القارئ مصطفى شكرى يكتب: قاتل بلا مقابل

تفجير إرهابى
تفجير إرهابى

لم أعد أتحمل بعد الآن فأنا أتخيل هذا الوغد الأبله حينما أطلق النار علي أحد المسالمين في الشارع وأودي ذلك بحياة الكثيرين؛ أكان الأمر هينا حينها حينما أمسكت بسلاحك اللعين وقتلتهم بدم بارد.

 

 فكيف لك أن تصيب أحدهم وتضغط علي الزناد وتطلق الرصاص العشوائي عليهم وهم أبرياء؟ ألم تتخيل أحدهم يتوسل إليك بعدم قتله والآخر كانت عيناه تفيض بدموع من الخوف والألم على ضياع الانسانية والرحمة وعودة الهمجية البغيضة فهو علي الأرجح لم ينه بعد ما كان ذاهب لأجله وما كان يفكر فيه ويخطط له، وماذا بشأن هذا الجندى الذي أصابته رصاصات الغدر والخيانه فهوت جثته علي الارض متسائلا بأى ذنب قتلت؟ ومن ذا الذى قتلنى هل هو ابن وطنى؟.

أين ذهب عقلك حينها وماذا بشأن قلبك ألا ينبض كسائر الأفئدة.... تأمل معي بعد هذا المشهد العنيف المخيف ولك أن تتخيل كم الهلع والرعب في تلك الصورة المخيفة وهذا الكابوس البغيض الذى أطبق على الجميع في هذا اليوم.

 

 لك أن تتخيل حال ذويهم وكيف يشعرون وكم المعاناة التي يشعرون بها بعد ذلك فلن يتمكنوا من رؤيتهم مجددا فالابنة لن ترى أباها إلى الأبد والأم تفقد فلذة كبدها ويعيشون فى هذا الكابوس الى الأبد. ويبقي السؤال هنا لما تفعل كل هذا أيها القاتل عديم التفكير أيها الأبله المغيب وبدأت أسأل نفسي عشرات بل مئات الأسئلة التي لم أجد لها حل فبدت تلك الأسئلة كالصنبور الذي يتدفق منه الماء، فأنا الآن غير قادر على إجابة هذا الكم من التساؤلات أشعر وكأني عاجز لا أملك سوي محاولة مسح هذا المشهد المتخلف والنظر للأمام وترتيب الأوراق وإعطاء قدر كاف للفكر والمشاركة الانسانية التى تثرى العقول وتفتح القلوب على حب الجميع وتمنى الخير لهم، فنحن جميعا فى نفس القارب ولن نصل بسلام إلى الجانب الآخر إلا بالحب والتعاون والعمل الجاد والتفكير السليم البعيد كل البعد عن الحقد والكره والتفكير المتخلف .

 

 وبعد برهة قبض علي الإرهابي وبلا شك نال أشد عقاب، الإعدام شنقا وكم تمنيت أن يعدم ألف مرة جزاء ما عمله، كم تمنيت أن أسلب أنا روحه وأحرره من جسده الذي لا فائدة منه على الإطلاق، تمنيت أن أري جسده بعيدا عن رأسه. رأسه الخالية من أي معني للرحمة والإنسانية والتسامح، لك أن تتخيل أنه قتل أعز إنسان عندي فأنا الآن أتعذب من فراقه.

رأيت ذلك نصب عيني لقد قتلهم بدم بارد ولم يتردد لحظة واحدة عن ذلك، فما هو المقابل أيها الأبله وما فائدة الرأس التى تحملها فوق جسدك.

الأرهاب و التطرف هما وجهان لعملة واحدة، فأنت أيها الإرهابى البغيض الذى تنظر للعالم بنظرة مليئة بالحقد والكره والفشل وعدم الرضى لا تعرف هذا الشاب ولا تلك المرأة  ولا هذا الجندى الذى اغتلته بجهلك وغبائك، وماذا بشأن تلك الأطفال التي قتلتهم وما ذنب هذا العجوز الهرم الذين أوجدهم حظهم العثر فى هذا الموقف أنك لم تكن تعرفهم علي الإطلاق ولم تتمكن من معرفة هل هم صالحون أم فاسدون، ومع ذلك قتلتهم ومن  أنت حتى تحكم عليهم وماذا عن  الضباط والجنود التى تقوم بالسهر على أمنك وأمانك ويقومون بالدفاع عن الوطن وحراسة حدوده هل ذنبهم أنهم كانوا في خدمة وطنهم؟ وهل من المنطق أن نلجأ إلى العنف مع كل من نختلف معهم فى الرأي؟ أى منطق هذا، إنه منطق الجهلاء والمغيبين عن الواقع الذى نعيشه، هل تعلموا أننا نعيش فى القرن الواحد والعشرين؟ علي أي حال أنت صوبت سلاحك نحو روح خلقها الله ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا، ألا تمثل لك هذه الروح شيء أهى لا قيمة لها؟ بل أنت من هو عديم الفائدة ولكنك لا تعلم لأنك مغيب، فأنا أمثل الكثير عند أسرتي وأقاربي وأصدقائي ووطنى، فأعلم أنها ليست النهاية الأسوأ علي الإطلاق بالنسبة لي، فأنا الآن في منزلة عالية أما أنت فلا تسألني فأنت قاتل بلا عقل بلا أجر في الدنيا ولا الآخرة لقد خسرت كل شىء بلاشك خسرت دنياك ودينك وآخرتك.

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دبلوماسى روسى: نتوقع زيارة ترامب لروسيا قريبا ردا على زيارة بوتين لولاية ألاسكا

شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

فيريرا يرفع شعار المفاجآت قبل مواجهة المقاولون في دوري Nile

ناشئو اليد أمام النرويج فى تحديد مراكز بطولة العالم


"فتح" تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير مروان البرغوثى

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

الأهلى يبحث عن تصحيح المسار الليلة أمام فاركو بالدوري المصري

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

ترامب: الوثائق حول تدخل روسيا فى انتخابات 2016 تدين مسئولى الأمن فى عهد أوباما


عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية فى الضفة الغربية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

الاحتلال الإسرائيلى يشن غارتين على منطقة جزين جنوب لبنان

الزمالك يكشف تطورات إصابة أحمد ربيع قبل مواجهة المقاولون العرب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى