وزير أمريكى سابق يعترف: كورونا كشف التفوق الأسيوى.. وتعامل واشنطن مع الوباء "مخيب للآمال".. لورانس سامرز في مقال فاينانشال تايمز: " كوفيد" يفتح الباب أمام عصر جديد من التاريخ لا تقل تبعاته عن الحرب العالمية

وزير الخزانة الأمريكى لورانس سامرز
وزير الخزانة الأمريكى لورانس سامرز
كتبت ريم عبد الحميد

في اعتراف بتفوق آسيا على الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، أقر وزير الخزانة الأمريكي الأسبق لورانس سامرز، بأن وباء كورونا سيفتح الباب أمام عصر ستكون فيه الريادة للصين والدول الآسيوية، مشيراً إلى أن الأزمة التي خلفها انتشار الوباء على مستوى العالم، تعد ثالث أكبر صدمة للنظام العالمى في القرن الحادى والعشرين، بعد هجمات سبتمبر الإرهابية عام 2001 والأزمة المالية عام 2008، إلا أنها "الأكبر" على الإطلاق.
 

وأقر سامرز بالتفوق الآسيوي في مقاله، مستشهداً بنسب وفيات كورونا في الصين مقارنة بالولايات المتحدة، مشيراً إلى أن البلد الآسيوي يشهد وفيات بمعدلات أقل، وأن التعامل الأمريكي مع الأزمة كان مخيباً للآمال، وأن فكرة اعتماد الولايات المتحدة على المعدات الطبية المستوردة من الصين بشكل رئيسي لم تكن يوماً ورادة في الأذهان.

مقال الوزير الأمريكى
مقال الوزير الأمريكى

 

وأكد سامرز في مقال نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن التغييرات العالمية التي سيحدثها كورونا تمكن في المرحلة التي تليها والأسس الجديدة التي سيتم تدشينها للنظام العالمى، قائلاً إن أزمة كورونا ستظل تعتبر حدثا هاما بعد أجيال من الآن. وسيتعلم طلاب المستقبل آثاره المباشرة، تماما مثلما يتعلم طلاب اليوم عن حادث اغتيال الأرشيدوق فى عام 1914 (الذى فجر شرارة الحرب العالمية الأولى) أو انهيار سوق الأسهم عام 1929، الذى سبب ما أصبح يعرف بالكساد الكبير، أو مؤتمر ميونيخ عام 1938، الذى سبق انطلاق الحرب العالمية الثانية. فقد كانت كل هذه الأحداث مهمة، لكن أهميتها التاريخية النهائية تكمن فى ما تلاها

 

وفيما يلى نص المقال:

إن أزمة كوفيد 19 هى ثالث أكبر صدمة للنظام العالمى فى القرن الحادى والعشرين بعد هجمات سبتمبر الإرهابية عامى 2001 والأزمة المالية عام 2008. أشك أنها هى الأزمة الأكبر حتى الآن.

 

وعلى الرغم من أن الحدثين الأوليان سيظهران فى كتب التاريخ المدرسية، إلا أن أحداث 11 سبتمبر وإفلاس الأخوين ليهمان (الذى أدى إلى الأزمة المالية عام 2008) سيتلاشيان بمرور الوقت من الذاكرة الشعبية.

 

 

وعلى العكس من ذلك، فإن أزمة كورونا ستظل تعتبر حدثا هاما بعد أجيال من الآن. سيتعلم طلاب المستقبل آثاره المباشرة، تماما مثلما يتعلم طلاب اليوم عن حادث اغتنال الأرشيدوق فى عام 1914 (الذى فجر شرارة الحرب العالمية الأولى) أو انهيار سوق الأسهم عام 1929، (الذى سبب ما أصبح يعرف بالكساد الكبير)، أو مؤتمر ميونيخ عام 1938، (الذى سبق انطلاق الحرب العالمية الثانية). فقد كانت كل هذه الأحداث مهمة، لكن أهميتها التاريخية النهائية تكمن فى ما تلاها.

 

هذه الأزمة هى حدث عالمى ضخم من حيث تأثيرها. فمن وجهة نظر أمريكية،  أصبح شبه مؤكد أن عدد من الأمريكيين سيموت بكوفيد 19 أكثر ممن ماتوا فى كل النزاعات العسكرية خلال السبعين عاما الماضية. وتشير بعض التوقعات التى تحظى باحترام إلى أن عدد من سيموتون سيفوق كل ضحايا حروب القرن العشرين. كما أن فقدان الوظائف هذا الربيع أصبح بمعدل أسرع من أى مرحلة فى التاريخ، ويعتقد العديد من خبراء التنبؤ أن البطالة ستصل إلى مستوى أعلى مما كانت عليه فى مرحلة ما بعد الكساد، ولمدة عامين. وبينما أكتب من بلدة صغيرة لم أغادرها منذ شهرين، أشك أن هناك حدث غير حياة الكثير من العائلات الأمريكية بشكل جذرى منذ الحرب الأهلية مثلما فعل كورونا.

 

وقبل شهر، كان من المنطقى الافتراض أن كل الوفيات والخسائر الاقتصادية والاضطراب الاجتماعى سيكون أمرا عابرا، ويبدو أن هذا أقل معقولية الآن. وقامت الولايات المتحدة بأفضل حلولها، وإن كان ليس هو أفضل الممكن، بالإغلاق لشهرين، ومع ذلك لم يقل عدد الوفيات عن ألف فى اليوم.  وأغلب البلاد يتخلى الآن عن سياسات العزلة، وتحدث أمور مماثلة فى أغلب أوروبا ، كما يتم تسجيل تفشى جديد فى الدول التى كانت قصص نجاح مثل سنغافورة وألمانيا وكوريا الجنوبية. ويبدو من المعقول جدا الآن أنه لن يكون هناك تحسن دائما فى الوضع الحالى فى الغرب.

وبقدر أهمية هذه الأحداث، فإن ما تنذر به قد يكون أكثر أهمية من ناحيتين؛ الأولى أننا نعيش على ما يبدو مرحلة انتقالية مهمة فيما تفعله الحكومات. فمن الناحية التاريخية، يأتى التهديد الأكبر لحياة وأمن المواطنين العاديين إما من فشل الحكم المحلى سواء بالاضطراب أو الطغيان أو من خلال قوى أجنبية معادية. وشكلت تلك الحقيقة تصميم المؤسسات السياسية المحلية والدولية، وتم إحراز تقدم، فتم تجنب تكرار الحروب العالمية، وأصبحت فرصة أن يموت شخص فى وفاة عنيفة الآن خُمس ما كان عليه قبل نصف قرن.

 

وفى الوقت نفسه، فإن التهديدات الخارجية بالأساس لكل الدول قد زادت أهميتها وتتجاوز الآن تلك التقليدية. فبمرور الوقت، أصبح التغير المناخى يهدد الجميع. ويشير الإيدز وإيبولا وميرس وسارس والآن كوفيد 19 إلى أن الوباء سيحدث بوتيرة متكررة. وهناك أيضا الإرهاب والاضطرابات التى تسبب حركات جماعية من اللاجئين، وعدم الاستقرار المالى. ونواجه أيضا تحديات من التطور الجديد فى الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات. ويساعد وباء كورونا على الدخول فى عالم يعتمد فيه الأمن على تجاوز عتبة التعاون مع الحلفاء والخصوم على حد السواء أكثر من الحفاظ على توازن القوى.

 

أما الطريقة الثانية التى يمكن أن يحدث من خلالها وباء كورونا انتقالا هى التحول عن القيادة الديمقراطية الغربية للنظام العالمى. فقد كان أداء الحكومة الأمريكية خلال الأزمة محزنا. ولم يتم تأدية بعض  المهام الأساسية مثل توفير الماسكات للعاملين فى الرعاية الصحية الذين يعالجون المرضى، وكان غياب التخطيط على المدى المتوسط واضحا،  بل تم تجاهل برتوكولات السلامة الأولية فى البيت الأبيض، مما يعرض سلامة القادة للخطر.

لكن، وبرغم كل إخفاقات إدارة ترامب، فإن الولايات المتحدة لم تكن سيئة للغاية مقارنة ببقية الغرب، فبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا ودول أخرى لديها معدلات وفاة من كورونا أعلى من الولايات المتحدة من حيث عدد السكان. وفى المقابل، فإن دولا مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند لديها معدلات وفاة أقل 5% عن المستويات الأمريكية. وحتى فكرة أن الصين تقدم المعدات الصحية الأساسية للولايات المتحدة لم تكن متصورة قبل عام.

 

لو تبين أن القرن الحادى والعشرين سيكون قرنا آسيويا، مثلما كان القرن العشرين قرنا أمريكيا، فقد يتم تذكر وباء كورونا باعتباره نقطة التحول. فنحن نعيش ليس فقط أحداثا دراماتيكية، ولكن ما يمكن أن يكون مفصلا فى التاريخ.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأعلى للإعلام يمنع مصطفى يونس من الظهور الإعلامي 3 أشهر فى شكوى الأهلى

أوروبا تتحرك ضد العدوان.. دعوات إيطالية لتعليق مشاركة إسرائيل فى فيفا ويويفا بسبب غزة.. إسبانيا تدين وتؤكد: قرار احتلال القطاع ينتهك القانون الدولى.. وبابا الفاتيكان يدعو للصوم والصلاة الجمعة من أجل السلام

تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح

مطرب الراب dizzy too skinny مع ويجز فى حفل مهرجان العلمين

جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال


حسام زكى من بيروت: نشدد على الموقف العربى الرافض لمقاربات "إسرائيل الكبرى"

زيارة الرئيس السيسي للسعودية..شراكة استراتيجية تعزز الأمن العربي وتفتح آفاق التعاون.. وسياسيون: تعكس عمق العلاقات التاريخية ودور القاهرة والرياض في استقرار المنطقة.. وتؤكد وحدة الموقف العربي وصياغة مستقبل مشترك

وفاة فرانك كابريو.. سر الشعبية الجارفة للقاضى "الأكثر لطفاً فى العالم"

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

ننشر النص الكامل لتعديلات قانون الرياضة بعد تصديق الرئيس السيسى


علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

عرض كويتى جديد لاستضافة السوبر الرباعى المصرى

إقالة مسئول رفيع بالخارجية الأمريكية بسبب عبارة "لا ندعم التهجير القسرى للفلسطينيين"

القبض على البلوجر نورهان حفظى لنشرها فيديوهات منافية للآداب

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

جوائز فردية مرموقة فى دولاب محمد صلاح بعد جائزة رابطة اللاعبين المحترفين

الطقس اليوم.. حار بأغلب الأنحاء ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

الإيجار القديم.. القانون يحدد حالات الإخلاء الفورى للوحدات وفقا للمادة 18

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى