صديقى أسود.. قمة العنصرية

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
ننشغل جميعاً بما يحدث فى العالم من مظاهرات ضد العنصرية، اندلعت على إثر مقتل الأمريكى من أصل أفريقى "جورج فلويد" على يد ضابط أمريكى أبيض، حيث ظل الضابط لأكثر من 8 دقائق واضعاً ركبته على رقبة المواطن بينما الأخير يصرخ بأنه لا يستطيع التنفس.
المهم أن المظاهرات خرجت فى أمريكا وكثير من الدول، منها بريطانيا، رافضة لتاريخ طويل من العنصرية قاد العالم عبر سنوات طويلة وصنع تاريخا للعبودية وللعذاب الذى لا يعلمه إلا الله.
 
أقول هذه عنصرية واضحة قبيحة، لكن يا عزيزى القارئ، هناك نوع من العنصرية أكثر قبحاً نمارسه أيضاً، وذلك عندما نريد أن ننفى عن أنفسنا أننا "عنصريون" فنقول جملا كارثية مثل "أسود ولكننى أعامله جيدا، أسود ولكننى لا أكرهه، أصدقائى بهم الكثير من السود، السود ليسوا سيئين دائما" أو أن نرى صورة تجمع بين إنسان أبيض وإنسان أسود البشرة وتحتها تعليق "أنا لا أهتم باللون" إن مثل هذه الجمل وهذه التعليقات أكثر سخافة وعنصرية من أى شيء، إنها تحتوى درجة من العنصرية الرهيبة، فهذا الاستعلاء تعنى أن الشخص الأبيض يتنازل عن حقوقه فى إهانة غيره وأنه شخص مختلف وأنه كريم لدرجة أنه يعامل الشخص الأسود بشكل جيد.
 
لا أعرف كيف نفكر بهذه الطريقة، كيف لا نتنبه للغة، ونتعامل معها بكونها مجموعة من الحروف، وليس بكونها مثقلة بالمعانى والدلات، كيف لا نرى غياب الإنسانية فى الجمل المفخخة بالعنصرية، كيف نجعل الإنسان أسود البشرة، فى درجة أقل حتى إننا نمن عليه، نحن غير العنصريين، فنمد يدنا إليه، بل ونبادله الضحك والابتسام.
 
عزيزى العنصرى المتخفى تحت لون بشرتك، الذى لا أعرف "ميزته" أصلا، لن تتخلص من عنصريتك إلا عندما لا تتنبه إلى لون الشخص الذى تعاملت معه أساسا، بمعنى، أن اليوم الذى لا يرد فى ذهنك تعليق أن هذا أبيض وهذا أسود، وعندما يتوقف تفكيرك تماما فى هذه النقطة، ولا ترد فى ثنايا حديثك مثل هذه الكلمات، ولو قالها شخص أمامك لا تفهم مقصده، عندما يحدث ذلك، سنقول نحن عنك "أنك لست عنصريا" لأن وصفك لذاتك بأنك لست عنصريا هو قمة العنصرية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حياة كريمة تغير حياة المواطنين فى سوهاج.. تشغيل مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي.. 3 محطات مياه و7 صرف صحي بتكلفة 400 مليون جنيه.. تجهيز المحطات بأنظمة متطورة.. ومواطنون : نشكر الرئيس على المبادرة.. صور

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. وزارة النقل تغلق الدائري الإقليمى فى الإتجاه القادم من تقاطعه مع الأسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس لمدة أسبوع.. إجراء تحويلات مرورية.. ولجنة استشارية تؤكد سلامة تصميم وتنفيذ الطريق

موتُ الفجأة لا يُحزِن.. وزارة الأوقاف: تذكرة للأحياء بحتمية الموت وقصر الأمل.. الموت المفاجئ ليس حدثاً محزناً.. رحمة للمؤمن المستعد ونقمة للعاصي الغافل.. وموت الفجأة إنذار لخلع ثوب الغفلة

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟


بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

رضا هيكل ينهي اتفاقه للاحتراف في دوري الطائرة الإماراتي

إيقاف ثنائي سان جيرمان حتي نهاية مونديال الأندية وباريس يلجأ للإستئناف


الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

إصابة 8 أشخاص فى مهرجان الثيران بإسبانيا.. أحدهم نطحه الثور ..فيديو

النيابة العامة تأمر بحبس 11 سائقًا لسيرهم عكس الاتجاه بالطريق العام

معركة الحلم العالمى.. تشيلسى يتحدى فلومينينسى فى سباق التأهل إلى نهائى مونديال الأندية.. "البلوز" يستهدفون استعادة أمجاد البطولات.. نجوم السامبا يحلمون بكتابة التاريخ.. وريال مدريد وباريس يترقبان الفائز

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

الأهلى يطارد مصطفى محمد.. ونانت يضع شرطًا مكلفًا لبيعه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى