مستقبل غامض يهدد المنظمات الدولية فى 2020.. كورونا ذريعة واشنطن لتقويض "الصحة العالمية"..دعم المنظمة لنجاح الصين فى احتواء الفيروس وضعها على خط الصراع.. وترامب يواصل عداءه للأمم المتحدة بالانسحاب من منظماتها

ترامب - منظمة الصحة العالمية
ترامب - منظمة الصحة العالمية
بيشوى رمزى

على الرغم من ارتباط كورونا بمستقبل الاتحاد الأوروبى، يبقى الفيروس القاتل أكثر ارتباطا بمنظمات أخرى، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، والتي تعد أحد أبرز المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، باعتبارها المنظمة المعنية بصحة البشر حول العالم، وهو الأمر الذى دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو تحميلها المسئولية بشكل مباشر عن التداعيات المترتبة على انتشار الفيروس القاتل، في العديد من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتي تخطت حاجز المليون مصاب بالفيروس في الآونة الأخيرة.

الموقف الأمريكي المناوئ للمنظمة تجلى بوضوح في التصريحات الأمريكية العدائية، والتي وصلت إلى حد اتهامها مباشرة بالانحياز للصين، بل ووصل الأمر إلى التلويح بحجب التمويل الذى تقدمه الولايات المتحدة لها، في محاولة صريحة إلى تقويضها وإنهاء دورها في المستقبل، خاصة وأن التمويل الأمريكي يمثل الأساس الذى ترتكز عليه أي منظمة دولية، خاصة بين المنظمات التابعة للأمم المتحدة، حيث تقدم واشنطن للمنظمة تمويلا سنويا يتراوح بين 110 و115 مليون دولار، في حين تصل مساهمتها إلى حوالى 500 مليون دولار في إطار المبادرات التي تهدف إلى احتواء أزمات بعينها.

وهنا يصبح القرار الأمريكي بوقف التمويل هو بمثابة كلمة النهاية للمنظمة الدولية، حيث سوف تتوقف كافة برامجها المدعومة من قبل الولايات المتحدة، لاحتواء الأزمات الصحية التي تضرب العديد من دول العالم، وهو ما يعنى تقويض دورها فعليا، وهو الأمر الذى لاقى انتقادات كبيرة من قبل العديد من المتابعين والمحللين، بالإضافة إلى خصوم ترامب السياسيين، وعلى رأسهم أعضاء الحزب الجمهورى، والذين اعتبروا أن مثل هذا القرار "غير قانونى"، ويتعارض مع المصالح الأمريكية، بصورة كبيرة، في ظل الدور القيادى الذى تقوم به واشنطن، وبالتالي يبقى دعمها للمبادرات الصحية والإنسانية جزءً رئيسيا من دورها إذا ما أرادت الاحتفاظ بمكانتها على قمة النظام الدولى.

إلا أن رؤية ترامب تبدو مختلفة إلى حد كبير، في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها النظام الدولى، حيث يبقى الدور الذى تلعبه المنظمات الدولية غير مجدى، في ظل صعود قوى دولية جديدة، صارت تقوم بدور بارز على الساحة العالمية، ربما على حساب الدور الأمريكي نفسه، وعلى رأسها روسيا والصين، وذلك برعاية المنظمات الدولية، بالإضافة إلى التكاليف الكبيرة التي تتكبدها واشنطن جراء ملايين الدولارات التي تقدمها لدعم تلك المنظمات، في الوقت الذى يضع فيه الرئيس الأمريكي الأولوية المطلقة لاستعادة المكانة الاقتصادية لبلاده بعد سنوات من التراجع لصالح قوى أخرى.

الصحة العالمية أهم ضحايا الصراع الأمريكي الصينى
 

وبالتالي أصبحت منظمة الصحة العالمية أحد أهم ضحايا الصراع الأمريكي الصينى، والذى طفا على سطح الساحة الدولية فى السنوات الأخيرة وتحديدا منذ اعتلاء ترامب عرش البيت الأبيض، حيث كان التلويح الأمريكي بسحب التمويل، هو بمثابة عقاب للمنظمة بعدما أشادت بالنجاح المنقطع النظير الذى حققته بكين في احتواء الفيروس القاتل، وهو ما يتعارض مع أهداف ترامب والتي تقوم في الأساس على تشويه صورة الصين، وتحميلها مسئولية الوباء، وهو ما بدا واضحا في تصريحاته المتواترة، والتي وصف فيها كورونا بـ"الفيروس الصينى".

وهنا تتجلى رؤية ترامب للمنظمات الدولية، حيث يبقى بقاء الدعم الأمريكي مرهونا بالدوران الصريح في فلك واشنطن، وبالتالي فإن أى تحرك مخالف من قبل أيا من تلك المنظمات، متعارضا مع المصلحة الأمريكية، وبالتالي فيصبح استمرار الدعم الأمريكي لها مستحيلا، وهو الأمر الذى لا يقتصر على منظمة الصحة العالمية، وإنما امتد إلى قطاع كبير من المنظمات التي طالتها التهديدات الأمريكية خلال فترة ولايته الأولى.

 الانسحاب من منظمة اليونيسكو
 

الموقف الأمريكي من المنظمات الدولية تجلى في الانسحاب من منظمة اليونيسكو، والذى دخل حيز النفاذ في نهاية ديسمبر 2018، بصحبة إسرائيل بسبب ما اعتبرته واشنطن وتل أبيب انحيازا صريحا من قبل المنظمة المسئولة عن الثقافة في العالم ضد الدولة العبرية، كما أنها انسحبت لنفس السبب من المجلس العالمى لحقوق الإنسان، وهما منظمتان تابعتان للأمم المتحدة، والتي أظهر تجاهها ترامب عداءً صريحا منذ حملته الانتخابية في 2016، عندما أكد أنه قد عفا عليها الزمن.

وهنا يمكننا القول بأن كورونا هو بمثابة ذريعة جديدة ليس فقط لتقويض منظمة الصحة العالمية، وإنما لتقليص الدور الذى تلعبه الأمم المتحدة على الساحة الدولية، باعتبارها، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية الحالية، قد عفا عليها الزمن، وهو الأمر الذى يثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كان العالم على موعد مع حقبة جديدة، يتخلى فيها عن الأمم المتحدة، وتقديم صياغة جديدة لمنظمة دولية جديدة يمكنها إضفاء الشرعية للنظام الدولى الجديد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سيراميكا يدخل في مفاوضات قوية مع المحلة لضم التونسي بن حمودة

محمد صلاح ثالث أكثر اللاعبين صناعة للفرص فى 2025 بجميع المسابقات الإنجليزية

الرئيس السيسى يهنئ رئيس وزراء كندا "مارك كارنى" على فوزه في الانتخابات العامة

كشف جديد في حقول عجيبة للبترول بالصحراء الغربية بإنتاج 2500 برميل يوميا

وزير التموين :تخفيض أسعار اللحوم والدواجن 10% بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو


شقيقان يعملان بالجزارة يقتلان شخصا بسبب خلاف على "حساب اللحمة" ببنى سويف

الإعـلان عن قبول دفعة جديدة بالأكاديمية العسكرية المصرية والكليات العسكرية للطلبة من حملة الثانوية العامة والثانوية الأزهرية والشهادات المعادلة وخريجى الجامعات الحكومية والخاصة.. اعرف التخصصات والشروط

تفاصيل التعاقد مع يانيك فيريرا والجهاز المعاون يضم 5 مساعدين أجانب

21 لاعبًا في قائمة الإسماعيلي الأولى استعدادًا للموسم الجديد

حماس تعلن استشهاد أسير في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي


المحكمة الإسرائيلية تستدعى ابن نتنياهو لحصوله على جواز سفر دبلوماسى دون حق

أرقام وألقاب جوني إيفانز مع مانشستر يونايتد خلال 20 عامًا بعد اعتزاله

تعرف على البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى الجديد للزمالك

ليفربول يُكافئ موهبته تري نيوني بعقد طويل الأمد فى عيد ميلاده الـ18

البلجيكى يانيك فيريرا الأقرب لقيادة الزمالك.. ومدرب آخر يعطل التوقيع

محافظ القاهرة يعتمد تنسيق القبول بالثانوى العام بحد أدنى 230 درجة

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر

المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى