن، «إن احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية فى البلدان التى ليس لديها شبكة أمان لأولئك الذين فقدوا وظائفهم يبدو لى حقيقياً تماماً مع تداعيات محتملة على (أنظمة) الحكم وأبعد من ذلك».

  
وعدا عن هذه المصائر الوطنية التى لا يمكن التنبؤ بها، قد يجرى التشكيك فى سلسلة من المبادئ الرئيسية. لقد هيمنت عولمة التجارة على المناقشات منذ فترة ما بعد الحرب، ولكن بعد اثنتى عشرة سنة من الأزمة المالية الآسيوية لعام 2008 التى هزت بالفعل النظام على نحو خطير، من المحتمل أن تتغير طريقة ممارسة الأعمال التجارية.

كورونا


ويقول بكرى سامبيه، مدير معهد تمبكتو فى داكار «إننا نشهد انعطافة استثنائية»، مشيراً إلى ضعف الاستراتيجيات الصحية الأوروبية والأمريكية، ويضيف «نحن أمام نخبة عالمية نظّرت علينا عن الليبرالية والعولمة لفترة طويلة وكانت أول من أغلق حدودها».

وسواء تعلق الأمر بالأقنعة أو النفط أو الغذاء، فإن الوباء يخلق نقصاً، وحالة من التبعية، ويسهل تلقى مساعدات مسيَّسة بدرجة أو بأخرى.


ويقول براتاب بانو ميهتا، باحث العلوم السياسية من جامعة أشوكا قرب نيودلهى فى مقال نشر على موقع «ذى إنديان إكسبرس»، «إن انفراط العولمة يمكن أن يتسارع فى أعقاب الأزمة. سيكون هناك بالتأكيد المزيد من الخلافات المتعلقة بأنظمة التجارة والحاجة إلى تأمين سلاسل التوريد».

ويضيف أن بعض الزعماء لن يضعوا أهدافهم جانباً، وبينما يهيمن الوباء على العناوين، «لن تتوقف الأحزاب السياسية والأيديولوجيات المختلفة، عن توظيف الأزمة لخدمة أهدافها».

وبالتالى يمكن أن تتغير خطوط التقسيم التاريخية، لكن حركتها غير مؤكدة، ويمكن لأفريقيا، على سبيل المثال لا الحصر، أن تعيد التفكير فى عقود من العلاقات مع الأوروبيين.


كورونا


ومع توقعه حضوراً أقوى للصين فى القارة الأفريقية، يقول بكرى سامبيه، «إن العامل النفسى والرمزى لإعادة اكتشاف أوروبا الضعيفة والعاجزة حتى عن (حماية) نفسها وغير القادرة على التنسيق، سيؤثر كثيراً على العلاقات الجديدة مع أفريقيا».

وبعيداً عن المنطق الإقليمي، فإن ما يتعرض للتهديد هى فكرة معينة عن العالم، لأنه إذا كان التنسيق الدولى الذى أضعفته بالفعل الأحادية، يعتبر ضرورياً لاحتواء المرض، فإن هذا التنسيق لم يفرض نفسه على القرارات الوطنية.

ومنظمة الصحة العالمية التى تعد من الناحية النظرية مرجعية عالمية حول هذا الموضوع، «يبدو أنها طُمست أكثر من أى وقت مضى»، يقول بارتيليمى كورمون الباحث فى معهد البحوث الدولية والاستراتيجية فى باريس.

ويضيف فى مقابلة عبر الإنترنت «نحن لا نسعى للقضاء على الفيروس بقدر ما نسعى لعدم التعرض له». ويقول، «ما الشرعية التى سنمنحها للمؤسسات الدولية إذا لم يكن لديها السلطة لإدارة الأزمات؟ (...). إن النظام العالمى الذى نعيش فيه هو الذى يخرج أكثر هشاشة من هذه الأزمة».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

السيدة انتصار السيسى: الشعب المصرى جسد فى 30 يونيو إرادته الحرة وحافظ على هويته الوطنية

الأهلي يضع 3 سيناريوهات للخروج الآمن من أزمة رحيل وسام أبو علي

الفاتيكان يحتفل بإعادة تقليد عمره 500 عام أوقفه البابا فرانسيس

الأونروا: أعداد شهداء ومصابى غزة لم يحدث منذ الحرب العالية الثانية


فلاهوفيتش يثير أزمة فى يوفنتوس قبل مواجهة ريال مدريد ويرفض الرحيل

حتى لا ننسى.. جماعة الإخوان الإرهابية استخدمت السلاح والعنف لزرع الفوضى باعتصامى رابعة والنهضة.. هددت بإراقة مزيد من الدماء للتمسك بالسلطة.. استهدفت الأبرياء وروعت المواطنين.. تحولت لجبهات مسلحة للتخريب بالبلاد

وزير الصحة يكشف عن حالة حبيبة وإسراء وآيات الناجيات من حادث الطريق الإقليمي

الرئيس السيسى يستقبل حفتر ويؤكد: استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى

أسامة فيصل يحسم وجهته ويخطر البنك برغبته فى الانتقال للأهلي


بايرن ميونخ يتصدر قائمة أقوى هجوم بين أندية المونديال بعد رباعية فلامنجو

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

كومباني يشيد بقوة بايرن ميونخ بعد تخطى فلامنجو فى كأس العالم للأندية

مواعيد مباريات اليوم.. الإنتر ضد فلومينينسي ومان سيتي مع الهلال فى مونديال الأندية

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

انتهاء المدة المحددة للتقدم للصف الأول الابتدائى للعام الدراسى المقبل 2026

تفاصيل رحلة سفاح المعمورة أمام القضاء بعد إحالة أوراقه للمفتي

الهلال يوزع تذاكر مجانية على الجماهير لحضور قمة مانشستر سيتي

خلاصة الكيمياء لطلاب الثانوية العامة.. أقوى الأسئلة وإجاباتها قبل الامتحان

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى