وزير الأوقاف: الأدب مع الله فى الشدة والرخاء من القيم السامية للقرآن الكريم

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
كتب على عبد الرحمن

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: "ما أجمل الأدب مع الله تعالى!!، وما أجمل الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)!!، وما أجمل الأدب مع الخلق!!، وأن القرآن الكريم مليءٌ بمواطن الأدب مع الله تعالى، وبالأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبالأدب مع الخلق؛ وبين جمعة، خلال برنامج "فى رحاب القرآن الكريم" خلال حلقة بعنوان "الأدب مع الله تعالى"، نماذج ساميةً فى الأدب مع الله سبحانه من خلال القرآن الكريم منها: ما كان من سيدنا عيسى (عليه السلام )، حيث يقول سبحانه: " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّى إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ"، فلم يقل سيدنا عيسى(عليه السلام) لم أقله، وإنما قَال: "سُبْحَانَكَ"، تنزيهًا لله تعالى، "مَا يَكُونُ لِى أن أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ أن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِى بِهِ أن اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"، أن كانوا قد غيروا وبدلوا من بعدى فيما بلغتهم فأمرهم إليك، وأنت أعلم بهم، "إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، غاية الأدب فى الخطاب مع الله تعالى، وكذلك من الأدب الرفيع مع الله تعالى ما كان من سيدنا إبراهيم (عليه السلام )، حيث يقول سبحانه عنه: "الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ "، فنسب عملية الخلق للخالق تعالى، "وَالَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ"، ونسب عملية الرزق لله تعالى، "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ"، تأدبًا مع الله تعالى، مع أن الصحة والمرض بيد الله تعالى، ومن عند الله تعالى إلا أن أبا الأنبياء (عليه السلام) تأدبًا مع الله تعالى لم ينسبها له سبحانه، ونسب الجوانب الحسنة لله تعالى، ولما جاء فى المرض قال:"وَإِذَا مَرِضْتُ"، ولم يقل وإذا أمرضنى تأدبًا مع الله تعالى.

كما بين وزير الأوقاف أن الجن عرفت الأدب مع الله تعالى، حيث قالوا: "وَأَنَّا لَا نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا"، فنسبوا الرشد والصلاح لله تعالى، "أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا"، ولم ينسبوا الشر له سبحانه، حيث قالوا:" وَأَنَّا لَا نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى الْأَرْضِ"، تأدبًا مع الله تعالى، مبرزًا معاليه تأدب الخضر مع الله تعالى فى قصة السفينة والغلام، حيث قال تعالى:” أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أن أَعِيبَهَا"، نسب عيب السفينة لنفسه، " وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا"، نسب عملية الاجتهاد فى قتل الغلام إلى نفسه، " وأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ" فنسب الخير إلى الله تعالى، " أن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِى ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا”.

كما أبرز جمعة الأدب السامى من سيدنا أيوب (عليه السلام) مع الله تعالى، حينما مسه الضر فقال سبحانه: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الضُّرُّ" لم يقل اشفنى، وإنما أعرض حالى عليك يارب، " وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"، قيل لأحد العلماء: ما أفضل الدعاء يوم عرفة ؟، فقال:" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير "، فقيل له: هذا ثناء وليس بدعاء، فقال: يقول سبحانه فى الحديث القدسي:"من شغله ذِكرى عن مسألتى أعطيته أفضل مما أعطى السائلين"، وأنشد قول الشاعر:

 

أأذكر حاجتى أم قد كفاني

حياؤك أن شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يومًا

كفاه من تعرضه الثناء

 

لا كما فعل قارون لما قال: " إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي"، فكانت النتيجة "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ "، وسئل أحدهم عن السيئة التى لا تنفع معها حسنة ؟، فقال: الكبر.

 

تواضع تكن كالنجم لاح لناظره

على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه

إلى طبقات الجو وهو وضيع

 

واختتم وزير الأوقاف قائلاً:"إذا كان يجب مراعاة الأدب مع الخلق، فما بالنا بالأدب مع الخالق، فنحن فى حاجة ماسة للأدب مع الله (عز وجل)، والأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأن نتأدب مع كتاب الله تعالى، وما أجمل الأدب!!، وقبَّح الله من لا أدب له، مع تأكيدنا أن حسن الأدب مع الله عز وجل أحد أهم مفاتيح الفرج".

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رفض الإفصاح عن اسمه.. التضامن تتلقى تبرعا بـ38 مليون جنيه لأسر ضحايا المنوفية

4 سبتمبر الإعلان عن النتيجة النهائية لجولة الإعادة بانتخابات مجلس الشيوخ

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

الهيئة الوطنية: نتيجة الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشيوخ 12 أغسطس

القومى لعلوم البحار: لم نرصد أى نشاط للحركات الأرضية المسببة لـ"تسونامى"


ليفربول يوافق على رحيل إليوت مقابل 50 مليون إسترليني

رابطة الأندية: الدورى الجديد ينطلق 8 أغسطس ولا نية لتقديمه أو تأجيله

هاكرز إيرانيون يهددون بنشر رسائل دائرة ترامب المقربة.. والبيت الأبيض يرد

سقوط أمطار غزيرة على مناطق بالقاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارة

رئيس التعبئة والإحصاء: اعتبرنا المستأجرين البالغين 60 عاما سكانا أصليين


سائق النقل فى حادث الإقليمى: "خوفت من الأهالى فجريت وسلمت نفسى للشرطة"

"سيعود إلى جنوب أفريقيا".. ترامب يشن هجوما جديدا على إيلون ماسك

أفكار لن يخرج عنها الامتحان.. أقوى 50 سؤالا فى الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة

شرط جزائى فى عقد يانيك فيريرا مع الزمالك.. اعرف التفاصيل

لحظة العثور على جثمان الطفلة مريم في عرض البحر.. فيديو متداول

مجلس النواب يحسم قانون الإيجار القديم فى جلسة اليوم

20 % أعمال سنة من مجموع طلاب الشهادة الإعدادية بتعديلات قانون التعليم

مصرع شخص فى انهيار عقار من 3 طوابق بكفر الشيخ.. صور

الهلال يصنع التاريخ بالتأهل لربع نهائى مونديال الأندية برباعية ضد مان سيتى

الهلال يضرب مانشستر سيتي بالهدف الرابع 4-3 في الدقيقة 112.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى