اكتشاف الدكتور مصطفى مدبولي.. ثقة الرئيس في الحكومة ضاعفت من قوتها واكسبتها شعبية وقبولا.. ورئيس الوزراء أكد أنه من أفضل من تولوا هذا المنصب.. والسر في الهدوء الرشيد والحزم العاقل وحرفية الخطاب

الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء
كتب وائل السمرى

بطبيعة الحال أتابع منذ عملي في الصحافة كل أحاديث رؤساء الحكومة في جميع الأوقات سواء كنت مهتما بموضوع الحديث أو غير مهتم، لكن هناك بالطبع أوقات تصبح فيها المتابعة اللحظية فرض عين لا يجوز تجاوزها أو التغاضي عنها، في أيام الثورة مثلا كانت المتابعة فيها تكاد تكون ضرورة من ضرورات الحياة، لكن في الغالب كان الملل هو الشعور المسيطر على الواحد وهو يتابع الكثير من المؤتمرات الصحفية لوزراء أو رؤساء حكومات لا يتناسب إيقاعهم مع إيقاع اللحظة، فبدلا من التوجه نحو الخطاب المراد مباشرة كان اللف والدوران هو السمة الأساسية قبل تمرير المعلومات وهو ما كان يأتي بنتائج عكسية في الغالب؛ لا لشيء إلا لاختيار طبيعة خطاب لا يتناسب إيقاعها مع إيقاع العصر، وفي الحقيقية فإن تلك الآفة الخطابية وتلك المناورات البالية لعشاق الظهور الإعلامي كانت السبب الرئيسي في إشعال الكثير من الغضب لا طبيعة الإجراءات وقتها، وهو الأمر الذي لن تجده أبدا في خطابات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر الحالي.

 

تميزت خطابات الدكتور مصطفى مدبولي منذ اشتعال أزمة ""كورونا" بالجدية الواجبة، والمباشرة العملية، والحنكة الخطابية، صفات لا تجدها في متمرسي السياسة الحزبيين والنشطاء، فما بالك برجل يعد من رجال الـ "تكنوقراط" المتخصصين في مجالهم المتميزين في عملهم، وهو أمر بالنسبة لي عد مفاجأة كبرى، فمعروف أن الدكتور مصطفى مدبولي رجل عملي، تخصصه في الهندسة والإنشاءات، لم يقدم نفسه يوما بعتباره رجل سياسة يتقن الأحاديث ويتنفنن في المواجهات الكلامية، كل ما هو معروف عنه أنه رجل دولة من طراز رفيع يجيد اداء المهمات التي توكل إليه، ولا يميل إلى الشو أو الاستعراض أو إثارة المشكلات الجدلية والخوض في المهاترات الخاوية، وهي للأسف مهارات قد يطلبها العمل السياسي بل قد تصبح هي المؤهلات الرئيسية عند الكثيرين.

 

كشفت لنا ازمة "كورونا" وجها آخر للدكتور مصطفى مدبولي، فقد ظهر في صورة رجل الدولة الحازم أيضا، لكنه في الوقت ذات سياسي من طراز رفيع، ليس من نوعية السياسين البالية التي تتقن الكلام ولا شيء سواه، لكن من نوعية السياسين العمليين، يتكلم بحساب، يصمت بحساب، يقدم أفكاره في شكل متدرج، لا يميل إلى التقعر في الحديث، كما لا ينزلق إلى حد الابتزال، يتكلم "بالمقاس" بميزان حساس يزن كلامه، يعرف أن أنظار المصريين تتوجه إليه، فلا يلعب على المشاعر، ولا يستعطفهم بجمل رنانة، يضع المشكلة في حجمها الطبيعي، ويتخذ الإجراءات المناسبة من أجل التغلب على هذه المشكلة، يحذر فلا يغضبك تحذيره، يتوعد فلا تستفزك تهديداته، تعرف أنه يتخذ الإجراء المناسب ويصيغها بالشكل المناسبة فتتقبل الحديث بأمان، وينعكس هذا إيجابيا على الحالة النفسية للشعب المصري الذي أصبح الآن من محبي ظهور الدكتور مصطفى مدبولي.

السر في هذا من وجهة نظري هو حجم الثقة التي منحها له الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد كان الرئيس السيسي قادرا على أن يظهر هو كل يوم في وسائل الإعلام ليعلن عن الكثير من الإجراءات، مثلما يفعل دونالد ترامب رئيس أمريكا مثلا، لكنه فضل أن تعلن عن طريق رئيس الوزراء ثقة فيه واطمئنان له، ومن يتابع أحاديث الرئيس عن رئيس الحكومة أو ذكره له في الخطابات الرسمية أو اللقاءات الإعلامية يجده يتحدث عنه بكل تقدير واحترام، ونادرا ما نسمع كلمة "دكتور مصطفى" بل نسمع "دولة رئيس الوزراء" أو "دولة الرئيس" وهي صيغة راقية من صيغ الاحترام والتقدير قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي متفردا عن غيره من رؤساء مصر، ليكشف عن طريقة جديدة في الإدراة والإنجاز، طريقة تعتمدعلى اختيار العناصر الفاعلة ودعمها وتعظيم دورها ومنحها مزيدا من الثقة ومزيدا من الرعاية لتقدم أقصى ما عندها من مجهود، ونتيجة هذا تمر علينا تلك الأزمة الطاحنة فلا نكاد نشعر بها.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

فحص طبى ينتظر أحمد حمدى اليوم فى الزمالك لتحديد مصيره من مباراة فاركو

كاتس: وافقنا على خطط الجيش للقضاء على حماس وإخلاء السكان فى غزة

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

رئيس الوزراء يشارك بالجلسة الختامية لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية تيكاد 9


رئيس الوزراء يلتقى نظيره اليابانى على هامش مشاركته بقمة "تيكاد 9"

عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري

سجلات 55 مليون أجنبى حصلوا على تأشيرات الدخول لأمريكا قيد المراجعة

أكرم القصاص يكتب: السيسى وبن سلمان.. توافق وتعاون مصرى سعودى فوق كل التحديات

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى


هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

لجنة الانتخابات العليا بسوريا توضح سبب الاقتراع غير المباشر

سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند

ترامب: سأعرف المزيد عن فرص السلام فى أوكرانيا خلال أسبوعين

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا

أرقام بن رمضان بعد انطلاقته القوية مع الأهلي

إطلاق نار فى جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفانيا

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

أغانى x أرقام لـ ويجز حققت أرقاما قياسية قبل حفل العلمين الجديدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى