المرضعة.. مهنة قديمة أصلها فرعونى وانتشار الأمراض سبب اختفائها

تمثال فرعونى
تمثال فرعونى
كتب محمد عبد الرحمن

لعل مهنة المرضعة واحدة من أقدم المهن فى التاريخ وكانت المرضعة تقوم بإرضاع الأطفال لنساء أخريات، وتعمل المرضعات عندما تكون الأم غير قادرة أو تختار عدم إرضاع الطفل بنفسها، وأطفال المرضعة يُعرفون باسم "الأخوة فى الرضاعة"، وهى المهنة التى اختفت بفعل الزمان والتطور العلمى الذى سهل على الأم استخدام بعض الألبان المصنعة واللائقة طبيا لاستخدام الطفل.

وكانت المرضعة أو كما عرفت بالمصرية القديمة (منعت) أحد أهم الأعمال التى شغلتها المرأة فى مصر القديمة، حيث كانت الرضاعة الطبيعية من أهم الأشياء التى حرص المصرى القديم عليها سواء كانت بواسطة الأم أو المرضعات، وكما جاء فى كتابات الحكيم فتاح محب: "إن الإله سخر لك أمًا كابدت كل مشقة حين حملتك وولدتك وأرضعتك.."، التمثال التالى يُرجح أنه كان لإناء يجمع فيه لبن ارضاعة على هيئة امرأة جاثية وخلف ظهرها طفل وليد، محفوظ بالمتحف البريطانى.

المرضعة
 
ومهنة المرضعة هى المهنة ذات الأصول التاريخية بالنسبة للعرب والمسلمين، خاصة أن النبى محمد "ص" توفيت أمه وهو صغير، وتولى أمره جدّه عبد المطلب، الذى اعتنى به وشمله بعطفه واهتمامه، وكانت أول من أرضعته ثويبة أَمَة عمه أبى لهب، فمن حديث زينب ابنة أبى سلمة أن أم حبيبة، ومن مرضعاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية من بنى سعد، شأنه شأن سادات قريش، يرضعون أولادهم في البوادي ليقووا أجساما ، ويفصحوا لسانا .

وبحسب عدد من الباحثين، كانت فكرة الرضاعة الطبيعية نفسها تعتبر شائعة؛ وشائعة جداً لدرجة أن تقوم بها الأسر الملكية، حتى فى المجتمعات القديمة حيث كان يتم توظيف مرضعة من قبل الأسر الحاكمة لترضع أطفالهم، كانت هناك محاولات فى القرن الخامس عشر لاستخدام حليب الأبقار والأغنام كبديل للرضاعة الطبيعية؛ لكن هذه المحاولات لم تنجح، وفي القرن الثامن عشر قُدم خليط الدقيق أو الحبوب مع المرق على أنه بديل للرضاعة الطبيعية ولكن هذا أيضًا لم ينجح، حتى منتصف القرن التاسع عشر حين ظهر الحليب الصناعى المطور وأصبح بديلًا عن المرضعة وعن الرضاعة الطبيعية.

مرضعة توت
 
وفى بدايات القرن العشرين أصبح ينظر إلى الرضاعة الطبيعية بصورة سلبية، حيث كانت تعتبر ممارسة متدنية الطبقة وغير حضارية، ولهذا تزايد استخدام الحليب الصناعى وتسارعت وتيرته بعد الحرب العالمية الثانية.

وذهبت الكاتبة عبير إبراهيم قمرة فى كتابها "المرأة والمدينة الكوزموبوليتانية.. تاريخ الجندرية في المجتمع السكندرى"، أن من أسباب اختفاء مهنة المرضعة أيضا، أنه مع تغير شكل المجتمع التقليدى القديم وسيادة مفاهيم ترتبط بتحديث المجتمع أصبحت المهنة غير ملائمة ومنتقدة، حيث سادت الدعوة إلى اهتمام المرأة بأولادها فرأت ملك حفنى ناصف فى خطبتها عن "المقارنة بين المرأة المصرية والغربية" أن المرأة الغربية مسئولة عن أطفالها وعن تربيتهم وأن النساء العاملات الفقيرات هن من يتركن أطفالهن للمراضع والمربيات أما فى المجتمع المصرى فكان الغنى أو ادعاء الغنى هو الذى يجعل الأسر تستخدم المرضعات.

مرضعات
 
كما اعتبرت المرضعة سببا رئيسيا فى انتشار الأمراض ونقلها للأطفال، فمع انتشار مرض الكوليرا سنة 1903، فى مدينة الإسكندرية، طرح مراسل جريدة الأهرام حينها استنكارا لأن يكون من بين المصابن أطفال وتساءل عن كيفية انتقال المرض إليهم بدون أن يكون آباؤهم مرضى، وانتقد بشدة ترك الأمهات وظائفهم للمراضع والخادمات ورجح أن يكون هذا سبب مرضى الأطفال لأن تلك المرضعات يأتين من بيئة غير نظيفة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

البرلمان الليبى: شرعية الدبيبة سقطت منذ سنوات ونعمل على تشكيل حكومة جديدة

أفكار ضد الرصاص.. عادل إمام بين زعامة الفن ومعركة الوعي

محمود ناجى حكما لمباراة الأهلى والبنك غدا فى بطولة الدورى

محامى أسرة العندليب: مستعدين تقديم خطابها لأى جهة لفحصها وبيان صحتها


محمد صلاح يفتح أبواب ليفربول أمام دي بروين

اليوم السابع يحتفى بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام الـ85 بملف خاص

إعلام عبرى عن مسئولين بجيش الاحتلال: ترامب بدأ يتخذ خطوات تضر بإسرائيل وتعزلها

خارجية أمريكا: إدارة الولايات المتحدة تركز على وقف حرب غزة وتحسين المعيشة

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها


أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

فوتوسيشن أهالى الغربية.. الممشى السياحى لمنطقة السيد البدوى قبلة الأهالى للتنزة والتصوير.. على الطراز الإسلامى بطول 300 متر.. الأهالى: المنطقة من أهم المناطق السياحية التى يقصدها الجميع.. صور

البنك المركزى يعلن عن وظائف جديدة.. اعرف التفاصيل

نشاط للرياضات البحرية بشواطئ الغردقة تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة.. الكايت سيرف تجذب سياح العالم لشواطئ البحر الأحمر .. عشاقها يترقبون الرياح العالية والموج القوى لخوض مغامرتهم المفضلة.. صور

حبس مقاول 4 أيام بتهمة حيازة سلاح نارى بدون ترخيص فى المعصرة

ترامب: "لا أعرف إن كان نتنياهو راغبا فى التوقيع على صفقة رهائن أم لا"

الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة طرفها محامى

خلايا نحل لإنهاء العمل بممشى أهل مصر ببنها.. محافظ القليوبية: سيمنح رؤية جديدة لكورنيش النيل بصورة لم نعهدها من قبل.. وزيادة المساحات المفتوحة للتنزه.. والانتهاء من تدبيش مساحة 450 مترا تمهيداً لبدء الأعمال

الطقس غدا.. ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 40 وأسوان 47 درجة

بحصيلة تجاوزت الـ3 تريليونات دولار.. الرئيس الأمريكى ينهى جولة الـ4 أيام للخليج.. تعزيز حضور أمريكا بالمنطقة والحفاظ على مصالح واشنطن أبرز الأهداف السياسية للجولة.. ترامب من أبوظبى: غزة تتضور جوعًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى