منبوذون ويخاف الناس من العدوى .. تعرف على حال أطباء الأوبئة فى العصور الوسطى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

المؤكد أن "الجيش الأبيض" من الطواقم الطبية، يقوم بمجهودات ضخمة فى الوقت الحالى، تصل إلى حد التضحية بحياتهم من أجل علاج المرضى وإنقاذ المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" من الموت الذى أصبح يهدد الجميع الآن بعد تفشى الجائحة عالميا.

 

يواجه الأطباء، الآن، أزمة فى كثرة عدد المرضى، وتحاول الحكومات من جانبها توفير كافة الاحتياجات الطبية للفرق الطبية فى حربها ضد الفيروس القاتل، وبالنظر إلى الوضع الحالى للأزمة الصحية العالمية، نتساءل عن وضع الأطباء فى المجتمعات القديمة، وكيف عانوا فى وظائفهم خلال معالجة الطواعين، ليثبت لنا التاريخ أن الحقيقة الثابتة هى أن الطبيعة البشرية لا تتغير، وأنه يمكننا توقع تصرف البشر بنفس الطريقة التى تصرف بها أسلافهم عندما مروا بنفس التجارب والأحداث.

 

وبحسب "جاكى روزينيك" فى مقال بموقع "doctorsreview" أن صورة الطبيب خلال عصور الطاعون كانت سيئة السمعة خاصة فى العصور الوسطى كما كانت مخيف للعامة، وغالباً ما كان أطباء الطاعون يفتقرون للتدريب الطبى وكان يشار إليهم فى فرنسا وهولندا بلقب "المجربون"، وفى إحدى الحالات، كان أحد أطباء الطاعون بائعا للفاكهة قبل أن يعمل طبيبا.

 

وكان الأطباء خلال تلك الفترة يعالجون مرضى الطاعون بموجب العهد على أنفسهم وكانوا يُعرفون باسم "أطباء المجتمع" أو "أطباء البلديات"، فى حين أن "الأطباء العاديين" كانوا أطباء مستقلين وقد يتواجد كلا النوعين من الأطباء فى نفس المدينة أو البلدة فى نفس الوقت.

ومن المفترض أن المهمة الرئيسية لأطباء الطاعون هى المساعدة فى علاج ضحايا الطاعون، لكن فى الواقع كانت هناك واجبات أكبر من المهام الطبية كانوا يقومون بها،  مثل إحصاء عدد الضحايا وتسجيل الوفيات فى دفاتر السجلات.

كما طلب من أطباء الطاعون أحيانًا المشاركة فى تشريح الجثث، وغالبًا ما يُطلب منهم الإدلاء بشهادة وشهاد الوصايا وغيرها من الوثائق المهمة للموتى.

وليس من المستغرب أن العديد من الأشخاص غير النزيهة استفادت من العائلات الثكلى، حيث أعطوهم أملا زائفا فى العلاج وفرض رسوم إضافية (على الرغم من أنه كان من المفترض أن تدفع لهم الحكومة وليس مرضاهم).

وفى بعض الأحيان كان يواجه بعض رجال الخدمات الصحية مواقف عصيبة، بغض النظر عن نواياهم، حيث كان يتم أطباء الطاعون على أنهم أغنياء، فيتم اختطاف بعضهم واحتجازهم مقابل فدية.

ووفقا لدراسة نشرت بمجلة تاريخ الطب والعلوم عام 1965، كانت المدن التى تعانى من هذا الوباء تقوم بتعيين ذلك النوع من الأطباء لعلاج أهل المدينة مجاناً (وإن كان بعضهم كان يطلب أموال إضافية من الأغنياء)، لم يكن أطباء الطاعون ذوى خبرة، وكثير منهم لم يكن طبيباً من الأساس، ففى أحسن الأحوال يكون طبيب حديث العمل ويعمل تحت التدريب، وذلك لرفض الأطباء ذوى الخبرة التعرض لخطر العدوى، خاصةً أن كان فى أغلب الأوقات يستحيل علاج هذا المرض، فكان أطباء الطاعون يستخدمون طرق علاج غير علمية، ولكن كانت مهمتهم الحقيقية هى حصر أعداد المصابين والمتوفين من الطاعون بكل مدينة.

كان أطباء الطاعون منبوذين من المجتمع، نظراً لخوف الناس من خطر العدوى منهم، وكان بالفعل الكثير منهم يصاب بالمرض أثناء علاج المصابين ويتم وضعهم فى الحجر الصحى فوراً، لذلك كان يرتدى أطباء الطاعون زيا معينا ظناً منهم أنه كان يحميهم من العدوى.

 

والخدمات العلاجية لم تكن وظيفة الأطباء فقط فى عصر الطاعون خلال العصور الوسطى، حيث خدم الأطباء كموظفين حكوميين فى زمن الأوبئة بدءا من جائحة الموت الأسود فى أوروبا فى القرن الرابع عشر، وكان من ضمن مهامهم الرئيسية، إلى جانب رعاية ضحايا الطاعون، هى تسجيل الوفيات بسبب الطاعون فى السجلات العامة، فى بعض المدن الأوروبية مثل فلورنسا وبيروجيا، طلب من الأطباء الطاعون إجراء عمليات التشريح للمساعدة فى تحديد سبب الوفاة وكيف لعب الطاعون دوراً فيها.

وأصبح أطباء الطاعون شهودًا على العديد من الوصايا فى تلك الأوقات، كما قدم أطباء الطاعون نصائح لمرضاهم حول سلوكهم قبل الوفاة، واختلفت هذه النصيحة تبعا للمريض، وأصبحت العلاقة بين الطبيب والمريض بعد العصور الوسطى محكومة بقانون أخلاقى أكثر تعقيدا.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

غزل المحلة يطلب ضم ناصر منسى من الزمالك فى يناير

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات


البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

سيف زاهر: توروب رفض رحيل عابدين وعبد الله.. وهيثم تلقى عرضا من الدورى البرتغالى

اصطدام قطار بسيارة نقل على خط مطروح بدون إصابات وخروج عربة عن القضبان

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق


طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

أحمد السقا عن فيلم الست: منى زكى عظيمة ومحدش يجرؤ يجى جنبها.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى