القارئ خالد فؤاد يكتب: مرض العشم

 ورقة وقلم
ورقة وقلم

النهاردة هنتكلم عن موضوع مهم جدا وفِي غاية الخطورة من وجهة نظري المتواضعة. موضوع النهاردة هو (العشم) الكلمة دي أقدر أقول عليها 90٪‏ من الصرعات النفسية والمشاكل الحياتية التي توجه الانسان بسببها، بل والامراض النفسية ليها ارتباط وثيق بالكلمة دي .

 خلينا نقول كلمة عشم مرادف لكلمة رجاء أو حسن ظن أو طلب في علاقة بين طرفين ممكن يكون الطرفين دول بين العبد وربه أو شخصين أو عائلتين أو مجموعتين أو دولتين أي يكن المهم أن ليها طرفين  (المتعشم والمعشوم فيه او المتعشم فيه )

هنا نقدر نمسك طرف الخيط ونبدأ موضوعنا 

  بجملة قالها غاندي بيقول : بعد مراحل متعددة من الأذى، ستدرك أن الهروب من مرحلة العشم بالآخرين، هو أعظم انتصار يمكن أن تحققه لقلبك ) . في واقع الأمر إن من العشم ما قتل كما روي في قصة الملك والفقير (فقير عاش طول حياته نايم ف الشارع ب جلبيه خفيفه ومتحمل البرد وشافه المَلك وقاله انتظرني هدخل القصر وأبعتلك حد من الخدم بغطا يدفيك ويحميك من البرد .. دخل الملك القصر ونسي يبعت للفقير الغطا ! وخرج من قصره لصلاة الفجر لقي الفقير مات .. مات من البرد ! عاش حياته متحملا ومجمدا نفسه لكن لما اتعشم بغطا يدفيه .. جسمه برد وتلج ومات لان العشم لغي قوة تحمله وبقي مستقوي بكلمة غيره والعشم فيها .. " )فيما يلي سوف نستعرض  كيف يمكن ان تنظم العلاقات الاجتماعية بشيء من التوازن .

العلاقات الاجتماعية المستقرة الناجحة سبب من أهم أسباب شعور الإنسان بالسعادة، كما أنها يمكن في أحيان كثيرة أن تثمر نبعا فياضا من الخيرات والمصالح المشتركة، وعلى الرغم من أهمية العلاقات الاجتماعية إلا أن بعضها يمكن أن يتحول إلى مصدر حزن وشقاء وألم وإزعاج للبعض، وقد يعود ذلك لأسباب نكون شركاء في صناعتها، ومن أهم تلك الأسباب:

 

كثرة الاعتماد على الآخرين (أو ما يطلق عليه: العَشم الزائد)، فلكل علاقة مهما قويت قدرة على الاحتمال، وهذا يستدعي أن نحسن مهاراتنا في الاعتماد على أنفسنا، وذلك للتقليل من الآمال التي نبنيها على الآخرين، ومن فوائد ذلك أنه يقلل عَتبنا على الآخرين، كما يقلل خيبة أملنا فيهم.

 

كما يجب ألا نكثر من إعطاء الوعود للآخرين بما يجعلهم يتوقعون منا أشياء لا نستطيع الوفاء بها؛ فقد يتلقف البعض هذه الوعود- ممن ينتظرون التعلق بأي شيء- ويحملونها أكثر مما تحتمل، ويبنون عليها توقعات، ثم تكون العاقبة هي الخيبة التامة، ثم الغضب ممن سبب لهم ذلك.

 

وعلينا أيضا مراعاة ظروف الآخرين وحالاتهم النفسية والمادية حين نناقشهم في أمر، أو نطلب عونهم أو استشارتهم، حتى لا نفاجأ بردود فعل مُستفزة أو مُحبطة، وهذا يعني أن نفهم الأسباب الكامنة وراء سلوك بعض الناس وتصرفاتهم؛ لأن معرفة الدوافع- إذا ما استطعنا وضع اليد عليها- ستكون مِفتاحا جيدا لتفهم بعض تصرفاتهم الغامضة والمتناقضة، ومن ثم حسن التعامل أو تقليل الخلاف معهم.

 

كذلك يجب أن نعلم أن بعض الناس يعرفون كيف يظهرون بمظهر من يوثق به، وهذا يعني أنهم يستطيعون خداعنا بطريقتهم في الكلام والملبس، وهذا يتطلب نوعا ما من الحذر الذي لا يتعجل في منح الثقة لأصناف وأشكال من الناس لم نبصر غور مضمونها وجوهرها بعد، وإذا كان لابد في العلاقة معهم من التعامل في أموال أو أشياء مهمة فلابد من التروي والنظر إلى التصرفات والسلوكيات وتحليلها بموضوعية قبل منحهم ثقة كاملة.

 

علينا أن نبذل بعض الجهد في دعم ذواتنا باتجاه قوة الشخصية، بما يعني ألا أسمح للآخرين أن يستغلوني أو يضيعوا وقتي دون فائدة، وهذا يعني أن تكون واضحا فيما تستطيع فعله، وما لا تستطيعه، وأن تكون قادرا على الرفض أكثر من قدرتك على القبول حياء أو مجاراة لمن حولك، أو خشية أن يتحدثوا عنك بطريقة لا تعجبك، أو يكونوا عنك انطباعا  لا تحبه، فلا تقبل إلا بما تقتنع أنك قادر عليه، وراغب فيه، أو تفرضه عليك نصوص الشرع وأخلاقه، ويتصل بذلك أيضا أن نملك شجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار عند التقصير أو ارتكاب خطأ ما في حق الآخرين.  

اتمني اكون وضحت الفكرة وصغتها بشكل بسيط. والحقيقة أن الكلام يطول في حق العشم. من وجهة نظري العشم دا شيء جميل جدا ويحمل في طياته الكثير والكثير من المعاني الطيبة من الكرم والجود والتراحم والترابط والثقة والإخاء وغيرها من المعاني الجميلة إذا أحسن استخدامه. أما إذا تم استخدامه بشكل سيئ فسوف يتحول الي أذي وطمع واستغلال واهمال وجرح وعدم الاحساس بالمسئولية واستهانة بمشاعر الآخرين وخصوصا القريبين مننا ....

 وسيظل العشم الوحيد الذي لا خذلان فيه هو العشم في الله وكرمه حقا وصدقا ويقينا.

اختم كلامي بهذه الاية (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

تنسيق الجامعات 2025.. استمرار إتاحة التقدم لحجز اختبارات القدرات

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

محمد صلاح يزين التشكيل المثالي لملوك "القدم اليسرى" فى تاريخ البريميرليج

بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة


تعرف على كيفية الاستفادة من السجلات المدنية الذكية

مواعيد مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم قطر 2025

إنبى يواصل التدعيم ويبحث عن مهاجمين أفارقة استعدادا للموسم الجديد

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم السبت


هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

زى النهارده.. هدف بشعار "غزل الملاعب" بين متعب وغالى فى مباراة الأهلى ودجلة

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

رادار المرور يلتقط 1059 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

الاستماع لمالك دبى مول في الشيخ زايد بعد حريق المبنى

والد حامد حمدان يعلق على مفاوضات الزمالك مع نجله: "نصيبك هيصيبك"

أسبوع الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2025-2026 بباريس.. الكحكة وحورية البحر أبرز تسريحات الشعر.. والقلب النابض قلادة أثارت الجدل.. المغنية كادى بي تحمل غراب.. وكيم كارداشيان تظهر بدبابيس برأسها بأغرب إطلالة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى