"الشهرة الحرام"

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
بداية.. لا شك أن "الإنترنت" والثورة التكنولوجية قد سهلت حياة العالم، وقربت المسافات بين سكانه، وجعلت منه قرية صغيرة، حيث ألغيت الحواجز والحدود، لكن مع كل خير يأتى شر إذا ما أسيء الاستخدام، ولهذا فإن علماء الدين والمؤسسات الدينية الرسمية، أكدوا أن وسائل التواصل الاجتماعي يجرى عليها من الأحكام الشرعية عند الله وعند الناس ما يجرى على سائر أفعال المكلف وأقواله، فإذا أحسن استخدامها فيما ينفع نفسه أو غيره أجر وشكر، وإن استخدمت فيما يضر نفسه أو الأخرين أوخذ بتصرفاته.
 
لكن هاجس الشهرة السريع لبعض من ضعاف النفوس طغى على استخدامهم لهذه الوسائل، وأخذوا يبثون السموم ويتغولون على خصوصية الأنام، بهدف زيادة المتابعين لهم، فيرسل «عابثاً» صور الآخرين الخاصة، أو بث مقاطع فيديو مفبركة، أو نشر شائعات فتتلقفها الأعين وترددها الألسن، كل ذلك بغرض شهرة افتراضية حرام، أو كسب مال على حساب عرض الوطن وقدسيته.
 
ومن جهة أخرى، فإن الجماعات الضلال، لم تفوت الفرصة، بل استخدمت تلك التقنية، مسرحا لبث سمومها، وخدمة أهدافها، من خلال تشويه سمعة الأوطان، ونشر معلومات وأخبار كاذبة مغلوطة لخلق حالة من الفوضى في المجتمعات، إضافة إلى جذب الشباب إلى جماعاتهم التكفيرية، لتجنيدهم بعد غسل العقول من خلال التشكيك في التراث، أو فبركة ما يرونه حسب الأهواء والميول.
 
فصارت وسائل التواصل الاجتماعى عامرة بالكثير من أصحاب الشهرة الحرام الذين يتفننون في المحتوى الفارغ، فوجدنا كثيرا من الشباب خلال الفترة الماضية يسعون لحلم  تلك الشهرة الزائفة، أملا فى حصد ملايين المشاهدات، والإصرار على قطفها مهما تكلف ذلك من هدم أسس ومبادئ مجتمع، سواء بنشر الرذيلة أو نشر شائعات هدامة غير عابئين بالمصلحة العامة، حيث امتلأت تلك المواقع بصور ومقاطع مرئية مُصورة خادشة للحياء، وأفعال فاضحة مخلة، وإعلانها بالطرق المُتقدمة دعوة تتضمن إغراء بالدعارة ولفت الأنظار.
 
وأخيرا..  فإن كثيرا من الدراسات العلمية، أكدت وجود صلة مباشرة، بين الزيادة الحادة فى تشخيص اضطراب الشخصية خلال السنوات الأخيرة، وانتشار شبكات التواصل الاجتماعى فى كل مكان، حيث تخلى بموجبها البعض عن عادات وتقاليد مجتمعه ولجأ إلى إنتاج مشاهد تخدش حياء المجتمع وتسيء لسمعة شبابه من منطلق البحث عن المعجبين وباتت تحدياً يجب مواجهته برفع درجات التوعية، وهنا يجب على الدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها الإعلام باللعب دور كبير من خلال تثقيف المجتمع بالمخاطر التى تترتب على هذه السلوكيات، ويجب على الأسر أن يكون لها دور أكبر في الرقابة على الأبناء، والعمل على توجيه طاقاتهم في المسار الصحيح وبصورة تبعدهم عن الفراغ الذي يمكن أن يدفعهم للبحث عن وسيلة للخروج من هذه الفجوة دون التفكير في سلبياتها..
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

تعرف على حكام مباريات الأسبوع الأول بدورى الكرة النسائية

النصر ضد الأهلى.. ركلات الترجيح تحسم كأس السوبر السعودي " فيديو "

46 عاما على "إسكندرية ليه" ليوسف شاهين.. حصل على أول جائزة دولية بمهرجان برلين

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة


صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

هيفاء وهبي تطرح "توأم حياتى" أولى أغنيات البومها الجديد

ميلود حمدى يعلن قائمة الإسماعيلى لمواجهة الطلائع بالدوري

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

إسرائيليون لـ"بن غفير": أنت إرهابي مُدان وقاتل رهائن


جلسات دعم نفسى لـ محمد الشناوى في الأهلى قبل مواجهة غزل المحلة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

الشحات ينافس عمر كمال على خلافة محمد هانى في تشكيل الأهلى أمام المحلة

وزيرا "الإنتاج الحربى" و"البترول" يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة

خسارة شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

انطلاق الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري غدا بـ 3 مواجهات قوية

عرض حكاية "انت وحدك" ثالث حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى