صور.. بنات الوادى الجديد يصنعن من جريد النخيل أرابيسك وديكورات وقطع فنية

هى سلاح ذو حدين متى نحسن استخدامها والاستفادة منها وعدم إلقائها كمخلفات لا فائدة منها نرى منها الوجه الجميل والإبداع الذى لم يكن يخطر لنا ببال ونصنع منها قطعا فنية غاية فى الإبداع والجمال وكذا مستلزمات المنزل والمكتب وخلافه ، أما لو أسأنا استخدامها وأهملناها فدائما ما ندفع الثمن غاليا جدا من ثروتنا الاقتصادية وبيئتنا النقية وتكون العاقبة وخيمة للجميع فهى تعاقبنا بالحرق والنار وخسائر لا يمكن تعويضها.

جريدة النخيل التى لا يعلم قيمتها إلا من تعامل معها بقيمتها كجزء من شجرة النخيل التى دوما تطرح الخير ولا يخرج منها إلا كل مفيد والتى تمثل أخطر عوامل انتشار الحرائق فى محافظة الوادى الجديد بسبب التخلص الغير صحيح منها بتراكمها فى جوانب المزارع والحقول فتنشب فيها الحرائق لأسباب معلومة وغير معلومة وتلتهم الأخضر واليابس وتدمر الآلاف من اشجار النخيل التى لا يمكن تعويضها إلا بعد سنوات طويلة .

وبينما هناك من يلقي جريدة النخيل على الطرقات وفى وسط المزارع تجلس كتيبة من المبدعين فى غرفة وسط مدينة الخارجة بالوادى الجديد هى وحدة تصنيع الارابيسك من مخلفات النخيل تستقبل الشباب والفتيات من خريجى المحافظة لتدريبهم على كيفية الاستفادة من جريد النخيل وصناعة مستلزمات الديكور والاثاث من جريد النخيل بطرق بسيطة وممتعة حيث توجد وحدتى تقطيع وتشكيل وصالة لتجميع القطع ونظمها فى اشكال متنوعة حيث يتم انتاج الاطباق والأباجورات والمقالم وحامل علب المناديل وحامل المفاتيح وغيرها من القطع الفنية التى تعتمد كليا على ارابيسك جريد النخيل .

ورصدت عدسة اليوم السابع جانب من مراحل التصنيع، حيث تقول هبة مجدى إحدى المتدربات فى الوحدة فى تصريح خاص  أنها تدربت منذ فترة وجيزة على صناعة الارابيسك من الجريد وتقوم بتشغيل ماكينة القطع وتقسيم الجريدة غلى وحدات وبعدها تنتقل إلى ماكينة التقشير والتشكيل فتقوم بتقشير قطعة الجريد وتشكيلها باشكال محددة ويشاركها فى العمل زملائها من المتدربين يقوموا بنظم وتجميع القطع التى تم إنتاجها من الجريد فى صناعة الأرابيسك وفقا للأغراض المطلوبة ويتم بعد ذلك دهانها بالطلاء اللامع الذى يحفظ شكلها البيئى الرائع .

وتضيف هبة أنها تتمنى ان تنتشر تلك الحرف الفريدة على مستوى المحافظة وبين الشباب وتأمل أن يجد الشباب المتدربين والمؤهلين لتنفيذ التجربة الحصول على فرص حقيقية فى التسويق والانتشار حيث أن تلك المنتجات رائعة ومفيدة ولكن لا تجد التسويق الأمثل لها سواء داخل أو خارج المحافظة وهو ما يجعل العديد من المتدربين يحجمون عن خوض التجربة بعد الانتهاء من فترة التدريب بالمجمع.

ويقول أحمد حامد أحد المدربين فى الوحدة فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع " أن صناعة الارابيسك من جريد النخيل تمثل أهمية بالغة من أجل دعم اليات التخلص الآمن من مخلفات النخيل وهو ليس بمعنى التخلص بقدر ما هو يدعم فكرة الاستفادة من تلك المخلفات فى انتاج قطع فنية رخيصة الثمن وعملية بالفعل للمستهلكين وذلك لكونها أرخص فى التكلفة وترتبط كليا ببيئة الوادى الجديد والواحات لما يمثله النخيل من قيمة تراثية وبيئية للسكان بالمحافظة .

وأضاف محمد عبد الله مدير وحدة انتاج الخزف والارابيسك والسجاد التابعة لديوان عام محافظة الوادى الجديد أن هذا المشروع هو بمثابة معمل لتفريخ الموهوبين والمبدعين من الشباب والفتيات حيث أن تلك الحرف لا تعتمد على الممارسة فقط بقدر ما تحتاج لموهبة خاصة فى التعامل مع قطع الجريد وكيفية تحويلها إلى عمل فنى متكامل حيث يتم تدريب الخريجيين على التعامل مع المخلفات واخراجها فى صورة جمالية ويتم عرض تلك القطع الفنية فى المعارض التابعة للمجمع وتشارك المحافظة بها فى المعارض داخل وخارج الوادى الجديد .

وأكد عبد الله أن اللواء محمد الزملوط يحرص دوما على تشجيع تلك الحرف ويوجه بتوفير كافة الامكانيات لانجاح تلك الافكار وتحقيق أكبر قدر من الانتاجية المنتظمة بها وتخريج دفعات عديدة من المتدربين والموهوبين وتمكينهم من القدرة على تنفيذ تلك المشروعات بمفردهم بما يحقق لهم دخلا ماديا مناسبا يساهم فى نشر تلك الحرف على مستوى كافة مراكز المحافظة .