خطة مكافحة الملل

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

هذا هو العنوان الذى اتفقت عليه رنا ابنتى "البكرية"، لمواجهة كورونا والحظر وسخافات الأوقات التى تعيشها فى تلك الأيام التى لم نشهدها من قبل، وعلى الرغم من أنها لم تتجاوز عامها السابع، إلا أنها عكفت على وضع خطة محكمة لمواجهة الملل، تعتمد على عدة محاور، أولها معاونة الأم فى المطبخ وأعمال المنزل، وطبعا هذا قرار لو تعلمون عظيم، وعلى الرغم من صدق نواياه ونبل مقصده، إلا أنه سيقود إلى خسائر فادحة بالنسبة لأثاث المنزل وأدوات المطبخ!!

استيقظت رنا فى السادسة والنصف صباحا - على غير عادة - مع العلم أنها نامت بعد 12 صباحا، ويبدو أن النية كانت مبيتة لديها لتنفذ خطتها نحو مكافحة الملل، وقد بدأت بتنظيف الصالة، وترتيب الغرفة فى أجواء لم تخل من " الخبط والرزع"، بصورة مقصودة حتى يستيقظ الجميع، وبالفعل نجحت في الجزء الأول من الخطة، فقد انقطع نومى، وأصابنى الذهول عندما دخلت الغرفة المجاورة لأجد "دولاب رنا" على الأرض، بعدما أخرجت كل محتوياته بدعوى التنظيف وجلب الملابس الصيفية، فقد اتخذت القرار بالثورة على الشتاء.

بالطبع لم تتمكن رنا من استعادة وضع الدولاب على ما كان عليه فاتجهت إلى عمل آخر لعلها تستكمل خطتها في مكافحة الملل، وهذه المرة كانت من "اللاب توب"، الذى فتحته وبدأت تدخل على الانترنت لتشغيل مجموعة من المسرحيات والمسلسلات المفضلة لديها، وهذه خطة مزدوجة ستمكنها من إيقاظ أخيها الصغير" عمر" الذى ما إن سمع الصوت، قفز من سريره لينضم إلى أخته في مؤامرة متكاملة الأطراف موجهة ضدى وأمه، التى كانت نائمة فى ذلك الوقت، واستيقظت قبل خروجى من المنزل بدقائق قليلة، لتفاجأ أن زجاجة "البرفان" الخاصة بها خلطها أحدهم بالمياه !!

بالفعل الأطفال يشعرون بالملل فى الوقت الراهن من أجواء حظر التجوال والعزل المنزلى الذى لم يعتادوه من قبل، فقد كان يومهم مملوء بالأنشطة والحركة مابين المدرسة والحضانة والنادى، إلا أنهم باتوا في المنزل طول الوقت، ويجب أن ننظر إلى ما يحتاجونه ونقدم لهم الدعم النفسى اللازم، وعلينا دور كبير في توجيههم إلى الأنشطة المنزلية، حتى يتمكنوا من إفراغ طاقاتهم بها، صحيح هناك تكلفة "تخريب" سيتحملها الأب بالتأكيد فى نهاية فترة الحجر المنزلى، لإصلاح أثاث المنزل وما أصاب المطبخ من تكسير وتدمير خاصة الأطباق والأكواب الزجاجية، إلا أنه من الضرورى أن يكون لهؤلاء الأطفال نشاط خارج فكرة مشاهدة التلفزيون أو اللعب بالهواتف الذكية، وأتمنى أن يكون لدى كل الأبناء والبنات خطة لمكافحة الملل عن طريق الأنشطة المنزلية وممارسة الهوايات، حتى وإن كانت تحتمل الخسائر، فالدعم النفسى مطلوب وضرورى خاصة للنشء الصغير، الذى لا يستطيع فهم الأمور والمتغيرات الراهنة بالصورة التى نفهمها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الكهرباء: لا توجد إصابات فى حريق محطة محولات العاشر من رمضان

وزير الكهرباء يصل العاشر من رمضان لمتابعة آثار حريق محطة المحولات

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66

نجم بيراميدز السابق بعد وداع المونديال: مثلنا قارتنا بفخر ونعود مرفوعي الرأس

القائمة الوطنية تتقدم بأوراقها لانتخابات الشيوخ بغرب الدلتا بمحكمة الإسكندرية


وزير الاتصالات: سنترال رمسيس ليس الوحيد الذى تعتمد عليه مصر فى الخدمات

رئيس الوزراء: نسبة الحوادث فى مصر مازالت أعلى من المتوسط العالمى

10 محظورات حددتها الهيئة الوطنية فى دعاية المرشحين بانتخابات مجلس الشيوخ

3 صور لا تفوتك من فسحة محمد صلاح في مدينة "بودروم" التركية

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الأربعاء 9-7-2025


بن أفليك يوجه تحذيرًا صادمًا لحبيب جينيفر لوبيز الجديد

مجلس الوزراء يوافق على 8 قرارات خلال اجتماعه الأسبوعى.. تعرف عليهم

آن هاثاواى وبرادلى كوبر يدعمان بعضهما فى رحلتهما كآباء

عرض عالمى أول لفيلم ويليام دافو "حفل عيد الميلاد" بمهرجان لوكارنو

مدبولى: الرئيس السيسى وجه بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب حريق "سنترال رمسيس"

زيزو يحتفل مع السقا بعرض فيلم "أحمد وأحمد" فى دبى.. صور

فركش تصوير فيلم ماما وبابا لـ ياسمين رئيس ومحمد عبد الرحمن

تارا عماد: أجسد صحفية بحكاية "just you" بمسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"

محامى زيزو يتقدم بشكوى جديدة ضد الزمالك فى اتحاد الكرة

بعد تأجيله 4 أسابيع.. طرح فيلم درويش فى السينمات 13 أغسطس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى