القارئ محمد قنديل يكتب: كورونا والتعليم العالى

كورونا
كورونا

رب ضارة نافعة، فقد كشفت أزمة كورونا عن قدرات وطاقات خافية فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى لم تكن مستغلة وإمكانيات فردية عالية لو أحسن استغلالها أتصور أنها سوف تقود الوطن إلى مكان آخر فى مجالات البحث العلمى والتكنولوجيا. لقد وفرت وزارة التعليم العالى إمكانيات التعليم والتعلم عن بعد منذ سنوات، ولكن لم يكن لأحد الرغبة فى أو المحفز على تطوير أساليب التعليم والتعلم واستمر الوضع مثلما ألفينا عليه أباءنا منذ عقود.

جاءت كورونا لترغم الجميع طلابا وأساتذة على استخدام التكنولوجيا فى التعليم والتعلم، ونجحت التجربة نجاحا ثنائيا متميزا - ربما لم يكن متوقعا - من جهة الاساتذة الذين أستطاعوا تقديم مادة علمية جذابة ومن جهة الطلاب الذين أجادوا التعامل واستقبال هذا النوع من التعليم والمشاركة الفعالة Interactive فيه.

ولكى ندفع بالتعليم العالى خطوة أخرى الى الأمام سوف أذكر مجالين محددين فى هذا الشأن أرى لهما الأهمية فى هذا التوقيت:

أولا: الدراسات العليا

من المعروف أن كثيرين ممن يرغبون فى التحضير للدراسات العليا قد لا يجدون الوقت الكافى للانخراط فى الدراسات العليا بالجامعات ربما لانشغالهم فى أعمالهم، أو ربما بين من لا يعملون أصلا ولكن لديهم مسئوليات تعوقهم عنها. هؤلاء يمكن تقديم برامج خاصة لهم عن بعد وعلى التوازى مماثلة لبرامج الطلاب المتفرغين بمصروفات مع تقديم حوافز مادية مجزية للمشاركين فيها من أعضاء هيئة التدريس.

وقد يرى البعض أنه إذا كان هذا الأمر مقبولا وممكنا فى الكليات النظرية فإنه قد يكون صعب التنفيذ فى كليات القطاعين الطبى والهندسى وكليات العلوم والزراعة وغيرها، وهذا مردود عليه، أنه فى استطاعة هذه الكليات تدريس الجزء النظرى ممثلا فى تدريس المحاضرات إلكترونيا عن بعد وتدبير أوقات للتدريب العملى فى غير أوقات تدريب الطلاب المنتظمين.

ولابد هنا من الإشارة إلى أنه قد تم تنفيذ بروفات متعددة ناجحة منذ نحو عام فى كليات الطب المختلفة على الامتحانات الإلكترونية، ولذا فمن باب أولى أن يتم تقديم برامج التعليم الإلكترونى مصاحبة لهذه الامتحانات.

 

ثانيا: الترقيات والبحث العلمى:

النظام الحالى للترقى الذى تحكمه قواعد محددة تتغير شكليا كل 3 سنوات هو نظام مغرق فى المحلية على الرغم من تشجيعه للنشر العلمى فى الدوريات العالمية وأحد مسببات القصور فيه فى تقديرى الشخصى هوعدم وجود عضو واحد أو أكثر من العلماء الأجانب المشهود لهم فى تخصصهم من خارج الجامعات المصرية ضمن اللجان العلمية الدائمة أو على الأقل ضمن لجان المحكمين. لست أدرى ما العائق أمام وجود هؤلاء ضمن هذه اللجان على الرغم من سهولة التواصل عبر البريد الإلكترونى وإرسال الأبحاث لمحكمين من الخارج، وتلقى تقييماتهم ثم دعوتهم لحضور اجتماعات اللجان والمشاركة فى تقييم شباب الباحثين فى مصرعبر أى من برامج الاتصال عبر الإنترنت. إن الزعم بوجود مشاكل مادية تمنع هذا التواصل هو أمر مردود عليه أن هؤلاء العلماء يقومون بتقييم الأبحاث المقدمة للمجلات العلمية مجانا ودون أى مقابل فيما يعرف بال .Peer Review

إن وجود أعداد من العلماء الأجانب فى كافة مجالات التخصص ضمن اللجان الدائمة أو لجان تحكيم أبحاث أعضاء هيئات تدريس الجامعات المصرية المتقدمين للترقى سوف يؤدى قطعا الى تطوير مجالات البحث العلمى، إضافة إلى تحديث فكر الباحثين والعلماء المصريين فضلا عن تطوير أداء السادة أعضاء اللجان العلمية من المصريين وبالقطع سوف يكون المردود على سمعة الجامعات المصرية على المستويين الاقليمى والدولى مردودا طيبا للغاية.

لقد دفعتنا كورونا الى طريق جديد وخلقت لدي الكثيرين منا رغبة حقيقية فى التطوير والتحديث نأمل ألا نضيعها.

 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

مجموعة "متحالفون": قلقون إزاء تدهور الوضع الإنسانى فى السودان

مدفيديف: روسيا ترفض نشر قوات الناتو تحت مسمى قوات حفظ سلام فى أوكرانيا

الأمم المتحدة: هجمات إسرائيل في غزة "تدمير منهجي" وتهجير قسري يهدد المدنيين

إحالة بدرية طلبة إلى مجلس تأديب بقرار من نقابة المهن التمثيلية

وفاة القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو عن 88 عاما بسرطان البنكرياس


هيئة الدواء: وثيقة سحب الأدوية منتهية الصلاحية ملزمة لأطراف المنظومة لحماية المريض.. فترة إضافية 3 أشهر للمصانع والموزعين والمخازن لاستكمال السحب.. وتحميل الصيدلى أى مسئولية بعد انتهاء فترة التسجيل أمر غير صحيح

نتائج مباريات اليوم الأربعاء 20 – 8 – 2025 بالدورى الممتاز

الفلسطينى بدر موسى يتقدم لبتروجت بالهدف الأول على حساب وادى دجلة

التعادل السلبى يحسم الشوط الأول بين غزل المحلة والجونة

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)


أوجو وأحمد جمال يقودان هجوم الجونة أمام غزل المحلة

لامين يامال يكسر رقم فاتي التاريخي في الدوري الإسباني

رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق: احتلال غزة يقود إلى معادلة قاسية

ساعات غامضة لا تعرض الوقت تنتشر بين لاعبى الأهلى.. إيه هي؟!

حكاية دين بقيمة 100 ألف جنيه رفض صديق الفنان طلعت زكريا سدادها

تنسيق الشهادات المعادلة.. التعليم العالى: بدء قبول الطلاب السبت 23 أغسطس

مصدر مقرب من أنغام يكشف آخر مستجدات حالتها الصحية

سيدتان تتهمان 3 أشخاص باحتجازهما والاعتداء عليهما فى بولاق الدكرور

الجيش المالى يعلن مقتل 149 من جنوده على يد مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى