أشهر أيتام الفن.. العندليب والنمر الأسود توأما اليتم والمرض والإبداع

عبد الحليم واحمد زكى
عبد الحليم واحمد زكى
زينب عبداللاه

نظرات العينين المتطابقة العميقة تؤكد أن صاحبيها يربطهما رباط غريب ويجمعهما تشابه قوى، حتى وإن لم يكن هناك تشابه فى الملامح أو لم يكونا تقابلا من قبل، ولكن القدر شاء أن تتقابل روحيهما وتتلاقى فى نقاط كثيرة، وأن يتشابه مصيريهما، وكأنهما رضعا معا عذاب اليتم فأصبحا توأمين تجمعهما الكثير من الصفات المشتركة والمعاناة المستمرة.

العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والنمر الأسود أحمد زكى أشهر أيتام الفن وأكثرهم إبداعاً وعذاباً ومعاناة وبقاء ، جمعهما اليتم والمرض والمعاناة والفن والإبداع وحتى تشابه المصير.

ليس بغريب مع كل هذا التشابه أن يكون آخر ما جسده النمر الأسود فى حياته الفنية هو شخصية العندليب، وليس غريباً أن يؤدى هذا الدور وهو يتألم ويعانى من عذاب المرض فيتوحد مع ألام العندليب وأن يكون مشهد موت حليم فى الفيلم هو نفس مشهد موت أحمد زكى ونفس جنازته، وأن يفارق كلاهما الدنيا فى نفس الشهر مارس.

  وحد اليتم شخصية المبدعين ونظرة الشجن والحزن العميقة فى عينيهما، حيث ولد عبدالحليم شبانة في قرية الحلوات بالشرقية، وهى نفس المحافظة التى ينتمى إليها النمر الأسود أحمد زكى.

رحلت والدة حليم بعد ولادته مباشرة، وكان العندليب  الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية، لم يذق الرضيع الصغير طعام حنان الأم، كان يتضور جوعا ولهفة للحنان فكان اخوته يلجأون لنساء القرية اللاتى يرضعن ليحصل الصغير على رضعة تسد جوعه أو إلى لبن الماعز حين يتعسر الأمر، ولم يقتصر عذاب الصغير على فقد الام ، بل رحل والده 6 أشهر من مولده ليصبح حليم يتيم الأب والأم، فاقدا لكل مصدر من مصادر الحنان والعطف وتولى خاله تربيته، حتى كبر وتولت رعايته شقيقته "علية" ، التى كان يعتبرها والدته وأقرب الناس لقلبه.

وحتى مصدر اللهو الوحيد  لحليم اصبح مصدر  الألم والوجع والمرض الذى لاحقه طوال حياته، فحين كان يلعب من الصبية الصغار فى  ترعة القرية انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي عانى منه ومن مضاعفاته حتى وفاته.

وبعد ان اشتد عوده التحق حليم بملجأ للأيتام، قضى فيه تسع سنوات كاملة، ورغم صعوبة الحياة فى ملجأ ظهرت مواهب حليم فى الغناء خلال هذه الفترة، وخرج منه ليلتحق بمعهد الموسيقى العرية ويبدأ مشواره الفنى الذى واجه فيه الكثير من الصعوبات حتى أصبح العندليب الأسمر اشهر مطربى عصره وكل العصور، وظلت معاناته مع المرض تزداد مع كل نجاح حتى فارق الحياة.

وهكذا كانت حياة النمر الاسود أحمد زكى الذى ولد فى مدينة الزقازيق عام 1949، وتوفى والده بعد شهور من مولده، وبعدها تزوجت والدته وانتقلت إلى قرية أخرى فانتقل ليعيش مع جده لوالده.

كان الطفل الأسمر يشعر بالوحدة والحزن الدائم وكان يعتقد دائما أن والدته تخلت عنه وتركته، خاصة أنه رأى أمه للمرة الأول وهو فى سن 7 سنوات وحك أحمد زكى عن هذه المرة التى رأى فيها أمه للمرة الأولى قائلا: "أمي كانت فلاحة صبية، لا يجوز أن تظل عزباء فزوجوها وعاشت مع زوجها، وكبرت أنا في بيوت العائلة، بلا أخوة، ورأيت أمي للمرة الأولى وأنا في السابعة، ذات يوم جاءت امرأة حزينة جدا، ورأيتها تنظر لي بعينين حزينتين، ثم قبلتني دون أن تتكلم ورحلت، شعرت باحتواء غريب، هذه النظرة إلي الآن تصحبني، حتى اليوم عندما تنظر إلي أمي أرى نفس النظرة، في السابعة من عمري أدركت أنني لا أعرف كلمة أب أو أم، وإلى اليوم عندما تمر في حوار مسلسل أو فيلم كلمة بابا أو ماما أشعر بحرج بالغ ويستعصي علي نطق الكلمة"، وفى المرات القليلة التى ذهب فيها الطفل لزيارة أمه ف بيتها ومع إخوته غير الأشقاء كان يشعر بالغيرة والحزن لأن إخوته يستطيعون أن يبقوا مع أمه بينما هو محروم منها دائماً.

وعانى أيضا النمر الاسود فى بداية حياته الفنية بسبب لون بشرته الأسمر حيث عزف المخرجون عن إختياره فى الكثير من الادوار ومنها فيلم الكرنك الذى رشح فيه للبطولة أمام السندريلا سعاد حسنى ولكن واجه الكثير من الاعتراضات لانهم استكثروا ان تحب السندريلا هذا الفتى الأسمر فى الفيلم، ولكنه عافر حتى أثبت موهبته وحصل على دور البطولة أمام السندريلا فى فيلم شفيقة ومتولى ، وغيرها وتوالت نجاحاته وأعماله العبقرية.

عانى النمر الأسود مثل العندليب مع مرض سرطان الرئة ولكن هذه المعاناة لم تمنعه من مواصلة الإبداع حتى أخر أنفاسه، وجسد النمر الأسود شخصية العندليب وهو ينازع االمرض ويصارع الموت حتى أنه فقد بصره أثناء تصوير مشاهد الفيلم، وتوفى فى نفس الشهر الذى توفى فيه العندليب الأسمر.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب وادى "سوات" الباكستانى

الأهلي يقرر استمرار النحاس مديرا فنيا أمام فاركو رغم الاتفاق مع ريفيرو

المتحدة للرياضة تنظم وتذيع مباراة الأهلي وباتشوكا حصريًا على أون سبورت

رابطة الأندية تُحصن قراراتها فى أزمة القمة تحسبا للجوء للمحكمة الرياضية

حفيد عبد الحليم حافظ: العندليب لو اتجوز هينكر الجواز ليه؟! .. شيء مش عقلانى


روجيرو ميكالى يدخل دائرة المرشحين لتدريب الزمالك الموسم المقبل

التيك توكر أم رودينا تواجه 6 اتهامات.. التعدي على القيم الأخلاقية الأبرز

موعد مباراتي الجولة الأخيرة للأهلي وبيراميدز فى الدوري

3 مسلسلات وفيلم جمعت كريم عبد العزيز وبيتر ميمي قبل المشروع X

مواعيد مباريات اليوم.. أرسنال مع نيوكاسل يونايتد وروما أمام ميلان


الزمالك يواجه منتدى المغربى اليوم فى الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

حطم سيارات بالملايين.. اعرف مصير سائق معرض القطامية بعد إخلاء سبيله

نهائي دوري أبطال أفريقيا 2025.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز المرتقبة

ريال مدريد ضيفا على إشبيلية فى الدوري الإسباني

سعد الصغير يعود لساحات القضاء من جديد.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

لجنة التخطيط تجتمع مع المدير الرياضى لرسم خارطة الطريق فى الزمالك

صراع الأبطال.. يوفنتوس يواجه أودينيزي وروما يتحدى ميلان فى الدوري الإيطالى

الحضرى والصقر ونجوم الرياضة والإعلام في حفل زفاف كريمة أحمد سليمان.. صور

هدايا منحت الأهلى قمة الدورى.. فاركو بدأها والبنك أكملها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى