أين ذهب خورشيد باشا بعدما عزله المصريون وتنصيب محمد على واليًا على مصر؟

نجح المصريون  بقيادة عمر مكرم فى عزل خورشيد باشا والى مصر بعد كثرة الظلم وانتشار الفساد فى عهده، وتعيين محمد على بدلا منه، وذلك فى مثل هذا اليوم 13 مايو من عام 1805م، ووافق محمد على على طلب المصريين وشن الغارة على الوالى، فاعتصم هذا بالقلعة، وعندما علم الأخير بأن الباب العالى وافق على تنصيب محمد على سلم له القلعة وتخلى عنها، ولكن ماذا فعل بعد ذلك عندما ترك مصر؟

تعود بداية الحكاية عندما جاء خورشيد باشا الوالى الجديد إلى مصر، واعترف بتوليته كل  الجيش من الأتراك وألبان، وأذعنوا له بالطاعة، ولكنه أظهر بعد فترة من الزمن أنه وال ضعيف الإدارة غير كفؤ، لهذا المنصب، وعجز كسابقيه عن دفع مرتب الجند والأتراك، فرجعوا إلى السلب والنهب، أما محمد على فاتبع الطريق اٌصد، ومنع اتباعه من الألبانيين من مصادرة الأهالى، بل كان بالعكس يجتهد فى حمايتهم من ظلم الأتراك وتعسفهم، كما جاء فى كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قبيل الوقت الحاضر".

وأوضح الكتاب كاب "تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قبيل الوقت الحاضر"، أنه عندما رأى الأهالى ما ارتكبه الجنود ثاروا على الوالى والتجئوا إلى محمد على ليوقف هذه المظالم، فأمنهم على حياتهم وأموالهم بشرط أن يدفعوا له من المال ما يقوم بحاجة أتباعه من الأبانيين، وفى هذه الأثناء جاء خورشيد باشا الوالى أمر سلطانى باستدعاء الألبانيين وقائدهم محمد على، فتأهب هو وجنده للرحيل من الديار المصرية، فرجاه كيار الأمة وعلماؤها فى البقاء بمصر لمواجهة تسلط الأتراك وبطشهم، فقبل ذلك منهم وأبى الرجوع، وفى هذه الأثناء جمعت الممكاليك جموعها على مقربة من المنية للإغارة على القاهرة، فولى خورشيد محمد على قائدًا على الجيش الذى أعده لمحاربة المماليك، فحاربهم فى عدة وقائع لم تكن فاصلة، وفى خلال هذه الحروب وصل جيش من الدلاة من قبل الباب العالى أكثر همجية وأبشح حالا من الجيش الذى داخل البلاد ليحل محل الألبانيين، فلما علم محمد على بذلك، رجع إلى القاهرة وواجه الجيش الجديد ودخل القاهرة دخول المنتصر.

وفي يوم 13 مايو قرر الزعماء في دار الحكمة عزل خورشيد باشا وتعيين محمد علي بدلا منه بعد أن أخذوا عليه شرطًا: "بأن يسير بالعدل ويقيم الأحكام والشرائع، ويقلع عن المظالم وألا يفعل أمرًا إلا بمشورة العلماء وأنه متى خالف الشروط عزلوه".

وأرسل خورشيد باشا إلى صربيا فى مارس 1809م، لقمع ثورة كارادورده بيتروڤيتش، وفى 5 مارس 1812م، حمل لقب الصدر الأعظم، واحتفظ به حتى 1 أبريل 1815 .

كما تم تعيين خورشيد باشا سر عسكر القوات العثمانية في صربيا، ونجح فىى قمع الثورة بعد استعادته بلجراد فى أكتوبر 1813م،  وفى نفس العام تم تعيينه حاكما على البوسنة ومن خلال منصبه قام بحملة نجح من خلالها فى قمع الثورة الصربية الثانية بقيادة ميلوس اوبرنوفيتش، وفى نوفمبر 1820م أصبح حاكم على المورة، ورحل فى  30 نوفمبر 1822 م .