عندما يهتز معشر الفرنجة في أعيننا

سيد عبد المجيد
سيد عبد المجيد
سيد عبد المجيد
لا أظن أن أحد ممن تجاوز العقد السادس من عمره ، يمكنه نسيان نظرة الإعلام الغربي الدونية لنا وهوسه الأسطوري الذي وصل إلى حد التلذذ والسخرية في آن ، وهو ينقل قبل عقود خلت، عبر بعضا من أفلامه تسجيلية كانت أم روائية ، مشاهد الأزدحام المفرط في حقب العوز والضنك بكل ربوع المحروسة التي كانت تستعد للثأر في ذلك الوقت العصيب.
 
وبالطبع لابد من بهارات المبالغات وهي ترسم عنوة صور البؤس على وجوه البسطاء من مواطنينا وهم محشورين حشرا في منحنيات عشوائية أمام محال بيع المنتجات الاستهلاكية انتظارا فتح أبوابها، لعلهم يفوزون بدجاجة مجمدة، ورغم إنحصارها إلا أن الأسهاب الفلكلوري الممجوج حولها واصل رصده التفصيلي للتكالب على المخابز وسط عويل نسوة ودللالات تحركهم مافيا الجشع ولم يكن عصيا تفسير الأمر سوى أن يخرج من يراها في بلاد الفرنجة ، وقد تكرس لديه أنطباع وهو " أننا همج جياع لا علاقة لنا بأي شكل من اشكال التحضر والتمدين".
 
والحق لست من دعاة المؤامرة ولا تمتلكني فوبيا الإساءة لسمعتنا، لسبب بسيط هو أن أعمالنا الدارمية لم تخجل من فقرنا بإظهاره في عشرات المسلسلات والنصوص السينمائية ، ولكن ما أود قوله فقط في تلك السطور ــ وهذا من حسن الحظ أن الارض كروية ــ الدنيا دوارة ، وها هي توصيفاتهم المخجلة لسلوكياتنا ترتد اليهم  على خلفية تفشي جائحة الكورونا ، إذ يشاء السميع العليم أن يحيينا كي نشهد نحن ذات المشاهد ببلدان كبري بالقارة العجوز وكذا على الضفة الأخرى من الاطلسي حيث تربض القوة الاكبر في هذا الكون ، وهي تطيح بنفس القيم التي ما فتأوا يصدعوننا بها ليل نهارا. 
 
عندما يجتمع الجوع والموت فلا مكان لفذلكات الفلسفة ، أو لعبارات التهذيب مثل : كل واحد ومراعاة للنظام أن يلتزم بدوره ولا يتخط غيره إلى أخره من الأرشادات التي لا محل لها من الأعراب والمعدة خاوية ، ومن ثم " فساعة البطون تتهوه العقول و" يحييني اليوم وموتني غدا " البشر هم البشر كانوا شمالا أم جنوبا، هذا ما قد يحث بالقاهرة الخديوية وأيضا بحي البيجال الفرنسي بعاصمة النور باريس .
 
ولا بأس وأثناء زحف أحفاد " الأتيكيت " ، نحو الحوانيت لنهب المواد الغذائية وأدوات التنظيف ، أن يصاحب معارك البقاء للأقوي تلك ، أغام فرانسو فريدريك شوبان وإمعانا في أجواء الميلودراما سيكون مفيدا اختيار مقطوعة تعكس عذابه في عشق أورورا دوديفان عندما كان يعيش بالحي نفسه بالنصف الاول من القرن التاسع عشر. 
 
ولعلي أتذكر" سيدني وبولاك " وتحفته " أنهم يقتلون الجياد أليس كذلك " والذي أخرجه العام 1969 ، فيها رأينا كيف يتم إذلال الناس بجعلهم يرقصون لساعات طويلة على أمل أن يظفروا ببضع دولارات خلال الكساد العظيم ، ولا أدري لماذا جنح بي الخيال بيد أنني تصورت مع وباء " الكوفيد المستجد " المخيف أن ورثتهم سيفعلون الأمر عينه الآن ، من أجل أقتناص بضع بكرات من أوراق المراحيض، ألم يحدث شجار كاد يزهق الأرواح ؟.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق الجامعات 2025.. طريقة سداد رسوم اختبارات القدرات

تحركات حزبية مكثفة مع غلق باب الترشح لانتخابات الشيوخ.. تنسيقات واستعدادات ميدانية ووضع اللمسات الأخيرة على الخطط الدعائية.. الجبهة الوطنية: اختيار المرشحين وفق معايير النزاهة والكفاءة والعمل لصالح المواطن

الأهلي يستقر على تمديد عقد إمام عاشور حتى 2029 وضمّه إلى فئة "السوبر ستارز"

شاهد جميع أهداف محمد صلاح مع ليفربول قبل انطلاق الموسم الجديد

الاتحاد السكندرى يواجه المصري بالسلوم اليوم في أولى ودياته


سيناريوهات تنتظر السائق المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الطريق الإقليمى بعد حكم المشدد

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير

وصول أسئلة امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات إلى لجان الثانوية العامة

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026


زوجة تطالب إلزام زوجها سداد مصروفات لطفلها بـ 260 ألف جنيه متجمد شهرين.. تفاصيل

زى النهارده.. الأهلى يعلن التعاقد مع محمد الشناوى قادما من بتروجت

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

الزمالك يدرس الاستغناء عن صلاح مصدق لتقليص عدد الأجانب

منتخب الناشئين يواصل تدريباته استعدادًا لكأس العالم

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى