"مبدعون من وحى الطبيعة".. "فضل المولى" أقدم صانع حرف يدوية فى النوبة.. يرفع شعار "مشغولات قبل الاندثار".. ويؤكد: استخدم خامات لا قيمة لها عند المزارعين.. مثلت مصر بمعرض دبى لمدة 4 شهور.. صور

تساعد الطبيعة على إفراز المواهب وصناعة الإبداع وخلق الابتكار، ولاشك أن أسوان من محافظات مصر البيئية الساحرة التى تتمتع بجمال المناظر الخلابة لنهر النيل الصافى ورمال الجبال الصفراء والصخور الجرانيتية الفريدة والزراعات الخضراء ومشاهد ربانية أخرى حباها الله بها.

الزميل عبد الله صلاح وفضل المولى على عبد الله

ووسط هذه الطبيعة نشأ العم "فضل المولى على عبد الله"، الذى يبلغ من العمر 71 سنة الآن، ونبغت مهارته وفنه فى صناعة المشغولات اليدوية التى تعكس الطبيعة النوبية التى عاش فيها قديماً قبل بناء السد العالى، وواصل الإبداع بعد التهجير فى قرية أدندان بمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان.

تحدث "فضل المولى" داخل معرضه بقرية أدندان بأسوان، قائلاً لـ"اليوم السابع": انتمى إلى ثلاث قرى نوبية، والدى كان من قرية أبو هور، ووالدتى كانت من قرية قرشة، وعشتُ بقرية أدندان، وتزوجت ولدى 5 أولاد، 3 منهم ذكور واثنان إناث.

وعن بداية مهنته فى صناعة المشغولات اليدوية البيئية، قال الفنان النوبى: توارثت هذه المهنة عن والدى ووالدتى أيضاً، واللذان كانا يصنعان الحرف اليدوية كعادة أهل النوبة قديماً، ثم طورت هذه المهنة بعد اعتمادى على التعليم والتحاقى بالتعليم المتوسط "الدبلوم"، ولكن استفدت منه فى جودة التصنيع وضبط المقاسات وغير ذلك، ولا يمكن لأحد الاستفادة من التعليم الفنى إلا إذا كان يحبه ويحب المهنة أو الحرفة التى يعمل بها.

وأضاف فضل المولى، أنه بدأ العمل فى المشغولات اليدوية فى مرحلة مبكرة وكانت خلال دراسته بالابتدائية، ووقتها كانت لديه ميول كبيرة إلى مثل هذه الصناعات اليدوية، والتى كانت قديماً مدرجة ضمن الأنشطة المدرسية تحت مسمى "الأشغال"، بجانب استخدامات "الصلصال" و"الطين" وكذلك الأخشاب التى كانت تصنع منها المراكب النيلية، وكل ذلك خلال المرحلة الابتدائية، ثم تطور الأمر مع تطور مراحل التعليم.

وأشار إلى أن ميوله العملية فى المشغولات اليدوية بدأت فعلياً فى عام 1986 ، ووقتها كان يشارك مجتمعياً بالمعارض التى تقام بالمدارس، والتركيز فى تطوير حرفته زاد خلال تلك الفترة، بعد أن خصص وقتاً أكبر لصناعة عدداً من المشغولات اليدوية، وبدأ صيته يشتهر بين الناس، وكان يعطى حصصاً تعليمية فى المشغولات اليدوية للطلاب داخل المدارس.

وأوضح ابن النوبة، بأنه كان يعتمد على المشغولات التراثية المصرية وخاصة التى تنبع من وحى النوبة مخافة اندثار هذه الأشياء، مثل: المراكب الشراعية والساقية والنخلة وبراد الشاى والموقد والسيوف والخنجر، بالإضافة إلى التراث العربى، مثل صناعة مجسم للكعبة الشريفة على متن مركب فى إشارة رحلات الحج التى كانت عبر البحر.

وتابع، بأن كل صناعاته تعتمد على جميع مشتقات النخيل دون تدخلات خارجية لأى جزء من القطعة التى يصنعها، ورغم أن الخامات التى يعتمد عليها لا قيمة لها عند المزارعين ومعظمهم يتخلصون منها باستثناء اعتماد غلابيتهم على جريد النخيل فقط، إلا أن هذه الخامات يستفاد منها من خلال إعادة تدويرها بشكل يمكن الاستفادة منه، ففى الوقت الذى يتخلصون فيه من: "السباط والعرجون والكرناف" هو يستخدمها فى صناعة مشغولاته اليدوية.

وعلق فضل المولى، قائلاً: فى أحد المعارض التى أقيمت فى النوبة وتحديداً بقرية عنيبة، تحت عنوان "النوبة بين الأصالة والمعاصرة" شاركت بشيئ تراثى نابع عن المجتمع النوبى، فشاركت بالساقية وأعجب القائمون على المؤتمر بالفكرة المنفذة والتى تعتمد على فكرتها كساقية عادية ولكن كل مكوناتها من الطبيعة وقابلة للحركة حتى تعطى إيحاء كأنها ساقية حقيقية وجميع أجزائها خالصة من مخلفات النخيل.

ولفت إلى أن العمل فى المشغولات اليدوية يستغرق وقتاً بحسب القطعة نفسها، فهناك عمل يستغرق بضع ساعات وأخرى 15 يوماً لأن هناك بعض القطع التى تحتاج إلى فنيات وتعقيدات فى التركيب وهناك بعض القطع التى يصنعها لأول مرة تحتاج إلى تصميم ورسم مقاسات فتحتاج إلى وقت أكبر فى صناعتها الأولى ولكن النسخ الأخرى منها لا تحتاج إلى وقت كبير مثلما كان أول مرة، مضيفاً أنه يعتمد على جميع أدوات النجارة من "الأزميل والشاكوش والمنشار" وغير ذلك، ثم يتم استخدام أدوات لاصقة مثل "الغراء" والدهانات التى تعبر عن أصل القطعة المصنوعة .

وأكد فضل المولى، أنه مثل أسوان ومصر فى العديد من المعارض المحلية والدولية وأبرزها محلياً كان معرض "سيوة للتمور" والذى يقام على هامشه معرض للمشغولات اليدوية المتعلقة بالتمور والنخيل، وهناك مشاركات دولية أيضاً، كانت أبرزها المشاركة فى "معرض دبى" بالقرية العالمية ممثلاً عن أسوان ومصر ، وكان تمثيلاً مشرفاً نال إعجاب الكثير خاصة أنهم مرتبطون ارتباط شديد بالنخيل وحبهم لهم عكس إعجابهم بالمشغولات البيئية اليدوية التى يصنعها، لدرجة أن إدارة المهرجان مدت له فترة المشاركة التى وصلت لـ4 أشهر .

وقال "فضل المولى": أنا زملكاوى وصنعت نموذج مصغر لكأس السوبر المصرى وكذلك كأس الكونفدرالية بعد الفوز الزمالك بهما مؤخراً، وأصنع بعض الأشياء المرتبطة بالأحداث فى مصر والعالم، وقريباً سأصنع شيئاً يتعلق بـ"الكورونا".

الحرف اليديوية بالنوبة

فضل المولى على عبد الله أقدم صانع حرف يديوية فى النوبة

فضل المولى على عبد الله

كأس أفريقيا من الحرف اليديوية

من الحرف النوبية