المصريون رفضوا التصالح مع كليبر فى ثورة القاهرة الثانية فلجأ للحرق والدمار.. ماذا حدث؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
كتب أحمد منصور

إن فترة الحملة الفرنسية على مصر تعد من الفترات التى ظهر فيها معدن المصريين الحقيقى وأصالتهم فى الحرية، وفى تمسكهم باستقلالهم، والحفاظ على تقالديهم وتراثهم، هى فترة مجيدة فى كفاح الشعب المصرى وصموده واستبساله، واليوم  تمر ذكرى استسلام الثائرين من أهالي مصر في ثورة القاهرة الثانية وذلك بعد أن سلط عليهم الجنرال كليبر مدافعه وأحرق أحياء القاهرة، وكان ذلك عام 1800م، بعد وقوف المصريين بكل شجاعة ورفض الصلح مع كليبر لأكثر من مرة.

يقول كتاب "النضال الشعبى"، لمحمد فرج، إن الثورة الشعبية شبت فى القاهرة فى 20مارس سنة 1800، فى الوقت الذى كانت تدور فيه معركة عين شمس، وكان من زعماء الثورة عمر مكرم وأحمد المحروقى والشيخ الجوهرى، وشبت الثورة فى بولاق.

النضال الشعبى
النضال الشعبى

ويصف الجبرتى نشوبها فيقول: "أما بولاق فأنها قامت فى ساعة واحدة ونحزم الحاج مصطفى البشتيلى وهو من أعيان بولاق وأمثاله وهيجوا العامة وهيئوا عصيهم وأسلحتهم ورمحوا وصفحوا، وأول ما بدءوا به أنهم ذهبوا ‘لى وطاق الفرنسيين الذى تركوه بساحل البحر، وعنده حرس منهم فقتلوا من أدركوه ونهبوت جميع ما به من خيام ومتاع، ورجعوا إلى البلد وفتحوا مخازن الغلال والودائع التى للفرنساوية، وأخذوا ما احبوا منها وعملوا كرانك حوالى البلد ومتاريس".

ثورة القاهرة الثانية (1)
ثورة القاهرة الثانية

وأضاف كتاب "النضال الشعبى"، وبدأت الثورة كما قانا فى بولاق واتجه أهلها وقد حملوا السيوف والرماح والبنادق والعصى إلى قلعة قمطرة الليمون، ولكن حامية القلعة ردت هجومهم وفتحت عليهم نيران مدافعهم، فنظم الثوار صفوفهم وعادوا يهاجمون القلعة، وايطاع الجنرال فردييه أن يبعث بمدد إلى حامية القاعة وأن يشتت الثوار.

اتسع نطاق الثورة، وتعاونت جميع أطياف الشعب، وفى هذه الأثناء وصلت إلى القاهرة نجدة كبيرة بقيادة الجنرال "لاجرانج" وكانت هذه النجدة ذات معنويات عالية فى انتصار الفرنسيين فى معركة عين شمس، واستطاعت هذا النجدة أن تصل إلى الأزبكية وأن ترفع الحصار عنه وأن تنضم إلى حاميتها، مما جعل من العسير على الثوار دخول منطقة الأزبكية.

ثورة القاهرة الثانية (2)
ثورة القاهرة الثانية 

تعاون المصريون جميعا فى ثورتهم، وتطوعوا لإمداد الثورة بكل ما تحتاج إليه من زاد ونفقات، كما بذل أهل الأرياف والضواحى الكثير، وقدموا المعونات برضا ورغبة، فقد كانوا يأتون للثوار باحتياجاتهم من السمن والجبن واللبن والغلة.

وحينما جاء كليبر إلى القاهرة فى 27 من مارس وجد الثورة مشتعلة فى كل مكان، وشاهد بعينه حصون الثوار التى أقيمت فى بولاق ومصر الجديدة، ووجد الوكالات والمخازن وقد تحولت إلى قلاع يستخدمها الثوار، فأخذ يدرس الموقف ويضع خطته وانتهى إلى اتخاذ القوة ومحاولة القضاء على الثورة بالحديد والنار، واكنه رأى أن الحل الأمثل هو أن يطيل الوقت أمام الثوار للتقليل من عزيمتهم، وفى نفس الوقت أخذ يعد العدة للقضاء على الثورة.

وبعد أن استتب الأمر لكليبر بالسيطرة على الوجه البحرى بقضائه على الثورات المختلفة وحالة الهياج التى ظهرت فى مختلف المناطق وبعد أن استتب له الأمر فى الوجه القبلى باتفاقه مع مراد بك، أصبحت القاهرة محاصرة مطوقة، وحانت الفرصة لكليبر لكى يقضى على الثوار فيها، فأصدر أوامره إلى المدفعية لتصلى المدينة نارا حامية، وتطلق قذائفها على المنازل التى لجأ إليها الثوار.

بدأ الفرنسيون تقدمهم من باب الحديد، واستطاع الثوار أن يقضوا على الكتية الأولى المتقدمة، وأن يقتلوا ضابطها، ثم تقدمت الفرقة الثانية، وتمكنت من أن تقتلع المتاريس التى كان يتحصن وراءها الثوار، فهربوا من مكانهم وطاردتهم القوة الفرنسية واقتحمت المنازل التى لجأوا إليها، واشتعلت النار فى المبانى.

وفى أثناء هذا وصل الجنرال بليار من دمياط وعسكر أمام بولاق وأحاط الفرنسيون بها ومنعوا الدخول إليها والخروج منها وأكثروا من قذفها بالمدافع ليلا ونهارًا، هذا فى الوقت التى كسدت فيه الأسواق وقلت الأقوات وغلت الأسعار وفقدت الحبوب، واشتدت بالناس الكروب والمحن، وبدأ الناس يشعرون بالموقف الأليم الذى يعيشونه.

بعث كليبر يطلب وفجدا من العلماء يكون الوسيط بينه وبين الثوار، فجاءه وفد، وعرض عليهم كليبر وقف القتال فى مقابل الأمان، وهذا ما رفضه المصريون، وفى 14 أبريل 1800 أنذر كليبر الثوار، ولكنهم تجاهلوه، وفى فجر اليوم التالى بدأ الفرنسيون هجومهم على حى بولاق وبدأت مدفعيتهم تقذف الحى فى غير رحمة، ورغم ذلك وفى هذا البلاء عرض العفو على الثوار فأبوا واستمر القتال، وفجرت الدماء انهارًا من الشوارع واشتملت النار أحياء بولاق من أقصاها ‘لى أقصاها، وعادت تلك المدينة العمرة الزاهرة هدفا للخراب وأكلتها أهوال الحرب وفظائعها".

وعندما استسلم أهل بولاق بعد كل ما حصل بهم من الخراب والتدمير، فرض عليهم الفرنسيون غرامة جسيمة بلغت 200 ألف ريال، وفوق 300 ألف ريال تجبى عروضا من السكر واللبن والزيوت وغيرها، كما فرض عليهم أن يسلموا ما عندهم من المدافع والذخيرة والأخشاب، والغلال والشعير والأرز والعدس والفول، وأن يسلموا 400 بندقية و200 طبنجة، وقبض الفرنسيون على مصطفى البشتيلى رئيس الثوار وطلبوا من اتباعه أن يقتلوه، فضرب بالعصى حتى مات.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح

سفير الجزائر لدى القاهرة: الحملات ضد مصر ذات أهداف سياسية مغرضة

إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون: أنا فلاح أزرع الأرض والرزق على الله.. عبد القادر القط أعطانى صك الاعتراف بالموهبة وجمال الغيطانى احتفى بى.. يوسف إدريس جعلنى صحفيا.. ولويس عوض لم يأخذ حقه

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

عبور 21 شاحنة مساعدات إماراتية ضمن القافلة الـ15 للفلسطينيين بقطاع غزة


ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات


اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

التحفظ على سيارات المتهمين فى واقعة مطاردة سيارة فتيات بطريق الواحات

الرئيس السيسى يوجه بالمضى قدماً فى إعداد الموقع العالمى لإذاعة القرآن الكريم

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب فى الدورى والقنوات الناقلة

قبل قمة ألاسكا الجمعة.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين

النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات

مواعيد مباريات اليوم.. نابولي أمام أولمبياكوس وبيراميدز يستقبل الإسماعيلى

المطلقات والمرأة المعيلة أولوية فى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم

التزام المدارس بالكثافة الطلابية بالعام الدراسى 2026 بواقع 50 طالبا بالفصل

14 ألف فرصة عمل و317 مشروعا.. المنطقة الصناعية بحى الكوثر نهضة كبيرة بسوهاج

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى