ننشر جزءا من "أولاد الناس..ثلاثية المماليك" الفائزة بـ "نجيب محفوظ للرواية"

 ريم بسيونى
ريم بسيونى
كتب أحمد منصور

ينشر"اليوم السابع" جزءا من رواية الكاتبة ريم بسيونى الفائزة بجائزة "نجيب محفوظ للرواية فى مصر والعالم العربى" لعام 2019 / 2020، لأفضل رواية مصرية عن روايتها "أولاد الناس.. ثلاثية المماليك"، التى أعلن عنها المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، والتى تنظمها إدارة المسابقات برئاسة ماجدة رفاعى، والتابعة للإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية برئاسة الدكتور شريف عوض، وتبلغ قيمة جوائزها 75 ألف جنيه لأفضل رواية مصرية، و75 ألف جنيه لأفضل رواية عربية.

الكاتبة ريم بسيونى (2)
الكاتبة ريم بسيونى

ومن الرواية:

"كان قد نذر أنه سيقوم بزيارة قبر والديه وحده، وسيدفن التصميم فى مسجدهما وسيوزع على روحيهما الخبز والسكر، ولن يصطحب أيًا من إخوته، فقد أراد مرة واحدة أن يتقابل مع والديه دون حاجز ودون مفسر للماضي...خطف الأطفال الحلوى من بين أصابعه، وأخرج هو التصميم، واتجه إلى قبر أبيه، جلس أمامه ورفع الأوراق وقال في صوت متأثر: أبي، تتذكر الباب في قصر السلطان؟ لابد أنك تتذكر.

 تكلمنا عنه في زيارتنا للسلطان، كنت فخورًا بي لأنني شجاع، بنيت بابًا أفضل منه آلالف المرات. لا تغضب مني؛ لأنني لم أصبح محاربَا مثلك، ما بنيته يخلد ذكراك ويبقى بعد فناء البشر، ما أسهل فناء البشر، بعد الوباء شعرت بضآلة الإنسان وتفاهته، أريد للأوراق أن تبقى بجانب رأسك دومًا، رسمت لك المسجد، ورسمت لك الباب.

 لا أدرى متى سآتي لأزورك من جديد، ولكنني أريد أن أخبرك كم أحبك، أراك في مخيلتي طويلًا مهابًا ومحاربًا عادلًا، وأسمع عنك كل خير، كنت رجلًا مختلفًا، وجازفت وابتكرت، أتمنى أن أكون مثلك بطريقة ما، تتذكر، انتظرت أعوامًا لتهدي أمي المصحف المرصع بالذهب، تعرف لابد أنك تعرف أن الحروب تذهب هباء لو لم نسجلها ونخلدها بالعمائر، لا وباء يقتل العمائر ولاغدر يغتالها.

غلاف الرواية
غلاف الرواية

أعرف أنك تسمعنى، وأعرف أنك فخور بصرحي، أعدك بأن اسمك سيتردد إلى أبد الآبدين، تستحق هذا؛ فقد كنت رجلًا غير عادي، أحبك، اعذرني إن كنت أعبر عن مشاعري وكأنني لست محاربَا، ولكنها لحظات ربما لا تتكرر.

ظل ساكنَا أمام القبر برهة، ثم اتجه إلى قبر أمه، وقال في رفق: مازلتُ أتذكر تشبثك بي يوم وفاتك، ترى أكنت تخافين عليّ أم تنادين أبي، عيناك كانت ممتلئتين بالحنان دومًا، أمي، أردت أن أحب بكل نفسي، وأحببت هذا الصرح. وانتهيت من البناء والنفس لم تزل تتمنى وتنتظر، لعل سجدات الطالبين داخل المسجد الذي شيدته تغفر الذنوب وتعوض الفقد والحزن، كُتِب علي الحزن على ما يبدو، تفهمين، أنت لابد تعرفين، عيناك تسبران الأغوار وتصلان إلى ما لم يصل إليه غيرك، أمي! قبَّل قبرها في رفق ورحل....كان يزور المسجد بين الحين والآخر، ويجلس بين أركانه يستمع إلى شهقات الحاضرين ويفتخر في صمت.

لبلوغ المراد فناءٌ من نوع خاص، وفجوة الأضلع بعد خروج المارد تعذبه وتَخِزُه من حين إلى آخر، وكان يعرف ويوقن أنه لن يستطيع أن يقوم بإبداع آخر، وأن مأساة المبدع هي انسكاب المارد من داخله، لم يزل معذبًا أحيانًا وراضيًا بعض الوقت، ومنتظرًا الوصول كثيرًا... ولم يتبقَ من السلطان الشاب سوى صرح لم يبنِ مثله أحد من السلاطين، لا دفن فيه ولا رأى نهايته وجماله....ولكنه لم يزل يعطي للمدينة لونًا براقًا زاهدًا وينطق بكلمات كثيرة، ويشهد بأن وسط المؤامرات يأتي الإبداع، وفي رحم الحزن تولد العظم، وبين حنايا القتل تنتشر الحضارات وتترعرع. شاهد المسجد على العمر.

لا أحد يعرف السلطان حسن ولا كيف مات، ولم يعرف العامة اسم المهندس إلا بعد عمر طويل....مسجد الأمير محمد بن عبد الله المحسني الذي دفن فيه مع زوجته وبعض أبنائه وأحفاده هُدم في زلزال القاهرة في بداية القرن العشرين، ولكن بقيت بعض أركانه، وبقى حائط المدفن حيث اسم الأمير وزوجته زينب. كان له زوجة واحدة، ولم يملك أيّ جَوارٍ...أما مسجد السلطان حسن الذي شيَّده وصمَّمه الابن محمد بن بيليك المحسني فلم يزل تحفة فنية في العمارة والبناء، لا يضاهيه مسجد آخر في القاهرة، ولا في كل بلاد المسلمين."

الكاتبة ريم بسيونى (1)
الكاتبة ريم بسيونى

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

منتخب الشباب جاهز لودية المغرب الثانية ونبيه يشيد بالروح القتالية (صور)

أحمد فؤاد سليم: حكيم باشا كان مسلسل "فلتة" بسبب جدية الكتابة والإخراج

مالى تعلن إحباط محاولة لزعزعة استقرار البلاد خُطط لها بدعم من دولة أجنبية

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم


بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

عائلات الأسرى الإسرائيليين: سنشارك فى إضراب الأحد ضد حكومة نتنياهو

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى


قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

شاهد استعدادات الزمالك لمواجهة المقاولون ..فيديو

الإيفواري بولي سيلفستر فرانك يظهر لأول مرة مع وادي دجلة أمام إنبي

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

من الزيتون إلى شبرا روحانية ووحدة.. تجليات ظهور السيدة العذراء فى مصر.. تحقيقات رسمية وإقرار كنسى بالظهور.. دور مهم للجنة الباباوية والمجمع المقدس فى التوثيق.. ومعجزات تعزز الإيمان وتعمق الروح لدى المؤمنين

بعد انتهاء تصويره.. كواليس جديدة من فيلم السادة الأفاضل

مصر ثاني أكثر الجنسيات العربية حضوراً في الدوري الإماراتي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى