اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل سمعت عن "عبية الجاهلية"

المفصل فى تاريخ العرب
المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907 – 1987) التعرف على العرب قبل مجيء الإسلام، وذلك من خلال الاطلاع على كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" واليوم نتوقف عند طباع الأعراب وطريقتهم فى التفكير، أو ما يطلق عليه "عبية الجاهلية".

يقول جواد على:

أعود فى هذا الموضع إلى الحديث عن عقلية الأعراب وما رماهم به أهل الحضر من الغلظة والجفاء والجهالة والعنجهية والكبر، إلى غير ذلك من نعوت عرفت عند العلماء بـ"عبية الجاهلية"، وذلك لما لهذه العبية من صلة بهذا الموضوع فى هذا المكان.
 
وإذا أردت الوقوف على عنجهية الجاهلية وتكبر سادات القبائل وعلى نظرتهم إلى من هم دونهم في ذلك الوقت، فخذ ما روي عن قصة وقعت لمعاوية بن أبي سفيان على ما يرويه أهل الأخبار. 
 
فقد رُوى أن الرسول أمر معاوية بإنزال "وائل بن حجر" الحضرمى منزلًا بالحرة، فمشى معه ووائل راكب وكان النهار حارًّا شديد الحرارة، فقال له معاوية: ألق إلىّ نعلك، قال: لا، إنى لم أكن لألبسها وقد لبستها.
 قال: فأردفنى، قال: لست من أرداف الملوك، قال: إن الرمضاء قد أحرقت قدمى، قال: لا يبلغ أهل اليمن أن سوقة لبس نعل ملك، ولكن إن شئت قصرت عليك ناقتى فسرت فى ظلها. فأتى معاوية النبي، فأنبأه فقال: "إن فيه لعُبَيَّة من عُبَيَّة الجاهلية".
و"العبية" الكبر والفخر، "وعبية الجاهلية: نخوتها، وفى الحديث: إن الله وضع عنكم عبية الجاهلية، وتعظمها بآبائها، يعنى الكبر"، وقد وصفت "قريش" ونعتت بتكبرها حتى قيل: "هذه عبية قريش"، ونجد فى القرآن الكريم إشارات إلى عبية زعماء قريش وفخرهم على غيرهم بالآباء وبالأحساب وبأمور لا تستوجب فخر مفاحر، لأنها لا تتناول عمل إنسان ليحمد أو ليذم عليه، وقد ذمها الإسلام ونهى المسلمين عن عبية الجاهلية.
 
ونظرًا إلى ما للبداوة من فقر وقساوة وغلظ فى المعاش، ومن ضيق أفق فى المدارك وقصر نظر في شئون هذا العالم الخارجي وفي فهم الحياة - نظر العربي إلى الأعرابي نظرة استجهال وازدراء، ونظر إلى نفسه نظرة فيها علو واستعلاء، فورد أن الأعرابى إذا قيل له: يا عربي، فرح بذلك وهش له، والعربى إذا قيل له: يا أعرابى! غضب له، لما بين الحياتين من فروق وتضاد، فقد جبلت البادية أبناءها على أن يكونوا غرباء عن العالم الحضر وعن عقلية أهل القرى والمدن، متغطرسين مغرورين على فقرهم وفقر من يحيط بهم، فخورين بأنفسهم إلى حد الزهو والإعجاب والخروج عن الحد، فكانوا إذا تكلموا رفعوا أصواتهم، وظهرت الخشونة في كلماتهم، وإذا تعاملوا مع غيرهم ظهر الحذر عليهم، خشية الغدر بهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

بيان نارى من رابطة الحكام الإسبانية ضد ريال مدريد

اتحاد الكرة يعلن انتهاء النزاع مع فيتوريا داخل المحكمة الرياضية الدولية

تجدد الخلافات بين شيرين عبد الوهاب وشقيقها والعودة إلى ساحات القضاء

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة


الخارجية تتابع حادث غرق مركب بالقرب من جزيرة كريت على متنها مصريين

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

يوسف بلعمرى يرفض عرضاً من الوداد المغربى تمهيداً للانتقال إلى الأهلى


كل ما تريد معرفته عن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. 7 بنود تغير شكل القطاع

قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع

تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

برشلونة يشيد بموهبة حمزة عبد الكريم: نجم واعد للمستقبل

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى