القارئة خلود محمد عاشور تكتب: فن تدوير الأزمات

صورة شخص متفائل
صورة شخص متفائل

فن إدارة الأزمات (إعادة التدوير) غريب هو عنوان مقالنا، ولكني لم أجد أوجز وأبلغ من تلك أحرف واصفة للب المقال وفحواه. إعادة تدوير المفقودات، الهزائم، المعاصي، فن إدارة الأزمات والانتكاسات، فن القيام أوى كمن لم يذق السقوط يوما ما. فن ردع العدو بقوة مماثلة لقوته أو تزيد فيفر ولا يعود.

 يقول الله عز وجل " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم" والآيات في ذلك كثيرة، والشيطان يا صديقي ليس إبليس فقط فربما من البشر شياطين أسوأ منه، فكثير ما يتفوق التلميذ على معلمه، وفن التدوير هنا لشياطين الإنس والجان. فحينما يناشدك هواك وجانب نفسك الأمارة بالسوء بمعصية يُعينها عليها وسوسة الشيطان فادفعها أنت بطاعة وتعاون مع نفسك الخيرة بالفطرة على غلبة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى فيخشى الشيطان أن يسوس لك بسوء فتزيد أنت في الطاعة فيُهزم الشيطان وتكن الغلبة لك، وبخسر رهانه أمام رب العزة، وحتى وإن وقعت بها وارتكبت المعصية يا صديقي، فلا تيأس من رحمة الله وادفع المعصية بالطاعة والزيادة فيها، واستعن بالله يا رفيق على هذا؛ وهذا أعظم فن إعادة تدوير وإدارة الأزمات.

وأما شياطين الإنس فأولئك حولنا منتشرون أكثر من الجراثيم في الهواء، هذا شيطان أكل حقك وظلمك، وذاك شيطان وصفك بما ليس فيك، وتلك ضيقت رزقك، وهذه ألمت قلبك بسوء ... بقصد أو بدون قصد فعلوا السوء، وألحقوا بقلوبنا الأذى وانتهوا من دورهم؛ تلك أزمات وانتكاسات وهزائم جراء ظروف أوقعها علينا - بأذن الله - بشر فواجبنا نحن تجاه تلك الهزائم أن تكون نقطة انطلاقة؛ فهذا الذي أوقع الأذى بقلبك بدلا أن تبغضه وتتمنى رد حقك بسوء له - وهذا حقك ولست مخطأ بهذا أبدًا - تمنى رد حقك مضاعفا بالخير؛ خير لظلمك، وخير بدلا عن الانتقام منه والتولي عنه، وتولى عنه وعن بغضه وكن خفيف الروح بدلا أن تُثقل ذاتك بحمل السوء من البشر؛ لو بغضته أصبحت مشابها له بعض الشيء في سوئه؛ فما حمل المؤذي على الأذية إلا لكونه ثقيل الروح بكثرة البغض وأولهم نفسه؛ فخذ الأذى نقطة انطلاقة لتعلم كيف تُسامح، والمعرفة أكثر عن مواطن ذاتك؛ فمسامحة من أذاك ليست بيسيرة أبدا، تتطلب أياما وساعات طوال تناقش ذاتك وتجادلها لتقنعها بفائدة التسامح بينك وبين ذاتك مع ذاك الشخص وليس إعادته للحياة، أنت تتسامح لأجل نفسك، وليس لتعيده، فمن ألم قلبك لا تعيده أبدا لحياتك، ولكن سامحه لتكن خفيف الروح لذاتك ليس إلا.، ليس تناقض يا رفيق ولكنها معادلة صعبة ورحلة طويلة ستكتشفها حين تُقلع طائرتك لها.

وأما عن ذاك الذي حطم أملك في عمل ودراسة بسلطته أو غيره فقم واتخذها نقطة انطلاق لتعود وتشتري المبنى بأكمله وليس امتلاك فقط الباب الذي أغلق. ثق بنفسك وبخطوات الواثق من نصر ربه.

 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى يؤكد لـ"البرهان" على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره

إصابة 9 أشخاص على الطريق الإقليمى بالمنوفية

رسميا.. أتلتيكو مدريد يعلن رحيل أكسيل فيتسل

الرئيس السيسى يهنئ رئيس وزراء كندا "مارك كارنى" على فوزه في الانتخابات العامة

وزير التموين :تخفيض أسعار اللحوم والدواجن 10% بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو


شقيقان يعملان بالجزارة يقتلان شخصا بسبب خلاف على "حساب اللحمة" ببنى سويف

تفاصيل التعاقد مع يانيك فيريرا والجهاز المعاون يضم 5 مساعدين أجانب

تعرف على البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى الجديد للزمالك

ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على شاطئ بحر غزة لـ 71 شهيدا وجريحًا

جلسة تاريخية لمناقشة قانون الإيجار القديم تحت القبة.. رئيس المجلس: القانون ليس فيه أية شبهة عدم دستورية.. ولن يترك مواطن بلا مأوى.. والحكومة تتعهد لرئيس النواب بإرسال بيانات أعداد المستأجرين الأصليين وأعمارهم


ارتفاع حصيلة ضحايا حريق مصنع الكيماويات فى الهند إلى 34 قتيلا ومصابا

الأهلى يطلب من ريبيرو حسم موقف نجم الفريق الشاب بسبب عرض زعيم الثغر

رئيس الوزراء: 5 ملايين مستفيد من المبادرة الرئاسية "تكافل وكرامة"

المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

السيدة انتصار السيسى: الشعب المصرى جسد فى 30 يونيو إرادته الحرة وحافظ على هويته الوطنية

مملكة الحرير الحلقة 1.. مقتل الملك نور الدين على يد شقيقه وهروب ابنيه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى