قرأت لك .. "داعش بعد البغدادى" هل يوجد صراع داخل التنظيم الإرهابى؟

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نعرف جميعا أن تنظيم داعش الإرهابى واحدا من أشهر الكيانات الإرهابية التى ظهرت فى السنوات الأخيرة، وقد صنعت خرابا كبيرا فى كثير من الدول التى دخلته، وقد ناقشته العديد من الكتب، وقد كان مقتل قائده "أبو بكر البغدادي" فى أكتوبر من عام 2019 تحولا مهما فى التنظيم، الذى بدأ فى الانحسار، ومن الكتب التى ناقشت مستقبل التنظيم بعد هذه الأحداث كتاب "داعش بعد البغدادى" الصادر عن مركز المسبار.
 
داعش
 
ويتعرض  الكتاب للتطورات والتحولات الأيديولوجية التى مر بها تنظيم داعش الإرهابى، وتأثيرها فى تماسكه التنظيمى، خصوصاً بعد مقتل زعيمه السابق أبى بكر البغدادى، وقدمت الدراسات قراءات جديدة فى فهم التنظيم، بالتركيز على محتوى السجالات العنيفة الجارية داخله، وتحليل جذورها العميقة، وأثرها فى هيكليته، وأجرت مقارنة بين استراتيجيات التعامل مع خطره وامتداداتها على المدى المتوسط.
 
ناقش الكتاب المخاض الأيديولوجى العسير الذى مرّ به التنظيم، فى تكوّنه الأول بين فكر سيد قطب ونظريات تنظيم القاعدة، ثم تشكل تيارات جديدة داخله، تتنافس فيما بينها فى التطرف والتكفير، ولقد حاول "الإداريون" فى التنظيم التحكم به، عبر قتل أكثر من ألف متطرفٍ من المنتمين إليه! ولا تزال تداعيات هذه المواجهات الداخلية مستمرة، وقد درسها الكتاب مستحضراً أبعادها بما فيها احتمال بزوغ جماعات جديدة تنتهج فكراً إرهابياً أكثر تطرفاً، تطوى صفحة "داعش" لتبدأ حقبة جديدة فى تاريخ الإرهاب.
 
فى ضوء تصاعد السجالات التكفيرية داخل التنظيم قبل مقتل زعيمه واستمرارها بعده، خرج المنظِّرون الإرهابيون بخلاصات أشد عنفاً، مما آلت إليه الأيديولوجية السابقة أو القديمة، فاعتبروا التكفير أصلاً من أصول الدين، ونادوا بعدم العذر بالجهل، واعتبار قيام الحجة من مسائل الفطرة والعقل، ومسائل أخرى أشد عنفاً تتجه به أكثر فأكثر نحو الراديكالية، لا سيما أن ثمة صراعات حادة داخله على مستوى "الفكر الجهادى الحركى"، قد تكون الأعقد منذ تأسيس نواته الأولى مع "جماعة التوحيد والجهاد" عام 2003. 
 
وبيَّنت إحدى الدراسات تأثير التيارات المتصارعة فى داعش ودرست احتمالات امتدادها، وذلك فى ظل الإرباك الذى أصاب الوسط الجهادى عقب مقتل البغدادى، مما يشى بهشاشة التنظيم، ويسقط مقولة صلابته الأيديولوجية، وهذا سوف يثير الجدل من جديد بين الباحثين فى الظاهرة الإسلاموية حول نتائج تشظى التيار الحركى الجهادى، ومآلاته الأشد عنفاً، وقدرته على تجاوز الأزمات وامتصاص الضربات النوعية.
 
وسعى الكتاب إلى الإجابة عن سؤال أساسى: كيف انتقل داعش من الخلافة المكانية إلى العنقودية؟ فرضت خسارة التنظيم لـ"دولته المزعومة" تغيير رؤيته الاستراتيجية على مستوى المواجهة والتمدد والتشظى إلى خلايا أشد عنفاً، إذ شكلت الخلافة المحكومة بمركزية مفرطة، وما تقتضيه من شروط ومتطلبات، عبئاً عليه، لذلك – وكما تبين إحدى الدراسات – صار التحول الاستراتيجى الذى عرفه داعش، وانتقاله من الخلافة المكانية إلى الانشطارية والشبكية، تحولاً حتمياً أملته المتغيرات الجديدة.
 
ويرى محلِّلون أنه لا يمكن تمييز الاستراتيجية الأمريكية فى التعامل مع "الظاهرة الإرهابية" عن تلك المتبعة مع تنظيم داعش، توقف الكتاب عند الكيفية التى تعاطت بها واشنطن مع الحركات الإرهابية منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 وحتى مقتل البغدادى، فحاول تبيان نقاط التشابك والاختلاف، وطرح مجموعة من الفرضيات عكستها التطورات الميدانية أواخر عام 2019 وبدايات عام 2020، من ضمنها سيناريو متوقع لولادة بؤر داعشية جديدة، أو فورة فى التنظيمات الإرهابية على خط التصدعات الإقليمية والتوترات الأمنية والسياسية، كما هو الحال فى الأنموذج الليبى والسورى والصومالى، مع إمكان عودة "داعش" إلى العراق بهدف تكثيف نشاطه هناك، والإفادة من هشاشة الدولة العراقية والصراع الأمريكى – الإيرانى فى البلاد.
 
عرض الكتاب لشهادات ممن عاشوا فى الأراضى التى استولى عليها داعش فى العراق وسوريا، وكشف عن الفظائع والظلم والعدوان الذى ارتكبته عناصر التنظيم عبر تجارب شخصية لنساء ورجال، انضووا تحت لواء "دولة الخلافة" والتى كثرت بعد سقوطها، كما تحقق من الأسئلة الآتية: هل إعلام داعش غيَّر استراتيجيته وجدد طرق ترويجها على وسائل التواصل الاجتماعى بعد مقتل البغدادى، أم فقط عدّل من آليات اشتغالها وأعاد ترتيب أولويات خطابها؟ ما واقع الآلة الحربية الإعلامية لتنظيم الدولة؟ وما حجم تأثير الهزائم العسكرية على خطه التحريرى؟ وهل تغيرت أساليب الترويج فى العالم الافتراضى بعد سقوط خلافته وموت زعيمه؟
 
وأخيراً، أُجريت قراءة فى كتاب "داعش… التتمة" للأستاذ فى العلوم السياسية الفرنسى سيباستيان بوسوا، ناقش فيه المخاطر الناجمة عن المقاتلين العائدين من صفوف التنظيم بعد انهيار دولته، وما يشكلونه من تهديد أمنى للدول الأوروبية والعربية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى يصل مطار نيوم بالسعودية والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

بيان مشترك: دول غربية وآسيوية تحث إسرائيل على فتح غزة أمام الإعلام المستقل

الأعلى للإعلام يمنع مصطفى يونس من الظهور الإعلامي 3 أشهر فى شكوى الأهلى

البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج تتصدى للمخربين.. أمن البعثة المصرية فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من أنصار الإرهابية.. حماية البعثات والقنصلية مسئولية الدول المضيفة.. وعناصر الأمن لهم حق التصدى لأى اعتداء

تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح


جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

بين الخيانة ورسائل الكراهية.. خلاف ألبانيز ونتنياهو يتحول لـ"إهانات شخصية"

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

علشان تختار لولادك صح.. الفروق بين نظام البكالوريا والثانوية العامة


القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

تظاهرات فى غزة تدعو لوقف العدوان الإسرائيلى ورفض التهجير.. فيديو وصور

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

تشغيل خدمة جديدة تعمل اليوم بالسكة الحديد.. تفاصيل

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

عرض كويتى جديد لاستضافة السوبر الرباعى المصرى

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

نسرين طافش تكشف عن مشروع بودكاست جديد في مجال التنمية الذاتية

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى