التعذيب والتشرد والاغتصاب والإبادة.. تاريخ شعوب عاشت معاناة الاضطهاد

مذابح الأرمن
مذابح الأرمن
كتب أحمد منصور

رغم أن القانون الدولى ينص على  تجريم كل من يرتكت جريمة ضد الإنسانية مثل القتل والاستعباد والإبادة والتهجير وغيرها من الأفعال اللاإنسانية  ضد أى شعب، أو الاضطهاد على أساس سياسى أو عنصرى أو دينى، إلا أن كثيرا من الشعوب عانت من التعذيب والإبادة وغيرها من الممارسات الوحشية، كما نجد منها ما هى ما زالت مستمرة حتى الآن ضد العديد من الشعوب، وخلال التقرير التالى نستعرض جزء من هذا التاريخ.

شعب الروهينجا

شعب الروهينجا
شعب الروهينجا

منذ سنوات يتداول العالم أخبارا عن مجازر وعمليات تشريد بحق تلك المجموعات، ووفق تقرير لموقع "الحرة" الأمريكى، فإن أزمة الروهينجا تعود إلى ما بعد استقلال البلاد عن بريطانيا، إذ رفضت الحكومة الاعتراف بالروهينجا كجماعة عرقية رسمية، وفى بداية الستينيات تم تشكيل حركة عسكرية من أقلية الروهينجا، طالبت بالحكم الذاتى والاعتراف بها، إلا أن الحكومة العسكرية التى تشكلت بعد انقلاب عام 1962 فى بورما قضت على تلك الحركة.

وفى 1982 تم إصدار قانون للجنسية فى بورما، لكن الحكومة رفضت منحهم الجنسية، واعتبرتهم مهاجرين غير شرعيين، فيما يؤكد الروهينجا أن جذورهم فى البلاد تعود لتاريخ طويل، وبسبب تواصل أعمال العنف ضدهم، يعيش قرابة نصف المليون من الروهينجا فى بنجلادش، للهرب من هذا الجحيم، ويُشار إلى أنه فى العام 2016 أعلنت جماعة مسلحة اسمها "جيش إنقاذ الروهينجا فى أراكان"، تنفيذ عمليات ضد الجيش البورمى، فيما تقول الحكومة إنها تنفذ حملاتها فى ولاية راخين ضدهم منذ ذلك الحين.

كما لفتت "إندبندنت" إلى أن القوات العسكرية ترتكب إبادة أو مذبحة منظمة ضد الأقلية المسلمة فى ولاية راخين الغربية، ويُعتقد أن 87 ألفا من اللاجئين فروا للحدود الغربية نحو بنجلاديش فى أسبوع، عقب الحملة على مسلحى الروهينجا، فيما تجمع نحو 2000 من النساء والأطفال على الحدود مع بنجلاديش، لكن السلطات فى ميانمار رفضت السماح لهم بالعبور.

 

الأكراد


الاكراد
الاكراد

 

الأكراد هم شعب بلا دولة يتراوح عددهم بحسب المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، ويتوزعون بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا. وهم شعب من أصول هندو-أوروبية يتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.

ورغم أن معاهدة "سيفر" التى أبرمت عام 1920م، نصت على حق الأكراد في تقرير المصير وتشكيل دولة خاصة في شرق الأناضول وفي الموصل، إلا أنه فى عام 1923م ترجعت تركيا عن بنود المعاهدة واستبدالها فبمعاهدة "لوزان" التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وإيران بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتى الانتداب على العراق وسوريا على التوالى.

عانى الأكراد على مدى عقود من تهميش واضطهاد مارسهما بحقهم النظام البعثي، فى سوريا، كما أن تركيا أطلقت عملية ضدهم فى شمال شرق سوريا، احتج عليها عدد كبير من الدول.

كما قالت منظمة هيومان رايتس وواتش في تقريرها عام 2009، عن اوضاع اكراد سورية تحت عنوان "انكار مجموعة: انتهاك الحقوق السياسية والثقافية للاكراد في سورية" ان سورية ما تزال تتنكر لحقوق مواطنيها الاكراد وتمنع الحكومة السورية الاكراد من التجمع واقامة الاحتفالات الخاصة بهم وتسيء معاملة السجناء الاكراد في سجونها.

 

فالون جونج

فالون جونج
فالون جونج

قدم الفالون جونج إلى المجال العام قائدها الروحى لي هونغزهي في تشاتغتشون في الصين عام 1992. وفي السنوات التالية كانت الفالون جونج أسرع طائفة لممارسة "تشي كونج" في تاريخ الصين وبحلول 1999 كان عددها يتراوح بين 70 إلى 100 مليون صينى ممارسين لها.

 وبعد سبع سنوات من الانتشار الواسع، في 20 يوليو 1999 بدأت حكومة جمهوريّة الصين الشعبيّة حملة اضطهاد واسعة ضد ممارسى الفالون جونج باستثناء بعض المناطق ذات الإدارة الخاصة مثل هونغ كونغ وماكاو، وفي أواخر 1999 صدرت تشريعات "الأديان الابتداعية" والتي طبقت بأثر رجعى على الفالون جونج، تقول منظمة العفو الدولية في هذا الصدد أن هذا الاضطهاد "بدوافع سياسية" وأن "التشريعات الصادرة جاءت على أساس تهم سياسيّة لإدانة الناس بأثر رجعى، بالإضافة للمزيد من التشريعات التي تحد من الحريات الأساسية".

 

الأرمن

الأرمن
الأرمن

 

نفذت الدولة العثمانية مذابح الأرمن عام 1915، والتى لا يزال نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينكرها ويتنصل من مسئولية الدولة العثمانية حيالها، حدثت الأزمة فى عهد السلطان عبد الحميد الثانى، إذ ادعت الدولة العثمانية بأن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية، وزعمت الدولة العثمانية أن هذه الجماعات حاولت اغتيال السلطان عام 1905م.

و قامت تركيا بين عامى 1915-1917 بتهجير نحو 600 ألف أرمنى لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عليهم الدعم الروسى وتم التهجير والترحيل القسرى بطرق بدائية جدا فمات من هؤلاء عدد كبير، فى ظل ظروف قاسية لتؤدى إلى وفاة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ.

واتهمت أرمينيا الدولة العثمانية بارتكاب عدد من المجازر ضد الأقلية الأرمنية المسيحية، يقدر عدد الأرمن المقتولين حوالى 1.5 مليون أرمنى، فى محاولة من الدولة العثمانية لتطهير الأناضول من أى تواجد أرمنى مسيحى.

 

المسلمون فى إسبانيا

المسلمين فى أسبانيا
المسلمين فى أسبانيا

 

عندما سقطت غرناطة آخر قلاع المسلمين في إسبانيا وكان ذلك فى "897 هـ/1492م"، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ،  حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التحقيق (التفتيش)، لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان.

وقد قام فرناندو الخامس ملك أسبانيا ىنذاك طوال عشرين عامًا بعد سقوط الأندلس ينزل العذاب والاضطهاد بمن بقي من المسلمين في أسبانيا، وكانت أداته في ذلك محاكم التحقيق التي أنشئت بمرسوم بابوي صدر فى "رمضان 888 هـ/ أكتوبر 1483م" \، وقد مورست في هذه المحاكم معظم أنواع التعذيب المعروفة في العصور الوسطى، وأزهقت آلاف الأرواح تحت وطأة التعذيب.

الغجر

الغجر
الغجر

للغجر تاريخ طويل من المعاناة، حيث تعرضوا لممارسات عدوانية من الشعوب على مر التاريخ، حيث تم الترحيل القسرى لهم وعدم الاعتراف بهم كمواطنين في البلدان التي يقيمون فيها، حيث تم ترحيلهم من مناطق عديدة في أوروبا، ولم يقف الأمر عند ذلك بل أصدر ملك بروسيا عام 1725م، بقتل كل غجرى يتجاوز الـ 18 عاما.

وفى عام 1929م، تم صدور قوانين تلزم الغجر الذين ليست لديهم مهنة ثابتة فى ألمانيا بالعمل القسرى "السخرة"، وقد طبق هذا النظام في عدد من الدول الأوروبية.

وعرفوا الغجر على حسب قانون نورمبيرج لعام 1935م بأنهم شعوب غير مرغوب بها، فكان يمنع عليهم الزواج من الألمانيات، كما صنفوا على انهم مجموعة منغلقة على نفسها، في فانوان 1937م، وهى تهمة تعد جريمة جنائية.

وكان لهتلر أيضا موقف ضد الغجر حيث أنشأ مكتبا مركزيا لمكافحة خطر الغجر، وكانت الوظيفة الأساسية لهذا المكتب هي فرز الغجر الأنقياء من الغجر المختلطين، وقد تمت العديد من الممارسات العنصرية ضدهم في ذلك العهد، حتى وصل بهم الحال إلى وضعهم في زرائب ذات سياج كما توضع البهائم، وسمع هتلر بقتلهم في المعسكرات المختلفة، بسبب الجوع والتعذيب، وأيضا  وبسبب استخدامهم كمادة للتجارب.

وكانت أكثر العمليات إبادة للغجر هو في نهاية الحرب العالمية الثانية حيث قتل منهم 15000 غجرى من أصل 20000 كانوا يعيشون في ألمانيا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

اليمن يدين تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى" ويؤكد دعمه الثابت لفلسطين

الداخلية: ضبط طالب "يشتم" المواطنين فى تعليقات فيس بوك

الأهلي يعلن ضم نوران خالد في صفوف اليد قادمة من سبورتنج


7 أخبار لا تفوتك اليوم الخميس

الكويت تدين بشدة تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بشأن اقتطاع أقاليم من دول عربية

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

الزمالك يدرس العفو عن فتوح بعد مباراة المقاولون العرب

مصر تدين بشدة الإعلان عن خطة لبناء 3400 وحدة سكنية فى الضفة الغربية

تأخير مباراة طلائع الجيش والمصري نصف ساعة بسبب منتخب الناشئين

منتخب مصر يستعجل اتحاد الكرة لحسم وديات نوفمبر وديسمبر

مطاردة فتيات طريق الواحات.. كيف تحمى نفسك من مضايقات الطرق

حلفاء أمريكا الغاضبون من رسوم ترامب الجمركية يهددون بعدم شراء طائرات F-35

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى