قرأت لك .. "مكيافيللى" هل يستحق هذه السمعة السيئة؟

كتب أحمد إبراهيم الشريف
نقرأ معا كتاب "مكيافيللى: مقدمة قصيرة جدًّا" تأليف كوينتن سكينر، ترجمة رحاب صلاح الدين، مراجعة هانى فتحى سليمان، والصادر عن مؤسسة هنداوى، وينطلق الكتاب من فكرة أن "مكيافيللى" نادى بضرورة أن يكون الزعماء السياسيون على استعداد للقيام بأعمال شريرة قد تثمر عن خير، ومنذ ذلك الحين أصبح اسمه رمزًا للازدواجية واللاأخلاقية، فهل يستحق مكيافيللى هذه السمعة السيئة؟ يركِّز كوينتن سكينر فى إجابته عن هذا السؤال على ثلاثة أعمال رئيسية لمكيافيللى هى "الأمير" و"المطارحات" و"تاريخ فلورنسا" مستخلصًا منها مقدمة غاية فى الوضوح لمعتقدات مكيافيللى.
 
وُلِد نيكولو مكيافيللى فى فلورنسا فى الثالث من مايو عام1469، وأول ما يأتينا من أخباره هو دوره النَّشِط فى شئون مدينته ومسقط رأسه عام 1498، نفس العام الذى أُسقِط فيه النظام الحاكم بقيادة سافونارولا من السلطة، كان جيرولامو سافونارولا، الزعيم الدومينيكانى لسان ماركو الذى كانت خُطَبه النبوئية قد سيطرَتْ على الساحة السياسية الفلورنسية طوال السنوات الأربع السابقة لهذا التاريخ، قد اعتُقِلَ بتهمة الهرطقة فى أوائل شهر أبريل، ثم ما لبث مجلس المدينة الحاكم أن بدأ فى إقالة من بقى من مؤيِّديه من مناصبهم فى الحكومة. كان أحد أولئك الذين خسروا مناصبهم نتيجةً لذلك أليساندرو براتشيزي، رئيس الهيئة الاستشارية الدبلوماسية الثانية. 
 
مكيافيللى
 
فى بادئ الأمر ظلَّ المنصب شاغرًا، لكن بعد تأخيرٍ دام لعدة أسابيع طُرِح اسم مكيافيللي، الذى لم يكن معروفًا تقريبًا، بصفته بديلًا محتمَلًا. فى ذلك الوقت كان مكيافيللى يبلغ من العمر نحو تسعة وعشرين عامًا، وكان من الظاهر أنه لا يملك أى خبرة إدارية سابقة، لكن ترشيحه لهذا المنصب لم يُواجِه أى صعوبة على ما يبدو، وفى التاسع عشر من يونيو صادَقَ المجلس النيابى حسب الأصول على تعيينه بمنصب المستشار الدبلوماسى الثانى لجمهورية فلورنسا.
 
حينما الْتَحَقَ مكيافيللي بالهيئة الاستشارية الدبلوماسية، كانت هناك طريقة راسخة للتعيين في مناصب الهيئة الرئيسية؛ إذ كان على المسئولين الطامحين لشغل هذه المناصب أن يُعْطُوا أدلةً تُظهِر مهاراتهم الدبلوماسية، كما كان يتعيَّن عليهم أن يُظهِروا قدرًا كبيرًا من الكفاءة فيما يُعرَف بالتخصُّصات الإنسانية. استُمِدَّ مفهوم «الدراسات الإنسانية» هذا من أصول رومانية، لا سيما من شيشرون، الذي أحيا الفلاسفةُ الإنسانيون الإيطاليون مُثُلَه التربويةَ في القرن الرابع عشر، وصاروا يمارسون تأثيرًا قويًّا على الجامعات وعلى طبيعة الحياة العامة في إيطاليا. تميَّزَ الإنسانيون في المقام الأول بالتزامهم بنظرية خاصة تتمحور حول المكونات الصحيحة للتعليم «الإنساني الحقيقي». كانوا يطلبون من طلَّابهم أن يبدءوا بإجادة اللغة اللاتينية، ثم ينتقلوا إلى ممارسة الخطابة ومحاكاة أرفع الكُتَّاب الكلاسيكيِّين شأنًا، ثم يكملوا دراساتهم بقراءةٍ وافيةٍ للتاريخ القديم والفلسفة الأخلاقية. وقد أشاعوا أيضًا الاعتقاد الراسخ بأن هذا النوع من التدريب يشكِّل أفضلَ تأهيلٍ للحياة السياسية. كما دأب شيشرون على التأكيد مرارًا على أن هذه التخصُّصات تعزِّز القِيَم التي نحتاج إلى اكتسابها في المقام الأول من أجل أن نخدم بلادنا جيدًا، والتي تتمثَّل في الاستعداد لإعلاء الصالح العام على مصالحنا الخاصة، والرغبة في محاربة الفساد والاستبداد، والتطلُّع لبلوغ أنبل هدفين على الإطلاق؛ الشرف والمجد لبلادنا ولأنفسنا أيضًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

روان أتكينسون يكشف معاناته من التأتأة والتمثيل أنقذه من المشكلة

النيابة الإدارية تستقبل طلبات التقديم لوظائف معاون نيابة دفعة 2024

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة


المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

اليوم.. انتظام أفشة وشريف ومرعى فى تدريبات الأهلى استعدادا لمباراة سيراميكا

السعودية والصين تتفقان على الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية

الحضرى: مفيش أى مدرب هيرضى يشتغل 4 أشهر فقط وهذه كواليس ركلة جزاء السولية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025


حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

سر السوار الأزرق.. ماذا يرتدى كريستيانو رونالدو دائمًا فى معصمه؟

20 يناير أولى جلسات استئناف فادي خفاجة على حبسه 6 أشهر

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى