سلاح الخلاص فى معركة الوباء

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم : أحمد التايب

بعد أن كانت تشكّل الأسلحة العسكرية فائقة الجودة خلال العقود الماضية، مصادر القوة والحماية بل تعد إحدى أبرز الوسائل السياسية والعسكرية للزخم والتأثير في قارات العالم أجمع، لكن في زمن «كورونا» تبدل الحال، وأصبحت «الكمامات» والأجهزة الطبية، هي المصدر الرئيسى لهذه الحماية، فمن يمتلكها الآن هو القادر على النجاة، والقيادة.

وأصبحنا فى زمن كورونا، في مقارنة طريفة، مضحكة ومبكية في نفس الوقت، بعد أن رأينا جميعا أن الكمامة، التي لم يكن يعيرها أحد اهتماماً، تصبح الآن النجمة التجارية الأولى والحاجة الإنسانية الأكثر إلحاحاً، وتصبح المخلص الأوحد المتبقي لنا، فى جائحة لا يعرف أحد لها نهاية أو حلاً.

وما لا يمكن تصديقه، لكنه أصبح واقعا حقيقيا، أننا فى زمن الثورة العلمية والمعجزات التكنولوجية، أجبر بالفعل العالم من قبل فيروس لا يرى بالعين، خوض حرب من نوع مختلف، وهى حرب الأقنعة، التي كثر فيها الكلام والجدل وزادت التخيلات والتخمينات سواء في التحليل أو الدواء، فتاه العالم أمام كافة النظريات ونتائج الدراسات، لكن هناك حقيقة واحدة في هذا الزخم الكبير، أن الوصفات الثلاث الموثوقة فيها حتى اللحظة والتي تقى من هذا الوباء العالمى، هى "ابق في بيتك، اغسل يديك باستمرار، إياك أن تنسى الكمامة".

وما يزيد من العجب، أن مقياس تحضّر الدول وتفوقها، يقاس الآن بقدرتها على توفير الكمامات لمواطنيها، بعد أن فقدت في دول تصنّع الطائرات والصواريخ والقنابل الذرية، ليتسابق الرؤساء والزعماء، في الإعلان عن أرقام المخزون وإمكانية التوفير، بل إصدار القرارات لتحويل نشاط المصانع والشركات مهما كانت حيوتها لتصنيع الكمامات، والتباهى بأعدادها كأنها نقطة أمل وخيط ضوء في ليل حالك.

 

وبات واضحاً للجميع، أن دول العالم تتخذ من "الكمامات" نهجاً للتعبير عن "التضامن السياسي" سواء لتثبيت مواقف الأصدقاء والحلفاء، أو لتخفيف حدة الخلافات مع المنافسين والأعداء، فلك أن تتخيل إلى أى مدى يمكن أن تلعب الكمامات دوراً كبيراً في تعزيز الحضور السياسي للدول العظمى، وهل يمكن أن يتم البناء على "دبلوماسية الكمامات»" لتغيير المواقف والتحالفات القائمة والقادمة؟.

 

وأخيرا.. رغم حتمية ارتداء الكمامات لابد من التقيد بإجراءات السلامة العامة التى حددتها المنظمة العالمية، وأهمها ضرورة الالتزام بالحجر الصحي، والتباعد الاجتماعى، بالإضافة إلى غسل الأيدي باستمرار، فإننا أمان ثابت من الثوابت أن فترة ما بعد الحجر ستكون الكمامة جزءاً من أزيائنا، ومكملاً لحاجاتنا عند خروجنا، فلن يفك حظر من دون كمامات تقي الناس رذاذ بعضهم، وأنفاس زملائهم، ولا يعلم كم من الوقت ستبقى الأقنعة رفيقة المسافرين، والمتجولين في الشوارع، وإن كانت ستتحول إلى تقليد عالمي جديد يعتمده البشر، بعد أن يكتشفوا فوائد تغطية الفم والأنف، ولهذا فإن قامت الدولة بفرض الكمامة اليوم فإنها بالفعل قد وفرت جهد مستشفى كامل بكل عدته وأعداده...

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

تعرف على حكام مباريات الأسبوع الأول بدورى الكرة النسائية

النصر ضد الأهلى.. ركلات الترجيح تحسم كأس السوبر السعودي " فيديو "

46 عاما على "إسكندرية ليه" ليوسف شاهين.. حصل على أول جائزة دولية بمهرجان برلين

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة


صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

هيفاء وهبي تطرح "توأم حياتى" أولى أغنيات البومها الجديد

ميلود حمدى يعلن قائمة الإسماعيلى لمواجهة الطلائع بالدوري

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

إسرائيليون لـ"بن غفير": أنت إرهابي مُدان وقاتل رهائن


جلسات دعم نفسى لـ محمد الشناوى في الأهلى قبل مواجهة غزل المحلة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

الشحات ينافس عمر كمال على خلافة محمد هانى في تشكيل الأهلى أمام المحلة

وزيرا "الإنتاج الحربى" و"البترول" يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة

خسارة شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

انطلاق الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري غدا بـ 3 مواجهات قوية

عرض حكاية "انت وحدك" ثالث حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى