الإبداع فى زمن العزلة.. أدباء وعلماء أبدعوا خلال فترة الانعزال والحجر الصحى

شكسبير ونيوتن وفيكتور هوج حاربوا العزلة بالإبداع
شكسبير ونيوتن وفيكتور هوج حاربوا العزلة بالإبداع
كتب محمد عبد الرحمن
كانت فترة العزلة والحجر الصحى، سببا فى ظهور العديد من الإبداعات والنظريات الخالدة حتى الآن، وربما كانت تلك الفترات الطويلة التى قضاها أدباء وعلماء فى عصور قديمة سابقة بسبب تفشى الأوبئة أو بسبب الحروب القاتلة التى شهدها العالم سببا فى كتابتهم عددا من أيقونات الأدب العالمى، أو كتابة نظريات علمية سوف تبقى أمد الدهر.
 
ومع تفشى فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، وتطلب الناس البقاء فى المنزل للوقاية من الإصابة بعدوى المرض، اشتكى الكثير من ملل البقاء فى  العزلة، لكن لا يعلم الكثير أن غيرهم من عظماء التاريخ استغلوا فترات الحجر الصحى فى الإبداع، فخلدوا أسماءهم بأعمالا كتبت فى العزلة، ومن هؤلاء:
 

ابن الوردى

 
ابن الوردي
 
ابن الوردى، الذى عاش فى حلب ودمشق وبلاد الشام، وقت تفشى وباء الطاعون "الموت الأسود" خلال منتصف القرن الرابع عشر من آسيا إلى الشرق الأوسط ثم إلى أوروبا، وكان حينها يعيش فى حلب عندما وصل الطاعون عام 1349 إلى هناك، وظل يفتك بالمدينة لمدة 15 عاما، ما أسفر عن موت نحو ألف شخص كل يوم، ووصف حاله فى أبيات كتبها قبل يومين من وفاته، قائلا:
 
ولستُ أخافُ طاعونا كغيرى .. فما هوَ غيرُ إحدى الحسنيينِ 
فإنْ متُّ استرحتُ من الأعادى .. وإنْ عشتُ اشتفتْ أذنى وعينى
 

شكسبير

 
شكسبير
 
شهد شاعر الإنجليزية الأشهر ويليام شيكسبير أكثر من وباء فى حياته، حيث ضرب مدينته لندن الطاعون خلال أبرز السنوات التى تألق فيها ككاتب مسرحى وهي الفترة ما بين عامى 1303 - 1613، جرى إغلاق كل المسارح في أوقات كثيرة، وكانت القاعدة الرسمية أنه بمجرد تجاوز معدل الوفيات ثلاثين أسبوعيا سيتم إلغاء العروض كافة.
 
وتوفى بسبب الوباء القاتل أشقاء شكسبير الأكبر سنا، وكذلك ابنه الوحيد هامنت الذى قضى فى الحادية عشرة من عمره، ويرى بعض الباحثين أن الأديب الإنجليزى كتب مسرحيته التراجيدية الشهيرة "مأساة هاملت" تأثرا بوفاة ابنه.
 

إسحاق نيوتن

 
إسحاق نيوتن
 
من القصص الشائعة أن إسحاق نيوتن كان في العزلة عندما توصل إلى نظرية الجاذبية، ويرى عدد من الباحثين أن نيوتن فى عام 1665 عندما كان يدرس فى جامعة كامبريدج، كانت لندن تعانى من تفشى الطاعون، قرر نيوتن الانعزال فى مكان فى الريف يبعد مسيرة ساعة عن المدينة، وبقى هنالك مدة 18 شهرا، انكب خلالها على إجراء البحوث والدراسات.
 
وقد كانت هذه المرحلة فرصة له للتوصل إلى نظرية الجاذبية، كما أنه أنجز دراسة حول حساب التفاضل والتكامل، والشىء الوحيد الذى يبقى غير مؤكد حول نيوتن، هو الادعاء الشهير بأن استيعابه لفكرة الجاذبية حدث بالصدفة بعد أن وقعت تفاحة على رأسه، وهو ما لم يحدث فى الواقع.
 

فيكتور هوجو

 
فيكتور هوجو
 
الكاتب الفرنسى فيكتور هوجو، اختار العزلة، وهذه المرة ليس بسبب تفشى وباء، لكن بسبب مواقفه السياسية، حيث كان هوجو من أبرز منتقدى نابليون الثالث وسياساته وآثر الخروج إلى المنفى لكي يتفادي بطش السلطة وظل يتنقل بين أكثر من منفي بعيدا عن وطنه فرنسا علي مدار عشرين عاماً كاملة، واستغل هذه الفترة في كتابة أعمال شعرية عدة، الا ان ابداعه الأبرز خلال تلك الفترة كان روايته الشهيرة "البؤساء" التي تناولت الثورة الفرنسية وتحولت إلى إحدى كلاسيكيات الأدب الأوروبي وتحولت في العصر الحديث إلى أعمال سينمائية ومسرحية.
 

مارسيل بروست

 
مارسيل بروست
 
أصيب الروائى الفرنسي مارسيل بروست بمرض الربو، وبعدها مات والده ووالدته، فقرر الانعزال في بيته عن العالم، ويقال إنه كان يكتب كالمحموم فى غرفة مبطنة بالفلين لتعزل صوت العالم الخارجى عنه، ويغلق النوافذ بإحكام شديد، بل كان يعبق أجواء الحجرة بالمطهرات، فى مقاربة لما نعايشه الآن، وخلال تلك الأجواء التى كتب فيها بروست مجموعة من رواياته منذ العام 1910 إلى 1922، وهذه الفترة التى أعقبت الهجمة الثانية لوباء الكوليرا عام 1902، ثم ظهر وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1920، من بينها روايته الأشهر "بحثا عن الزمن المفقود".
 

سيمون دى بوافور

 
سيمون دى بوافور
 
الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار أحد أبرز رموز الحركة النسوية في فرنسا٫فقد اضطرها احتلال ألمانيا النازية لبلادها عام ١٩٤٠ إلى ترك وظيفتها في مجال التدريس، ورغم اختيارها للعزلة في تلك الفترة٫ إلا أن هذا لم يمنعها من تقديم يد العون إلى المقاومة الفرنسية ضد النازيين وفي الوقت ذاته ابدعت مسرحيتها "افواه بلا قيمة" والتي، رغم كون أحداثها تدور في القرن الرابع عشر الميلادي، إلا أن تحمل اسقاطاً واضحاً على الفلسفة النازية التي لا تمانع في التضحية بالمهمشين مثل المسنين والمعاقين في سبيل الحفاظ على الشباب والأصحاء.
 

لورانس داريل

 
لورانس داريل
 
الشاعر والروائى البريطانى لورانس داريل صاحب "رباعية الإسكندرية"، هرب من صخب الحياة فى إنجلترا وفرنسا، وانعزل فى جزيرة "كورفو" اليونانية فى عزلة اختيارية، حيث كتب رواية "الربيع المتأزم"، التى صدرت عام 1937، وكان ينعزل فى برج فيلا أمبرون بحى محرم بك ليكتب.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يوجه بإطلاق أسماء الشهيدات الـ19 على المبانى الحكومية والشوارع بقرية "كفر السنابسة"

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

أسد الحملاوي يتمرد على شلونسك البولندي بسبب الأهلي والزمالك.. اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل


الزمالك يمنح شيكابالا حرية تحديد مصيره.. واللاعب يدرس الاعتزال لهذا السبب

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

موعد مباراة بي إس جي ضد إنتر ميامي فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

قصر العينى: أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل "EZVent" أثبت كفاءة فى النتائج

بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك


أوروبا تواجه صيفا قاسيا.. 4 دول تعلن الطوارئ مع خطر اندلاع حرائق

حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

عبد الرحيم دغموم خارج القائمة الأولية للمصري فى انتظار إبرام عقد جديد

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

رئيس البرلمان الإيراني: لا مصداقية لمواقف ترامب.. ونواجه حربا نفسية

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

وصول أسئلة امتحان مادة اللغة الأجنبية الأولى إلى لجان الثانوية العامة بالجيزة

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

اليوم.. طلاب أدبي بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة التاريخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى