لوحات فنية وموكب الطاعون.. كيف واجهت البشرية الأوبئة الفتاكة بالفنون؟

الطاعون - أرشيفية
الطاعون - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن
الفن منذ البدايات الأولى للبشرية استطاع وحده أن يوثق اليوميات والانتصارات البسيطة، والصراعات البشرية، كيف كانت أفراح البشر وكيف كانت أحزانهم، كيف عاشوا وكيف لم تهزمهم الأوبئة، ويتضح من آثار رسومات الكهوف والرسوم الصخرية علاقة الفنون بأنواعه بتوثيق الانتصارات والأزمات والأحداث الكبرى عبر العصور فى الحضارات الإنسانية.
 
وعلى مدار التاريخ الإنسانى كان الوباء حاضرا فى مواجهة الحياة البشرية، وحصد الكثير من أرواح البشر، لكن الإنسان واجهه بكل الطرق، بالعلاج وبالفن أيضا، وكان للأخير حضورا قويا فى أوقات الأزمات، وأثبت على مدار التاريخ أنه علاج الروح، وأنه خير صديق للإنسان فى مواجهة الأزمات، آخرها كانت مواجهة الإيطاليين للوباء بالغناء والعزف فى الشرفات، وهو ما قلده المصريون أيضا، خلال أزمة تفشى فيروس كورونا الأخيرة.
 
ومن الأمثلة التى واجه فيها الإنسان الأوبئة مثل الطواعين والكوليرا، بالفن والموسيقى، وجسدها فى اللوحات الفنية:
 
فى إيطاليا خلال العصور الوسطى، وقبل انتشار عدوى الطاعون، كان هناك ما يسمى بـ"موكب الطاعون" مشهدًا متكرراً في شوارع أوروبا، حيث قامت مدن بأكملها بالمسيرات الطويلة، مصحوبة بغناء وصلوات وأيقونات للقديسين المحليين، مع دعوات مكتوبة لتشجيع الناس للمشاركة.
 
m
 
وعندما اقترب الطاعون من إنجلترا، اختار هنرى الثامن عازف الأورجن كواحد من الرجال الخمسة الذين عزلهم معه، يصف أيضاً بوكامسيو فى رائعته الأشهر عن وباء الطاعون "ديكاميرون"، دائرة من الأرستقراطيين الإيطاليين الذين يتوارون عن الظهور على الملأ، منعكفين لأيام لممارسة الجنس والموسيقى والشرب.
 
gfhh
 
وكما كتب الدكتور كريس ماكلين، أستاذ الموسيقولوجيا السابق فى جامعة ميرسر وهو مرجعية معرفية عن ممارسة الموسيقى فى أزمنة الطاعون، كتب فى منشور له، أن المؤلف "جيوم دى ماشو" فى القرن الرابع عشر كان منزعجًا بشدة من الموت الأسود (الطاعون)، ولكن لم يشر إليه فى أى من مؤلفاته، لماذا؟ كتب "لأن الموسيقى علم يدعو إلى الضحك والغناء والرقص"، "إنها لا تهتم بالكآبة، ولا للرجل الكئيب".
 
لوحة الكوليرا الوباء الأسود
 
كما رسم الفنان البلجيكى "انتوان وارتز" لوحة الكوليرا الوباء الأسود الذى انتشر في أوروبا عام 1845 الذى كانوا يدفنون المرضى قبل وفاتهم بفترات، ويظهر فى اللوحة شخص يخرج يده من تابوته مثبتا بفزع بقائه على قيد الحياة.
 
وقام رئيس أساقفة ميلانو، كارلو بوروميو، خلال موجة أخرى من تفشى الطاعون فى القرن السادس عشر، بدعوة المرضى والمواطنين الموجودين قيد الحجر الصحى إلى مشاهدة مراسم القداس من نوافذ منازلهم، ويقول المؤرخ الطبى كارل هاينز ليفين: "نرى اليوم صورا من إيطاليا يظهر فيها مواطنون يرددون الأغانى من شرفات منازلهم".

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حار نار نهارا متعدل ليلا.. حالة الطقس اليوم الخميس 15 مايو 2025 فى مصر

وزير الرياضة يؤازر منتخب الشباب قبل مواجهة المغرب فى نصف نهائى أمم أفريقيا

أوسيمين يقود غلطة سراي للتتويج بكأس تركيا على حساب طرابزون سبور

تفاصيل التحقيقات مع 3 متهمين بغسل 280 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة

وفاة عبد الله محمد بطل مصر فى التجديف والاتحاد ينعيه.. صور


تطورات ملف تجديدد عقد رامي ربيعة مع الأهلي وطلبات اللاعب

1000 وظيفة فى الإمارات ورواتب تصل إلى 4000 درهم شهريا.. رابط التقديم

عاجل.. موجة شديدة الحرارة الجمعة والسبت والعظمى بالقاهرة تصل 40 درجة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف الكبير خلال 24 ساعة

موعد وصول حسام البدري وباقي الرياضيين المصريين من ليبيا الليلة


أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

علاقة رمضان صبحى بالطالب المقبوض عليه في امتحان المعاهد التعليمية

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

إحالة محصل غاز قتل مسنة فى الغربية للمفتى و11 يونيو للنطق بالحكم

البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

بعد زلزال كريت.. تقرير لمعهد الفلك يكشف أسباب الهزات الأرضية.. التقرير يوضح كيفية قياس قوة الزلزال وتحديد شدته.. يستعرض أكبر الزلازل قوة فى التاريخ.. ويؤكد: لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها فى العالم حتى الآن

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى