هل كانت الجن خزنة الجنة وإبليس ملك الدنيا؟.. ما يقوله التراث فى أصل الشيطان

البداية والنهاية
البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
من الموضوعات التى خاض فيها التراث الإسلامى كثيرا ما يتعلق بخلق الشيطان ومكانته عند الله، وعلاقته بالجن قبل صدامه مع سيدنا آدم، ومن الكتب المهمة النى عرضت آراء التراث فى هذه القضية كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير.
 
يقول كتاب البداية والنهاية، تحت عنوان "باب خلق الجان وقصة الشيطان"
قال الله تعالى: "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" [الرحمن: 14 -16] .
وقال تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ" [الحجر: 26-27] .
وقال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والحسن، وغير واحد: "مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ" قالوا: من طرف اللهب.
وفي رواية من خالصه، وأحسنه.
وقد ذكرنا آنفًا من طريق الزهرى، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" رواه مسلم.
 
قال كثير من علماء التفسير: خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وكان قبلهم فى الأرض، الحن والبن، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم، وأجلوهم عنها، وأبادوهم منها، وسكنوها بعدهم.
 
وذكر السدى فى (تفسيره) عن أبى مالك، عن أبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله ﷺ: لما فرغ الله من خلق ما أحب، استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خُزان الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنًا، فوقع فى صدره إنما أعطانى الله هذا لمزية لى على الملائكة.
 
وذكر الضحاك عن ابن عباس: أن الجن لما أفسدوا فى الأرض، وسفكوا الدماء، بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة، فقتلوهم، وأجلوهم عن الأرض، إلى جزائر البحور.
 
وقال محمد بن إسحاق، عن خلاد، عن عطاء، عن طاوس، عن ابن عباس، كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل، وكان من سكان الأرض، ومن أشد الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا، وكان من حى يقال لهم الجن.
 
وروى ابن أبى حاتم، عن سعيد بن جبير، عنه، كان اسمه عزازيل، وكان من أشرف الملائكة من أولى الأجنحة الأربعة.
 
وقد أسند عن حجاج، عن ابن جريج قال ابن عباس: كان إبليس من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض.
 
وقال صالح، مولى التوأمة، عن ابن عباس: كان يسوس ما بين السماء والأرض، رواه ابن جرير.
 
وقال قتادة، عن سعيد بن المسيب: كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا.
 
وقال الحسن البصرى: لم يكن من الملائكة طرفة عين، وأنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل البشر.
 
وقال شهر بن حوشب، وغيره: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعضهم، وذهب به إلى السماء. رواه ابن جرير.
 
قالوا فلما أراد الله خلق آدم، ليكون فى الأرض هو وذريته من بعده، وصور جثته منها، جعل إبليس، وهو رئيس الجان، وأكثرهم عبادة إذ ذاك، وكان اسمه عزازيل، يطيف به، فلما رآه أجوف، عرف أنه خلق لا يتمالك.
 
وقال: أما لئن سلطت عليك لأهلكنك، ولئن سلطت علي لأعصينك، فلما أن نفخ الله فى آدم من روحه كما سيأتى، وأمر الملائكة بالسجود له، دخل إبليس منه حسد عظيم، وامتنع من السجود له.
وقال: أنا خير منه، خلقتني من نار، وخلقته من طين.
فخالف الأمر واعترض على الرب عز وجل، وأخطأ في قوله، وابتعد من رحمة ربه، وأنزل من مرتبته، التي كان قد نالها بعبادته، وكان قد تشبه بالملائكة، ولم يكن من جنسهم لأنه مخلوق من نار، وهم من نور.
فخانه طبعه فى أحوج ما كان إليه، ورجع إلى أصله النار.
"فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 30 -31] .
وقال تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا } [الكهف: 50] .
فأهبط إبليس من الملأ الأعلى، وحرم عليه قدر أن يسكنه، فنزل إلى الأرض، حقيرًا، ذليلًا، مدحورًا، متوعدًا بالنار، هو ومن اتبعه من الجن، والإنس، إلا أنه مع ذلك جاهد كل الجهد على إضلال بني آدم، بكل طريق، وبكل مرصد.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

محمد صلاح: الموسم الماضى كان الأفضل فى مسيرتى.. وهذه نصيحتى للشباب

مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم الريال ضد أوساسونا في الدوري الاسباني

تشييع جنازة والد محمد الشناوى بعد صلاة الفجر فى كفر الشيخ والعزاء ليلا

مشروع تطوير طريق الحرية بالإسكندرية باتساع 8 حارات.. المرحلة الأولى من سيدى جابر حتى محطة الوزارة.. المحافظ: يهدف إلى الحد من الاختناق المروري.. ويشدد على الالتزام بالحفاظ على الغطاء الأخضر والهوية البصرية

لاعب فى فالنسيا.. يوسف الشريف يثير الجدل بفيديو عن جزء ثان من فيلمه العالمي


مصادر للقاهرة الإخبارية: بدء مفاوضات اتفاق دائم في اليوم الأول لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

مصرع والد محمد الشناوي في حادث سير بطريق الواحات

محاكمة بدرية طلبة بتهمة الإساءة للشعب المصرى 16 سبتمبر.. مستندات

ريبيرو يراقب مباراة المحلة والجونة غدا بحثا عن الانتصار الثاني للأهلي

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور


خارجية الدوحة: مصر وقطر تلقتا رد حماس على وقف إطلاق النار وننتظر الرد الإسرائيلى

بعد فتوح وماهر.. بانزا ينضم لقائمة " عاد معتذرا " في الزمالك

لعنة الغيابات تضرب الأهلي قبل مواجهة غزل المحلة في الدوري .. افتح القوس

العطلات الرسمية المتبقية فى 2025.. إجازة المولد النبوى الأقرب

سماع أسرة الزوج وفحص هواتف.. تحقيقات موسعة فى مقتل لاعبة الجودو دينا علاء

أنظر من هنا.. إمام عاشور في تدريبات الأهلى لأول مرة منذ كأس العالم "صور"

علياء قمرون فى تحقيقات النيابة: "أسفة.. مكنتش أقصد أنشر فيديوهات خارجة"

نجاة راكب أمواج أسترالى بأعجوبة من هجوم مرعب لقرش أبيض.. فيديو

موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص

حريق بمحرك طائرة ركاب يونانية يدفعها لهبوط اضطرارى فى إيطاليا.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى