هل اقترب العثور على مقبرة كليوباترا؟ .. فيلم وثائقى يقدم أدلة على مكان وجود الملكة .. وأستاذ يونانى رومانى: يجب تقديم دليل علمى أو شواهد .. وأكاديمى: مقابر "أبو صير "بالإسكندرية فقيرة واستحالة دفن الملكة بها

لا يزال لغز مقبرة الملكة كليوباترا يحير عددا كبيرا من العلماء والباحثين فى علم الآثار على مدار التاريخ، وتعد المقبرة تاريخيا واحدة من المقابر التى تحمل سرًا كبيرًا مثل مقبرة الإسكندر الأكبر، فمؤخرًا أعلن فريق بحثى عن خروج فيلم وثائقى يقدم أدلة عن مكان مقبرة الملكة كليوباترا، فى دلتا النيل بمصر، ويركز علماء الآثار اهتمامهم على موقع قصر أبو صير القديم بالقرب من مدينة الإسكندرية، وسيتم الكشف عن بحثهم فى قناة العلوم الخاصة فى فيلم وثائقى بعنوان "كليوباترا: الجنس والأكاذيب والأسرار"، وسيعرض لأول مرة فى 21 يونيو.

ويعمل العلماء على الحفر فى موقع قصر أبو صير أو كما يعرف "تابوسيريس ماغنا"، على أمل الكشف عن الغموض وراء قبر الملكة.

وتقول قناة Science Channel: "فى مصر، على حافة دلتا النيل، تجرى حفريات أثرية ضخمة حسبما جاء بـ RT، مضيفة تشير نظرية جديدة حول مقبرة كليوباترا قدمتها عالمة الآثار الدكتورة كاثلين مارتينيز، إلى أنه يمكن العثور على قبرها فى مكان يعرف باسم تابوسيريس ماجنا.

أستاذ يونانى رومانى: يجب تقديم دليل علمى أو شواهد

أما عن آراء الأكاديميين والمتخصصين فكان لهم رأى آخر، حيث قالت الدكتور سلوى حسين بكر، أستاذ الآثار اليونانية الرومانية جامعة طنطا، إن المنطقة التى تمت الإشارة إليها "أبو صير" بمدينة الإسكندرية، لا توحى على الإطلاق بأنها مقابر ترتقى بوجود مقبرة الملكة كليوباترا هناك، بالمقابر بتلك المنطقة عادية للغاية، كما أنه لا يوجد دليل علمى واحد يؤكد دفن الملكة هناك.

وأوضحت الدكتورة سلوى حسين، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه لم يتم العثور على أدلة أو شواهد علمية تشير إلى وجود مقبرة الملكة كليوباترا حتى الآن فى أى مكان، ويجب حتى نعلن عن اكتشاف المقبرة أن تكون هناك أدلة علمية موثقة، لأنها ليست مقبرة لشخصية عادية، ولكن من طبيعة عملى بمنطقة أبو صير القديم نظرًا لتسجيل المنطقة وتوثيقها، أرى أنه من المستحيل وجود قبر ملكى فى تلك المنطقة.

أكاديمى: مقابر أبو صير بالإسكندرية فقيرة واستحالة دفن الملكة بها

ومن جانبه، قال الدكتور أسامة سلام، لا أعتقد أن قبر الملكة كليوباترا موجود فى هذه المنطقة التى حددها الفيلم الوثائقى، نظرًا لأن الموقع المذكور توجد فيه بقايا معبد ومجموعة من المقابر المنحوتة فى الصخر وترجع لنهاية العصر المتأخر وربما اليونانى والبطلمى.

وأوضح الدكتور أسامة سلام، أنه عمل هناك مع البعثة الفرنسية، ومن الشواهد بالمكان أنها مقابر فقيرة، لا تدل على دفن الملكة كليوباترا فى هذه المنطقة على الإطلاق، كما أن الموقع به بقايا فنار لمراقبة السفن البحرية، ومن المحتمل أن تكون تلك المنطقة كانت عسكرية آنذاك، وصعب وجود مقبرة كليوباترا فى  الموقع أبو صير القديم بالإسكندرية.