وزير الأوقاف: يجب تحرى الدقة قبل الإعجاب أو مشاركة منشورات مواقع التواصل

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
كتب على عبد الرحمن

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن سورة الحجرات عُنيت بالقيم الأخلاقية والمعاني الإنسانية الراقية، والتي منها: الأدب مع الله تعالى، والأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" .

وتابع وزير الأوقاف:" فلا تقدموا آراءكم ، وأهواءكم، ولا تقدموا شيئًا على ما أمركم به الله تعالى، أو عما نهاكم عنه سبحانه، أو على ما أمركم به الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أو عما نهاكم عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، "وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"، ثم ينتقل الحديث إلى الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فيقول سبحانه :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ"، ورأى الإمام مالك (رحمه الله) رجلًا يرفع صوته عند مسجد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : "يا هذا إن الله تعالى مدح أقوامًا غضُّوا أصواتهم عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: "إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ" ، وذمَّ أقوامًا رفعوا أصواتهم عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" ، وإن حرمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ميتًا كحرمته حيًّا ، وإن الأدب في مسجده كالأدب في مجلسه ،  فمن كان في مسجد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعليه أن يتأدب وكأنه في مجلسه (صلى الله عليه وسلم).

كما بين جمعة خلال برنامج ”في رحاب القرآن الكريم” بعنوان "في رحاب سورة الحجرات": أن سورة الحجرات تلفت أنظارنا إلى أمر مهم حيث يقول الحق سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، وهو أن نتثبت وأن نتحرى ، وأن نتبين فيما ينقل إلينا ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :" كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع"، يقول الإمام النووي (رحمه الله تعالى) :" لأن الإنسان يسمع الكلام المختلط ، فيه الصدق والكذب ، فإن لم يُعمِل عقله ويتحرى و يتثبت ويتبين نقل الكذب فوقع فيه"، ودخل أحد الناس على سيدنا عمر بن عبد العزيز (رحمه الله تعالى) فذكر له عن رجل شيئًا ، فقال له سيدنا عمر بن عبدالعزيز : "يا هذا إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبًا فأنت من أهل هذه الآية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" ، وإن كنت صادقًا فأنت من أهل هذه الآية : "هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" ، وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدًا"، وقد قالوا : من نَمّ لك نَمّ عليك.

احفظ لسانك أيها الإنسان

لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه

كانت تهاب لقاءه الشجعان

وذكر جمعة، أن بعض الناس يظن أن التثبت يكون في الكلام المنقول فقط ، مع أن التعامل مع مواقع التواصل الإلكتروني أشد خطورة ، فعلينا أن نتحرى وأن نتثبت وأن نتبين فلا نقوم بمشاركة منشور ، أو إعجاب به حتى ندقق ونفكر فيه ؛ لأن الكلمة المقروءة والمشيَّرة ربما كانت أوسع مدى من الكلمة المسموعة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ) :" إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا  يهوي بها في النار بُعد الثريا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم ) :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"، وبعض الناس يظن أن الصمت يكون في الكلام فقط ، مع أن الصمت قد يكون عن الكتابة الخاطئة.

وما من كاتب إلا سيبلى

ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بخطك غير شيء

يسرك في القيامة أن تراه

كما أوضح وزير الأوقاف، أن السورة الكريمة نهت وحذرت عن الاستهزاء بالناس ، والسخرية منهم ، يقول سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ" ،  فعلى الإنسان أن يضع غيره مكان نفسه ، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، ويكره لأخيه ما يكره لنفسه ،  "وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ" لا تُنادوا أحدًا بلقب يكرهه ، "بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :  أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال (صلى الله عليه وسلم ) :" إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته" ، أي افتريت وكذبت عليه ، كما روي أنَّ امرأتَيْن صامتا على عهدِ رسولِ اللهُ (صلى الله عليه وسلم) فأجهدهما الجوعُ والعطَشُ من آخرِ النَّهارِ حتَّى كادتا أن تتلَفا ، فبعثتا إلى رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) يستأذِناه في الإفطارِ  فأرسل إليهما قَدَحًا وقال (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) :" قُلْ لهما قِيئا فيه ما أكلتما ، فقاءت إحداهما نصفَه دمًا عبيطًا ولحمًا غريضًا ، وقاءت الأخرَى مثلَ ذلك حتَّى ملأتاه ، فعجِب النَّاسُ من ذلك فقال (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) : "هاتان صامتا عمَّا أحلَّ اللهُ لهما ، وأفطرتا على ما حرَّم اللهُ تعالَى عليهما ، قعدت إحداهما إلى الأخرَى فجعلتا يغتابان النَّاسَ , هذا ما أكلتا من لحومِهم"، يقول تعالى :" أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" .

كما ذكر وزير الأوقاف، الهدف الأسمى من كون الناس شعوبًا وقبائل حيث يقول الله (عز وجل) : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" لا لتتقاتلوا، ولا لتتباغضوا، وإنما ليعرف بعضكم بعضًا.

الناس من جهة التصوير أكفاء

أبوهم آدم والأم حواء

فإن يكن لهم من أصلهم شرف

يفاخرون به فالطين والماء

ويقول شوقي مخاطبا نبينا (صلى الله عليه وسلم) :

فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً

لا سُوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ

اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ

وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ

ويقول سبحانه : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" .

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القاهرة الإخبارية: يوم عاصف يشبه بداية العدوان الإسرائيلي وتصاعد عدد الشهداء

الرئيس السيسى يهنئ رئيس وزراء كندا "مارك كارنى" على فوزه في الانتخابات العامة

كشف جديد في حقول عجيبة للبترول بالصحراء الغربية بإنتاج 2500 برميل يوميا

رود خوليت مهاجماً حسام غالي: عقليته كانت سبب طرده من جميع أندية أوروبا

تعرف على تفاصيل ألبوم الكينج محمد منير


شقيقان يعملان بالجزارة يقتلان شخصا بسبب خلاف على "حساب اللحمة" ببنى سويف

تفاصيل التعاقد مع يانيك فيريرا والجهاز المعاون يضم 5 مساعدين أجانب

تعرف على البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى الجديد للزمالك

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

ضمانات حكومية في تطبيق قانون الإيجار القديم.. لا طرد للمستأجرين.. الالتزام بتوفير بدائل سكنية بعد 7 سنوات بقواعد خاصة تراعي السن.. وتؤكد: "عدم إصدار القانون سيكون له ضرر بالغ علي المستأجر"


حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر

المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

نسرين طافش: الزواج بالشريك الصحيح أعظم النعم على الإطلاق

الرئيس السيسى للمصريين: أشعر بكم وتخفيف الأعباء عن كاهلكم أولوية قصوى للدولة

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

الولايات المتحدة تكمل عقد المتأهلين إلى نصف نهائى الكأس الذهبية.. فيديو

سيسكا موسكو يترقب الإعلان عن مدرب الزمالك قبل طلب حسام عبد المجيد رسميًا

مواعيد مباريات اليوم.. الإنتر ضد فلومينينسي ومان سيتي مع الهلال فى مونديال الأندية

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى