هن من أوروبا.. حلقة 23.. وزيرة الدفاع الألمانية لعبت كل أدوار السياسة.. اشتهرت بمينى ميركل لقربها الشديد منها.. انتقدها معارضوها لرفضها الشذوذ.. وزوجها المهندس تخلى عن عمله لمساندتها ورعاية الأطفال

الحلقة الثالثة والعشرين: هناء أبو العز

السبت، 16 مايو 2020 10:00 م

سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل.

فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقى الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا".

وإليكم الحلقة الثالثة والعشرين: أنجريت كرامب كارنباور وزيرة الدفاع الألمانية

أنجريت وزيرة الدفاع

بطلة حلقة اليوم، أنجريت كرامب-كارنباور أو "أ كا كا"، كما يطلق عليها، تعيش فى مسيرة مهنية بقدم راسخة وتتولى الآن منصبا آخر مليئا بالمخاطر، فهى وزيرة الدفاع الألمانية، خليفة المستشارة أنجيلا ميركل، وإحدى المقربات منها، تتمتع بخبرة في جميع مستويات العمل السياسي، كانت خريجة العلوم السياسية والمحامية، وعضوة في البرلمان الألماني "بوندستاج" لمدة نصف عام في عام 1998، لكنها رجعت بعد ذلك للعمل السياسية بولاية سارلاند ، بدعم من بيتر مولر، رئيس وزراء الولاية آنذاك، وقاضي المحكمة الدستورية الاتحادية حاليا.

أنجريت كرامب الوزيرة الالمانية

وخلال اثني عشر عامًا، قادت كوزيرة العديد من الأقسام السياسية بولاية السار وتتحدث في خطبها الحالية مرارًا وتكرارًا عن تجاربها في ذلك الوقت في السياسة المحلية وسياسة الأسرة والمرأة والتعليم والثقافة والعمل والشؤون الاجتماعية والعدل.

أنجريت كرامب 3

و كخليفة لبيتر مولر، تولت رئاسة وزراء سارلاند في عام 2011. وكانت ثاني امرأة في الاتحاد المسيحي على الإطلاق التي تتولى رئاسة ولاية ألمانية، والآن هي المرأة الثانية على رأس وزارة الدفاع الاتحادية.

أنجريت كرامب كارنباورر

وفي فبراير 2018 أصبحت أمينة عامة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وصنعت "الجنرالة" لنفسها اسماً كوسيط بين الأجنحة المتنافسة غالبا والمصالح داخل الحزب، وكان انتخابها اللاحق كرئيسة للاتحاد المسيحي الديمقراطي بمثابة قمة مؤقتة لمسيرتها المهنية.

أنجريت كرامب كارنبار

ويعد التعيين المفاجئ لرئيسة الحزب المسيحي الديموقراطي، الملقبة "آي.كاي.كاي"، وزيرة للدفاع ، أصبح ذلك يشبه "الفرصة الاخيرة" كما يقول موقع مجلة در شبيجل، لأنجريت كرامب كارنباور لضمان خلافة أنجيلا ميركل" التي تنوي الانسحاب من الحياة السياسية عام 2021، أي السنة التي ستجرى فيها الانتخابات التشريعية المقبلة، ويفترض أن تتيح لها وزارة الدفاع إظهار القدرة أيضا على التطور في مجالي السياسة الخارجية والأمنية، حيث تبت بشكل يومي في مسائل لديها علاقة بـ 180 ألف جندي وميزانية قدرها 44 مليار يورو هي ميزانية وزارة الدفاع.

السياسية الألمانية مع ميركل

تتولى وزيرة الدفاع مهمتها فى إصدار الأوامر والقيادة بالقوات المسلحة الألمانية، بالإضافة إلى عملية التحديث المستمر للجيش الألماني، الذي يعاني، عبر سنوات طويلة من مشاكل كبيرة في الأسلحة والمعدات والأجهزة. بالإضافة إلى ذلك، تواجه صعوبات متزايدة في سوق العمل، حيث النقص في العمالة المتخصصة وصعوبة الحصول على متدربين جدد .

أنجريت الوزيرة الالمانية

درست القانون والعلوم السياسية، ولديها تجربة طويلة في إدارة الملفات، فقد بدأت مسيرتها السياسية كمستشارة في إحدى المجالس البلدية، ونمَّت هذه التجربة في مناصب عدة تولتها من قبل في ولاية ّزار لاند الواقعة في جنوب ألمانيا الغربي على الحدود الألمانية الفرنسية، ومن هذه المناصب تولي وزارات الداخلية والتربية والعمل في الحكومات المحلية.

خليفة ميركل 1

وعندما أعربت ميركل عن رغبتها في عدم البقاء على رأس هذا الحزب، حلت " أنجريت كرامب-كارنباور" محلها في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ أوروبا الغربية السياسي حيث تخلُف امرأة أخرى على رأس حزب كبير من الأحزاب التي تعودت منذ عقود على ممارسة السلطة على مستوى عال.

خليفة ميركل

ظهرت أنجريت كرامب، مرتدية ملابس تنكرية، فى مهرجان احتفالى أظهرت فيه مهاراتها فى الكنس، علامة على أنها تنظف بعد سلفها من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في التفكير في أزمة اللاجئين 2015-2016.

فى احتفالات وزارة الدفاع الألمانية

وبعد يومين من الظهور ، أصدر الحزب سلسلة من المطالب الأوروبية، منها نظام الإنذار المبكر للهجرة ، ومعايير اللجوء المشتركة للاتحاد الأوروبي وإصلاح فرونتكس إلى شرطة حدود حقيقية بالاتحاد الأوروبي.

فى إحدى الكرنفالات

في 10 فبراير 2020 ، أعلنت كرامب أنها ستستقيل من منصبها كزعيم الحزب في وقت لاحق من العام ولن تقدم نفسها كمرشحة لمنصب المستشارة للانتخابات الفيدرالية لعام 2021 ، وقالت إنها سبق أن شغلت منصب الأمين العام للحزب ، وأول امرأة لقيادة حكومة سارلاند وامرأة الرابعة رئيسا لحكومة ولاية ألمانية.

فى كرنفال النظافة

ولدت أنجريت في بلدة صغيرة من فولكلينجن ، وكان والدها مدرس تربية خاصة ومدير، تخرجت من المدرسة الثانوية في عام 1982 على أن تصبح معلمة في مدرسة، ولكنها قررت خوض السياسة ودراسة القانون في جامعة ترير وفي جامعة سارلاند، حيث حصلت على درجة الماجستير في عام 1990.

فى كرنفال النظافه

و بلغت شهرتها على الصعيد الوطني ذروتها في يناير 2019 ، عندما حصلت على موافقة صافية بلغت + 17 ٪ واعتبرت ثاني أكثر السياسيات شعبية بشكل عام، ثم حدث انخفاض حاد في شعبيتها بعد حدوث زلات وهزائم انتخابية للديمقراطيين المسيحيين في العديد من الانتخابات، اعتبارًا من فبراير 2020 ، أصبحت واحدة من أقل السياسيين الألمان شعبية.

قيادات ألمانيا

وغالبًا ما يستخدم لقبها "ميني ميركل" ، مما يعكس حجمها وآرائها السياسية، وعارضت زواج مثلى الجنس، وعندما قضت المحكمة الدستورية الاتحادية لصالح المساواة الضريبية للأزواج من نفس الجنس في عام 2013 ، أعربت كرامب عن مخاوفها بشأن منح حقوق التبني الكاملة للأزواج من نفس الجنس ، قائلة: "وحدة الأسرة التقليدية هي جوهر ليس فقط ألمانيا ولكن كل الدول .

كرامب

واجهت السياسية المحافظة رد فعل عنيف من نشطاء المثليين وسياسيي المعارضة بعد أن سخرت من فكرة الحمامات المحايدة جنسيًا خلال خطاب في احتفال الكرنفال الأسبوع الماضي، واتهموها بالسخرية من الأقليات.

و دعمت كرامب كارينباور سياسات أنجيلا ميركل للاجئين وقرارها بالسماح للمهاجرين إلى ألمانيا في 2015-2016 ، العديد منهم يفرون من الحروب في الشرق الأوسط ، لكنهم طالبوا بمزيد من الصرامة في بعض الحالات، وفي بداية عام 2016 ، أعلنت نفسها ضد إغلاق الحدود الألمانية من جانب واحد ، لأنها كانت تخشى انفصال الاتحاد الأوروبي.