"أغرب القضايا".. "الذئب والحمل" قتل الزوجة الحامل وحرقها بالنيران

حرق جثة
حرق جثة
كتب أحمد حسنى

فى عالم الجريمة كل شىء مباح، فجرائم "القتل، السرقة، والنصب"، وغيرها التى اعتدنا على سماعها، يصاحبها أشياء أخرى لا يكشف عنها إلا نادرًا، وهذا ما يجعل بعضها من أغرب القصص والأحاديث، التى قد لا يصدقها عقل ولا تستوعبها النفس.

"اليوم السابع" يقدم فى سلسلة "أغرب القضايا" قصص ليست دربًا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما هى قصص إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم خلال سنوات طويلة من الزمن.

الحلقة التاسعة عشر.. "الذئب والحمل".. الجزء الأول

يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا"..

وقعت أحداث هذه القضية فى أقصى صعيد مصر، كانت أحداثها مثيرة بشعة تمتزج فيها الدهشة بالغرابة والحيلة.. كانت الخسة والنذالة .. تحجر القلب والوحشية التى لا حد لها ولا وصف.. هى الإطار الذى حوى أحداث هذه القضية..

كان رجلاً بالغ الصرامة والقسوة.. طغى جبروته على فكره.. واستبد عنفه بعقله.. كانت له سطوة ورهبة بين أهل قريته كان مرهوب الكلمة لا يستطيع أحد أن يرد له قولاً أو يعصى له أمراً.. عرف الجميع عنه أنه رجل بلا قلب.. أو وحش كاسر بلا فكر ولا مشاعر.. مات قلبه وانعدمت أحاسيسه وفارقت الرحمة قلبه.. له باع طويل فى الجريمة والإجرام.. كانت جرائمه كعدد حبات الأرز، ومع ذلك فما كان بمقدور أحد كائناً من كان فى قريته الوقوف فى وجهه أو الشهادة ضده فى أى جريمة من جرائمه، حتى ولو رآه رؤية العين وارتكبها فى وضح النهار.. لم يتحرك قلبه من قبل أمام أى امرأة .. فلم يعرف الحب طريقاً إلى قلبه.. رغم أنه كان "زير نساء".. عاشفاً لأجسادهن.. إلا أن مغامراته كانت كاجنة بعيدة كل البعد لا خلق ولا مبدأ لها غير النزوة المجردة والبوهيمية المطلقة.. ولم يتحرك قلبه الصخرى إلا أمام هذه السيدة..

download (13)

كان قلبه أمامها ضعيفاً واهياً خافقاً لأول مرة فى حياته، فرغم أن من قابلهن فى حياته لم يحركن شعره فى رأسه.. إلا أن تلك المرأة هزته بعنف وغزت قلبه واستولت على فكره.. وأصبح ذلك الجبل أمامها ذرة من الرمال.. طفلاً وديعاً..

كانت هذه السيدة زوجة لعامل أجير فقير، وكعادته دائماً الاستيلاء على ما فى يد غيره واقتناص وغصب ما لاحق له يه.. جرب كل الحيل أمامها فلم يفلح.. راودها عن نفسها كثيراُ وطاردها ليلاً ونهاراً عله يصل إلى قلبها وكنه لم يحقق مراده، وباءت كل محاولاته بالفشل.. وفى كل مرة حاول فيها الظفر بها كانت تصده.. وفى المقابل كانت النار تتأجج بين ضلوعه وطول التفكير فيها ينهش فى قلبه.. وشوقه إليها وحبه لها سهام تغرس فى قلبه وتدمى فؤاده.. كان بمقدوره أن يصل إلى مراده بجبروته وعنفه كما حدث مع الكثيرات قبلها.. وكلما نشطت هذه الفكرة فى عقله طردها من عقله على الفور ولفظها من مخيلته بلا تردد..

images (1)

رأى فيها صورة ونوعا جديداً من النساء .. ورغم أن جميع النساء كن يحملن بالظفر به لفحولته الطاغية وأمواله التى استحوذ عليها من نهب العباد، إلا أنه رأى أنها عجينة خاصة.. وباءت أحلامه ومحاولاته بالفشل بأن تقع هذه العجينة بين أسنانه.. ولم تكن أمامه بعد أن طال انتظاره سوى الشر الذى سيطر على أفعاله.. وكان حلاً لأى مشكلة تواجهه..

هداه شيطانه إلى استعداء زوجها وتهديده وتوعده بعظائم الأمور إن لم يطلقها.. وعلى طريقة العصا والجزرة نجح فى مراده.. أجبر زوجها على تطليقها وتزوجها.. وأشاع فى القرية أن زوجها قد غدر بها وأنه قبض ثمن طلاقها وساوم فى الثمن.. ولكن محبوبها الجديد لم يبخل من أجل عينيها، بل ودفع أكثر مما طلبت.. وشربت زوجته وأهل القرية تلك "التمثيلية" الدنيئة، واقتنعت بنذالة مطلقها وعاشت فى مملكتها الجديدة ملكة غير متوجة بعد أن وضع قلبه بين يديها، وماله وفكره وعقله رهناً لإشارتها.. لم يبخل عليها بشىء .. انسابت الأموال بين يديها.. أحضر لها أعلى الملابس والعطور .. ووضع تحت إمرتها العديد من الخدم حتى يعوضها عن حياة الفقر والحرمان التى عاشت من قبل..

download (9)

قلبه الصخرى تحول إلى عجينة طيعة بين أناملها تشكلها كان تريد، وزادت سعادته عندما دب أول جنين له بين أحشائها.. أحس بالندم لما فاته فى صدر حياته وهو يعيش حياة العبث واللهو والمجون.. وصمم وهو يحوم حول الخمسين من عمره أن يكرس حياته لأسرته وأن ينفض غبار الماضى حتى يفتح ابنه عينيه على صورة مشرفة لأبيه.

ولكن الفرحة لم تدم وسعادته لم تستمر.. كان القدر له بالمرصاد وكأنه أراد أن ينتقم لماضيه.. فقد اختفت زوجته فجأة وهى فى شهرها السابع من الحمل وبحث فلم يجدها..

وبعد طول بحث تم العثور عليها قتيلة فى مكان مهجور من القرية.. قتلت بطريقة بشعة ثم سكب عليها "البنزين" وأشعلت فيها النار.

download (12)

كان واضحاً- منذ الوهلة الأولى – لرجال الشرطة الذين انتقلوا فور الحادث وعاينوا مسرح الجريمة.. أن قتلها كان مدبراً وأن هناك قصداً مصمماً عليه لإزهاق روحها..وإحراق جسدها.. إذ إنه من البادى للوهلة الأولى أن إعداد القاتل "للبنزين" وإحضاره فى هذا المكان كان مقصوداً، حيث تبين من التحقيقات أنه لا حاجة ولا ضرورة لوجود البنزين فتى تلك العشة المهجورة التى لا يقطن فيها أحد.

وبسؤال صاحب الأرض التى وقع فيها الحادث ، قال إنه هجر تلك الأرض منذ فترة جاوزت السنتين لمرضه وأن العشة كان قد شيدها وسط أرضه ليستظل بها عندما كان يزرع الأرض..

download (10)

كانت بشاعة الجريمة على النحو الذى تم فيه العثور على الجثة وقد تفحمت تمامً، أن القصد من ارتكابها هو الانتقام من نفس متعطشة إلى إشفاء غليلها وإطفاء نار غيظها التى جردت القاتل من أية أحاسيس أو مشاعر ليقتل امرأة وهى تحمل فى أحشائها جنينًا.

ولكن السؤال الذى طرح نفسه: من القاتل الذى تحجر فؤاده ومات ضميره فارتكب جريمته فى لحظة غاب عنه ميزان العقل.. لماذا ذهبت المجنى عليها إلى هذه الأرض البور التى لا تطؤها قدم.. ولماذا ذهبت إلى هذا العش المهجور.. وهل كانت بمفردها أم كان معها أحد أخر.. ومن هذا الشخص.. ولماذا ذهبت معه.. وهل كان ذهابها معه اختيارياً أم إجبارياً..

كانت تلك الأسئلة الحائرة الباحثة عن جواب تحتل فكر سلطات التحقيق ...

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح يحقق إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق في الدوري الإنجليزي

جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال

زيارة الرئيس السيسي للسعودية..شراكة استراتيجية تعزز الأمن العربي وتفتح آفاق التعاون.. وسياسيون: تعكس عمق العلاقات التاريخية ودور القاهرة والرياض في استقرار المنطقة.. وتؤكد وحدة الموقف العربي وصياغة مستقبل مشترك

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

الزمالك يتفوق على مودرن سبورت في القيمة التسويقية قبل لقاء الليلة..إنفو جراف


مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

مصر تحذر من تبعات توسيع العمليات العسكرية الإسـرائيلية فى غـزة

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

أرملة جورج سيدهم لليوم السابع: منتحلة صفتى جمعت مبالغ مالية كبيرة منذ عامين

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار


وزير الإنتاج الحربى يتابع سير العملية الإنتاجية بشركة شبرا للصناعات الهندسية

حملة رياضية كبرى لعزل إسرائيل ودعم سكان غزة.. ومحمد صلاح يتصدر المشهد

تسجيل زلزال بقوة 5.6 درجة قبالة سواحل كامتشاتكا الروسية

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

محكمة جنايات دمنهور تصدر حكمها اليوم على توربينى كفر الدوار

بعد إعدام المتهمين.. ننشر حكم إعدام قتلة المذيعة شيماء جمال

الإيجار القديم.. القانون يحدد حالات الإخلاء الفورى للوحدات وفقا للمادة 18

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

5 معلومات عن مباراة الزمالك ومودرن في الدورى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى