لماذا ارتبط الإرهاب بـ ابن تيمية ومتى بدأ أثره مع الجماعات المتطرفة؟

ابن تيمية
ابن تيمية
كتب محمد عبد الرحمن

دائما ما يربط بين التطرف والأفكار الجامدة التي يتخذها أصحاب الفكر المتشدد والجماعات التكفيرية وفتاوى الإمام ابن تيمية، باعتباره الأب الروحى للإرهاب، بينما ينظر الأصوليون إلى الفقيه الراحل على أنه "شيخ الإسلام" وصاحب المنهج الصحيح فى الدين الحنيف، وأحد أهم علماء أهل السنة والجماعة على مدى تاريخ الدعوة الإسلامية.

وكان مسلسل "الاختيار" الذى يعرض فى سباق مسلسلات رمضان الحالى، من بطولة النجم أميركرارة، وإنتاج شركة "سينرجى" عن قصة بطل الصاعقة المصرية الشهيد أحمد المنسى، ظهر فيه كتاب "زبدة الفوائد من كتب ابن تيمية" فى يد الإرهابى هشام عشماوى، الذى يقوم بدوره أحمد العوضى، كذلك اقتبس إحدى فتاوى الفقيه السلفى على لسان أحد التكفيريين، الذى سئل عن حكم قتل المدنيين مع العسكريين، فكانت إجابته، إن الأبرياء "يُبْعَثُون على نياتهم كما قال شيخ الإسلام بن تيمية".

لكن يبقى السؤال: لماذا تم ربط الفكر الإرهابى، بالفقيه ابن تيمية، وهل كان فعلا يتبنى أفكارا رجعية متشددة، ومتى ظهرت بوادر استخدام الجماعات المتطرفة لأفكار وآراء ابن تيمية في حركاتهم الإرهابية؟

وبحسب القيادى الإخوانى المنشق والمفكر الإسلامى الدكتور ثروت الخرباوى، في مقال له بعنوان "ابن تيمية.. الأب الروحى لشياطين الإرهاب" فإنه يمثل مرجعية كبرى بالنسبة لعموم المتطرفين، وقد تتلمذ على كتبه وأفكاره سيد قطب وأسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وأبو مصعب الزرقاوى وقتلة الرئيس الراحل السادات وشيوخ الجماعات السلفية مثل محمد حسان وأبوإسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب، وقادة وأعضاء تنظيمات الجهاد والقاعدة وداعش وأنصار بيت المقدس.

وعدد "الخرباوى" الفتاوى المتشددة للفقيه السلفى، حيث يرى أنه من يصلى الجمعة فقط يُقتل، من لا يصلى السنة الراتبة يُقتل، المعتقد بعدم وجوب الصلاة يُقتل، وإذا كنت فى دولة لا تطبق شريعة من شرائع الإسلام وفقًا لمنظور ابن تيمية وفقهه، كأن تكون قد سمحت ببيع الخمور لغير المسلمين مثلًا، أو الإقراض بالفائدة البنكية التى يرى البعض أنها ربا، أو لم تأخذ الجزية من غير المسلمين، فإنك يجب أن تُقاتل تلك الدولة.

كذلك يرى ابن تيمية أن قيام مجموعة من المسلمين بإقامة الحدود فى البلد الذى لا يطبق تلك الحدود هو من فرائض الإسلام، ولكنه يشترط لذلك ألا يعرض هؤلاء - منفذو الحدود- أنفسهم للخطر، فإن استطاعوا إقامة الحدود سرًا فبها ونعمت.

وبحسب الباحث محمد المحمود، يشيع في خطاب ابن تيمية، مقولة تكاد تكون ثيمة لخطابه الإفتائي: "يُسْتَتاب، فإن تاب؛ وإلا قُتِل"، مشيرا إلى أن جملة "يُسْتَتاب، فإن تاب؛ وإلا قُتِل" تتكرر كثيرا، حتى أحصى بعض الباحثين أكثر من 400 موضع تكررت فيه هذه الجملة نصا أو معنى. والغريب أنها تأتي في كثير من الأحيان في مسائل فرعية، كاستحلال أكل الحيات والعقارب، أو الجهر بالنية مع اعتقاد وجوبها، أو في مسائل لاهوتية تأويلية اختلفت فيها كثير من مذاهب الإسلام.

ويرى الباحثون أن بداية ظهور أثر ابن تيمية فى الأفكار المتشددة كان مع ظهور حركة محمد بن عبد الوهاب التى ظهرت فى القرن الثانى عشر الهجرى امتداداً لدعوة ابن تيمية، وقد تأثر محمد بن عبد الوهاب بابن تيمية تأثراً كبيراً وكان لابن عبد الوهاب، حيث بدأ فى تنفيذ الحدود بنفسه دون الرجوع لولىّ الأمر، مستعيناً بكثرة عدد أتباعه، فرجم الزانى والزانية، وقطع يد السارق، واقتص من القاتل، واستخدم القوة و"الجهاد" فى فرض دعوته على أبناء نجد، ثم باقى شبه الجزيرة العربية، فبدأ وأتباعه سلسلة حروب ضد المخالفين له أطلقوا عليها اسم الغزوات.

ووفقا للباحث هانى نسيرة فى مشاركته فى كتاب (بين السلفية وإرهاب التكفير.. أفكار فى التفسير) والتى جاءت تحت عنوان "فهم التراث ومشاكل الجهاديين: ابن تيمية والسلفية الجهادية نموذجا"، "فإن بداية تعرف الجهاديين إلى ابن تيمية كانت مصادفة، وليس تأسيسا عبر فتواه فى التتار وأهل ماردين، وهو ما يمكن التأريخ له حسب الرواية الأشهر بعام 1958 مع تأسيس أول مجموعة جهادية مصرية على يد شاب مصرى عشرينى يدعى نبيل البرعى سنة 1958، حين وجد على سور الأزبكية فى مصر كتيبا صغيرا يضم فتاوى جهادية لابن تيمية منها هذه الفتاوى، فرأى فى ابن تيمية جهاديا لا سلفيا فقط، كما ترى الدعوات السلفية التى كانت شائعة فى مصر حينها، وطار بها مؤسسا أولى هذه المجموعات، التى توالت وظلت مجموعات متفرقة لم تنتظم فى تنظيم واحد إلا مرتين، أولاهما سنة 1979 مع محمد عبد السلام فرج، وثانيهما مع أيمن الظواهرى وقيادته لتنظيم الجهاد منذ أواسط الثمانينيات حتى انضمامه إلى القاعدة سنة 1997".

كما يحمل بعض الباحثين ابن تيمية المسئولية عن أفكار الجماعات الجهادية وممارساتها، فقد أشار أسامة بن لادن إلى ابن تيمية في بيانه الصادر سنة 1996 والذي أعلن فيه "الجهاد ضد الأمريكان" فقال: "المؤمنون الحقيقيون سيحرضون الأمة ضد أعدائها، تمامًا كما فعل أسلافهم العلماء مثل ابن تيمية". 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء

آخر فرصة.. محافظة القاهرة تغلق باب التحويلات المدرسية اليوم

للأزواج.. ماذا تفعل حال ملاحقة زوجتك لك لسداد قائمة منقولات بقيم مبالغة؟

ولي عهد السعودية يبحث مع رئيس الإمارات تعزيز التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك

الخارجية الأمريكية توافق على صفقة محتملة لبيع أنظمة صواريخ هيمارس للبحرين


أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

جريندو يقترب من قيادة هجوم غزل المحلة أمام سموحة

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور

مدرب شيكو بانزا السابق: اللاعب إضافة قوية للزمالك وقادر على التألق فى مركز الجناح

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد


محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

الأرصاد: انكسار الموجة الحارة غدا.. ودرجات الحرارة تعود لطبيعتها السبت

الكوميديا تسيطر على برومو فيلم ماما وبابا وطرحه بالسينمات 27 أغسطس

محافظة الجيزة تعلن غلق كوبرى الجلاء 3 ساعات صباح الجمعة للصيانة

متظاهرون يغلقون شارع أيالون الرئيسى قرب تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

الشوط الأول.. تقدم ناشئى اليد على إسبانيا 15-13 فى ربع نهائي بطولة العالم.. صور

كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى