حكاية "أمل" لعلاج كورونا

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
متى سينتهي وباء كورونا؟ سؤال أصبح على لسان ملايين البشر فى مختلف أنحاء العالم، فى ظل سباق عنيف للأطباء والمختبرات ومراكز الأبحاث العالمية، للرد عليه، وإيجاد إجابة ترحم سكان الكون من المصير الأسود على يد هذا الوباء القاتل، لكن مع الأوبئة المعدية، هناك أسئلة أخرى تظهر، ولا تقل أهمية، مثل، من سيقرر النهاية؟ ولصالح من ستكون؟
 
وفى هذا الضباب، هناك ثابتة وحيدة، أن العالم الآن فى صراع  حقيقى حول من سيقرر تلك النهاية؟  وخاصة أن الكل يعلم أن هذه أزمة لا تنتهي، وأن محاولة تحديد نهايتها ستكون عملية طويلة وصعبة، ولذا وجب علينا التريث قليلا، لتحديد الأولويات، فهل الأفضل أن نستمر فى إجراءات الإغلاق مقدمين صحة الأفراد على الحياة الطبيعية للمجتمعات، وهل مستعدين تحمل دفع فاتورة باهظة التكاليف اقتصاديا واجتماعيا، أم أن مرحلة التعايش أصبحت لزاما وضرورة؟ 
 
وقبل أن تقرر، علينا بنظرة للماضى لنتعلم فى الحاضر، فمن المعلوم أن وباء الأنفلونزا قتل في بداية التسعينيات أكثر من 70 مليون شخص في العالم، وكان يفترس الصغار والكبار، ومنذ ذلك الحين، لم تختف الأنفلونزا، بل تطورت إلى شكل مختلف أصبح بإمكاننا العيش معها هذه الأيام، وبالتالى فإن الأنفلونزا لم تنته من منظور طبى، بل انتهت من منظور اجتماعي من خلال التعايش، بعد أن قرر سكان الكون إزاحة الخوف من المرض، وقدموا الحياة الطبيعة عن الحصار داخل كوابيس الموت الأسود.
 
ولكى نتعلم من الماضى أيضا، فلدينا هنا نحن فى مصر تجربة ناجحة، لم يتعد عمرها شهور، عاشها هذا الجيل الذى يعيش عصر كورونا الآن، واستطاع أن يتغلب على وباء صامت، عانى ملايين المصريين من ويلاته، ألا وهو "فيروس سى" الذى نهش أكباد ملايين البشر، فلم يكن هناك علاج يشفيه، واستمر في حصاد أرواح المصريين، حتى كان هناك 9 ملايين مريض بالفيروس بمصر، واحتلت البلاد المرتبة الأولى عالميًا من حيث معدلات الإصابة بهذا الفيروس الصامت.
 
فمع قوة الارادة وإصرار القيادة السياسية، والتخلى عن الخوف، وتغيير نظرة الناس إلى هذا المرض، الذى كانوا يعتبرونه وصمة عار اجتماعية، مثلما يحدث الآن مع كورونا،  من خلال المعالجة الإعلامية الصحيحة، استطاع المصريون أن يغيروا نظرتهم المشينة فى هذا المرض، وبدأوا فى التعايش والتعامل، ومساعدة الدولة فيما تصبوا إليه، لتعلن مصر أنها خالية من فيروس "سي" بحلول عام 2020، مما جعل العديد من الدول تعمل على الاستفادة من تجربة مصر، وتشيد منظمة الصحة العالمية بهذا الإنجاز التاريخى لفراعنة للقضاء على أخطر الأمراض الفيروسية الكبدية ويخرج رئيس تلك المنظمة ويقول "إننا عالجنا فى العالم مليون مريض ومصر عالجت 800 ألف مريض منهم وحدها، وبالتالي ما قامت به مصر أربعة أضعاف ما قام العالم بعلاجه".
 
 نقول هذا.. ونحن آملين فى إيجاد حل لأزمة كورونا، لإنهاء هذا الكابوس، وكلنا أمل فى تخطى هذا الأزمة، نعم كلنا أمل فى دولة استطاعت القيام بعمل مسح شامل لـ50 مليون إنسان، من خلال حمل كانت من أكبر حملات الكشف عن الأمراض في التاريخ، وأن يبلغ معدل الشفاء بالنسبة للأشخاص الذين جرى تشخيص حالاتهم وعلاجهم خلال الحملة 98.8% بتكلفة 130.62 دولارًا لكل حالة فقط، يقودونا أيضا لهذا للأمل، ومن جهة أخرى يؤكد أن المسح المجتمعي لأى مرض مهما بلغ انتشاره ليس مستحيلًا. 
 
وأخيرا..  فى ظل هذا الخوف المتزايد من مرض كورونا، وحيرة العلماء وعجزهم حتى الآن فى إيجاد اللقحات والعلاج رغم مرور شهور وإصابة الملايين، فنحن أمام ثابتة أخرى، وهى أنه قد يتعب الناس من القيود الاحترازية ويصلوا إلى اللحظة التي يقولون فيها بصوت عالٍ: كفي قيودا، وهذا حدث بالفعل فى كثير من الدول، هذه الأيام، حيث بدأت رفع إجراءات الإغلاق تدريجيا، ولهذا فإن لم نكن مستعدين لمحاربة الخوف بنفس قدر استعدادنا لمكافحة أى وباء، فسيؤدى حتما هذا الخوف إلى إلحاق ضرر فادح بالناس، لا سيما الضعفاء منهم".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

تعرف على حكام مباريات الأسبوع الأول بدورى الكرة النسائية

النصر ضد الأهلى.. ركلات الترجيح تحسم كأس السوبر السعودي " فيديو "

46 عاما على "إسكندرية ليه" ليوسف شاهين.. حصل على أول جائزة دولية بمهرجان برلين

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة


صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

هيفاء وهبي تطرح "توأم حياتى" أولى أغنيات البومها الجديد

ميلود حمدى يعلن قائمة الإسماعيلى لمواجهة الطلائع بالدوري

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

إسرائيليون لـ"بن غفير": أنت إرهابي مُدان وقاتل رهائن


جلسات دعم نفسى لـ محمد الشناوى في الأهلى قبل مواجهة غزل المحلة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

الشحات ينافس عمر كمال على خلافة محمد هانى في تشكيل الأهلى أمام المحلة

وزيرا "الإنتاج الحربى" و"البترول" يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة

خسارة شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

انطلاق الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري غدا بـ 3 مواجهات قوية

عرض حكاية "انت وحدك" ثالث حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى