"أردوغان كابوس ليبيا".. فيلم وثائقى يكشف الدور التركى فى تأجيج الصراع بليبيا

أردوغان
أردوغان
كتب أحمد عبد الرحمن

عرضت فضائية "سكاى نيوز عربية"، فيلما وثائقيا جديدا تحت عنوان "أردوغان كابوس ليبيا"، يكشف من خلاله النزاع الليبي المحتدم في العاصمة طرابلس، كما يسلط الضوء على الدور التركي في تأجيج الصراع ونقل آلاف المرتزقة من سوريا للقتال في الأراضي الليبية، حيث تواصل تركيا، دعمها "السخي" للميليشيات الإرهابية في ليبيا، في مسعى لوقف تقدم الجيش الوطني الليبي الذي يخوض حربا ضارية ضد الميليشيات المتشددة وشبكات الإجرام.

وعرض الفيلم الوثائقى، فصولا مروعة من انتهاكات الميليشيات بحق المدنيين في ليبيا، كما عرض العمل شهادات لمرتزقة سوريين جاءت بهم تركيا إلى ليبيا، وأكدوا أنهم جاؤوا من سوريا عن طريق غازي عنتاب، جنوبي تركيا، ثم انتقلوا إلى اسطنبول، قبل الوصول إلى مطار مصراتة.

وقال وزير الخارجية الليبي، عبد الهادي لحويج إنه كان من المفترض أن تكون حكومة الوفاق حكومة لكافة الليبيين، نظرا إلى ما نص عليه اتفاق الصخيرات، لكن حكومة فايز السراج، في واقع الحال، هي حكومة موجودة في جزء من العاصمة طرابلس وتقدم خدماتها للميليشيات والخارجين عن القانون.

وأضاف لحويج، أن حكومة السراج تستخدم أموال الشعب الليبي لأجل دعم المرتزقة والإرهابيين، وأكد أن الجيش الوطني يسيطر على 90 % من مدن ومناطق البلاد، متابعا: "بل نتواجد في طرابلس، حتى وإن لم ندخل إلى قلب المدينة".

من ناحيته، صرح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، بأنه كان جديرا بحكومة الوفاق أن تفك الارتباط بالميليشيات، لكنها فعلت عكس ذلك ومنحت الشرعية للمجرمين وأعطتهم رتبا عسكرية، رغم أنهم مدرجون على قوائم الإرهاب في مجلس الأمن.

وأكد أن حكومة السراج أتت لأجل الإبقاء على الإخوان والإرهابيين في الحكم، بعيدا عما تقتضيه مصلحة الشعب الليبي الذي يعاني وضعا صعبا.

وأوضح المسماري أن الميليشيات الموالية لحكومة السراج تنقسم إلى نوعين؛ ميليشيات إجرامية وأخرى إرهابية متطرفة، وأضاف أن الميليشيات حصلت على مليارين و400 مليون دينار من السراج، بشكل نقدي، مع بداية عملية طرابلس.

أما التدخل التركي فليس حديث العهد، بحسب المسماري، لأنه بدأ في سنة 2014 أو قبل ذلك، أما المتغير في عام 2020، فهو أنه صار يجري علنا وأمام أنظار المجتمع الدولي والإعلام، حتى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يصرح بذلك.

ويرى الباحث الاستراتيجي، فرج زيدان، أن ما يجري الترويج له بعد انسحاب الجيش الوطني الليبي من قاعدة الوطية، صادر بالأساس عن تنظيمات الإخوان التي تسعى إلى التهويل.

أما الوضع على الأرض، بحسب زيدان، فهو أن الجيش الليبي يسيطر على أكثر من 90 % من مناطق البلاد، وهو يخوض حربا مستمرة لأجل تحرير العاصمة طرابلس.

وأضاف أن ما حصل، مؤخرا، أمرٌ طبيعي في الحروب، لأن المعارك تتراوح غالبا بين كر وفر؛ أي بين تقدم وتراجع، وبالتالي، لا يمكن الحديث عن هزيمة من الناحية الاستراتيجية.

وأشاد الباحث بانسحاب الجيش الليبي من القاعدة، لأنه كان ذكيا وجاء من باب الحرص على المقاتلين، في ظل التعرض لصواريخ، لاسيما أن سلامة المقاتلين هي الأولى في المعادلة.

وأشار زيدان إلى أن هذا النصر المزعوم من الميليشيات لم يستمر طويلا، لأنها تلقت ضربة موجعة اليوم الأربعاء في منطقة الأصابعة وسقط منها أكثر من خمسين قتيلا.

وأورد أن هذه الخسائر البشرية الثقيلة وسط الميليشيات جعل الإخوان يدخلون في حالة من تبادل الاتهامات، بينما يستمر ثبات الجيش الليبي رغم الدعم الذي تقدمه أنقرة، في خرق سافر لقرارات دولية.

ويرى الخبير في الشؤون التركية، بشير عبد الفتاح، أن المجتمع الدولي تقاعس في كبح تدخل أنقرة في الأزمة الليبية، رغم وجود قرارات أممية مثل 1970 و1973 ومخرجات مؤتمرات دولية مثل باليرمو وباريس وبرلين.

وأضاف الباحث أن هذه القرارات الدولية تحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، لكن أنقرة ترمي بهذه القرارات عرض الحائط وتواصل إمداد الميليشيات بالسلاح ونقل المرتزقة المتشددين إلى ليبيا.

وأشار عبد الفتاح إلى وجود ثلاث آليات أوروبية تمنع تصدير السلاح إلى ليبيا، لكن أنقرة ذهبت إلى حد إمداد الميليشيات بأسلحة متطورة مثل أنظمة مضادة للصواريخ وصواريخ مضادة للمدرعات والدبابات.

ويؤكد الخبير أن تركيا ما كانت لتقدم على هذه الخطوة لو لم يكن ثمة ضوء أخضر من الولايات المتحدة، مضيفا أن واشنطن تبارك هذا التحرك من أنقرة حتى تكبح جماح غريمتها روسيا على الأراضي الليبية، رغم أن التدخل التركي ينذر بتبعات خطيرة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وفيما تواجه تركيا اتهامات بدعم الإرهاب في ليبيا، يقول الباحث السياسي، برهان كور أوغلو، إن أنقرة تتحرك بشكل واضح وصريح في الملف الليبي، وبالتالي، فهي لا تخفي شيئا منذ البداية.

وأضاف في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن علاقة تركيا بليبيا ليست حديثة العهد، بل قديمة جدا، بحسب قوله.

أما الاتفاق الذي تدخلت تركيا بموجبه في ليبيا، وقوبل برفض داخل ليبيا، فيرى كور أوغلو أنه اتفاق من بين اتفاقات أخرى أبرمتها أنقرة مع حكومات ليبية، لأجل الحفاظ على وحدة ليبيا.

وقال إن تركيا تراهن على تدخلها لأجل الدفع صوب إيجاد حل سلم للأزمة في ليبيا، لكن هذه المزاعم تصدم بالواقع، وفق الباحث فرج زيدان، لأن من يحرص على الحل السلمي، لن يقوم بنقل المرتزقة السوريين، حتى يشاركوا في معارك بلاد لا علاقة لهم بها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

تامر عاشور يطرب جمهور ليبيا فى حفل غنائى الخميس

الإنسان أولا.. مصر ترسم خريطتها التنموية حتى 2029.. اعرف تفاصيلها

عربات جدعون 2.. وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلى يوافق على خطة احتلال غزة

جدار الخليج يحاصر جراد الإرهاب.. دول مجلس التعاون تتصدى لمخططات الإخوان أمنيا واقتصاديا.. وأكاديمى سعودى: تجربة مصر الرائدة فى القضاء على الجماعة مصدر إلهام لكل الدول العربية

من وادى النطرون إلى كاليفورنيا.. الأديرة القبطية تنسج خريطة الإيمان عبر الزمان والمكان.. أثرية تروى تاريخ الرهبنة وتحتضن قرونا من الصلوات بقلب الصحراء المصرية.. والمهجر جسور تربط الأقباط بجذورهم رغم المسافات


السكة الحديد تطلق خدمة Premium Lounge لركاب القاهرة الإسكندرية

"زعيم ألمانيا".. ألقاب بايرن ميونخ المحلية بعد التتويج بالسوبر "إنفوجراف"

فيلم F1: The Movie لـ برلد بيت يحقق 590 مليون دولار عالميا

إلغاء قوانين الإيجار القديمة بعد مرور 7 سنوات من تطبيق القانون الجديد

محمد صلاح يزين قائمة تاريخية جديدة في الدوري الإنجليزي


وزير الخارجية السوري يبحث مع وفد إسرائيلي تعزيز الاستقرار في سوريا

انفجار إطار وراء انقلاب سيارة والد محمد الشناوي ومصرعه بطريق الواحات

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

تنفيذ حكم الإعدام فى قتلة الإعلامية شيماء جمال.. والأسرة تعلن موعد العزاء

ملخص وأهداف مباراة الريال ضد أوساسونا فى الدوري الإسباني

نتائج مباريات اليوم الثلاثاء 19 – 8 – 2025 بالدورى المصرى

يديعوت أحرونوت: نتنياهو يرغب بصفقة شاملة

رسميا.. محمد صلاح أفضل لاعب فى إنجلترا من رابطة المحترفين

بريطانيا تعرض نشر قوات لحماية أجواء وموانئ أوكرانيا خلال محادثات البنتاجون

حياة كريمة فى البلد.. تجهيز وتشغيل 10 وحدات صحية ببنى سويف.. توريد تجهيزات طبية وغير طبية لـ10 وحدات أخرى.. افتتاح 4 وحدات لذوى الهمم بـ 4 مراكز.. والشريف أول وحدة طب أسرة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى