اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" ساسنيون وبيزنطيون يطلبون ود العرب

المفصل
المفصل
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987) قراءة تاريخ العرب قبل الإسلام والوقوف مع علاقاتهم الخارجية وظروفهم الداخلية ومن ذلك علاقة العرب بكل من الساسانيين والبيزنطيين من خلال كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب" وسؤال اليوم: هل طلب الساسنيون والبيزنطيون ود العرب؟
 

يقول جواد على:

 حدث تطور خطير فى الشرق الأدنى بعد الميلاد، فقد زالت حكومة "البارثيين" "الفرث"، فى حوالى سنة "226ب. م."، وحلت محلها حكومة عرفت بحكومة "الساسانيين"، وهى حكومة نبعت من ثورة على الحكومة السابقة، تولى كبرها ملوك أقوياء أظهروا حزمًا وشدة جعلت الروم يهابونهم، ويرون أنهم مكافئون لهم فى القوة، ولم يكن الروم ينظرون إلى "الفرث" بهذه النظرة من قبل.
وحدث تطور مشابه فى إمبراطورية "روما"، فقد انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين، وصارت "القسطنطينية" عاصمة للجزء الشرقي، الذى كون الإمبراطورية "البيزنطية"، وذلك فى سنة "330م"، وتولت هذه الإمبراطورية إرث النزاع مع الفرس، النزاع الموروث من الإسكندر، وأصبحت بحكم وجودها فى بلاد الشأم وفى مصر على اتصال بالعرب فى البر وفى البحر.
 
وكان لا بد للساسانيين والبيزنطيين من التعامل مع العرب، ومن استرضائهم، ووضع حساب لهم. فقد كانت لكل من الإمبراطوريتين حدود واسعة طويلة معهم كما كان فى كل من الإمبراطوريتين قبائل ذات شأن نازلة فى أرضها فى مناطق حساسة هى حافات الحدود، وأما البادية: بادية الشام التى تملأ الهلال الخصيب، فقد كانت مملوءة بقبائل عربية تعرف عند الروم باسم Saracens وScenites، وتعنى الكلمة الأخيرة سكان الخيام، أو أهل الخيام، وهى كما قال أحد المؤرخين "الكلاسيكيين" فى تنقل مستمر وحركة دائمة من مكان إلى مكان، إذا وجدت أرضًا خصبة عاشت عليها، وإلا كسبت معيشتها بالغزو، تغير على أرض الفرس أو الروم، فإذا جابهتها قوة، تقهقرت إلى البادية حيث عسر على غير الأعراب ولوجها لتأديبهم، ولهذا لم يكن أمام الحكومات الكبيرة إلا استرضاء تلك القبائل؛ لصيانة حدودها وللاستفادة منها فى إلقاء الرعب فى قلوب الأعداء والخصوم.
 
وسلك البيزنطيون السياسة التى سلكها حكام "روما" من قبلهم، وهى سياسة التقرب إلى سادة "أكسوم"، وعقد اتفاقيات ود وصداقة معهم، لضمان مصالحهم وللضغط على حكام السواحل العربية المقابلة لهم، لجلبهم إلى جانبهم ولمنعهم من التحرش بسفنهم وبتجارهم الذين كانوا يرتادون البحار إلى الهند والسواحل الإفريقية ويقيمون فى مواضع من السواحل والجزر على شكل جاليات، كما هى الحال فى جزيرة "سقطرى". وقد نجحت سياستهم هذه نجاحًا أدى إلى غزو الجيش لليمن بتحريض من الروم فيما بعد.
 
وسلكوا سياسة حكام "روما" أيضا فى تقوية حدود بلاد الشأم وضمان سلامتها من غارات الأعراب أو الفرس عليها، ببناء سلسلة من الاستحكامات فى البوادى وفى مفارق الطرق المؤدية إلى تلك البلاد، وبتقوية "خطة ديوقليطيان" Diocletian الدفاعية الشهيرة التى وضعها، بالدفاع عن الحدود من مصر إلى نهاية الفرات، وفى جملتها تحصين مدينة "تدمر" قلب الدفاع، والمواقع العسكرية الأخرى المقامة فى البادية؛ لتكون الموانع الأولى للأعراب من مهاجمة بلاد الشأم، والرادع الذى يردعهم عن التفكير فى الغزو.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف الكبير خلال 24 ساعة

موعد وصول حسام البدري وباقي الرياضيين المصريين من ليبيا الليلة

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة

حصاد أول دورى لكرة القدم النسائية بمشاركة الأهلى والزمالك وبيراميدز.. مسار الأقوى


البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

بعد زلزال كريت.. تقرير لمعهد الفلك يكشف أسباب الهزات الأرضية.. التقرير يوضح كيفية قياس قوة الزلزال وتحديد شدته.. يستعرض أكبر الزلازل قوة فى التاريخ.. ويؤكد: لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها فى العالم حتى الآن


7 أندية تتنافس على ضم نجل كريستيانو رونالدو

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

ريال مدريد يعلن إستبعاد لونين من قائمة مباراة مايوركا بسبب الإصابة

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

حسام البدرى لـ"اليوم السابع": نتوجه إلى مصراته وفي طريقنا للعودة إلى مصر

فى معلومات.. الفرق بين زلزال 1992 وزلزال كريت المفزع

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

أزمة مباراة القمة.. لجنة التظلمات تحسم غدا قرارها بشأن لقاء الأهلى والزمالك

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى