هل أحيا "حزقيل" الموتى بـ أمر الله؟ ما يقوله التراث الإسلامى

النبى حزقيل
النبى حزقيل
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نسمع عن أنبياء بنى إسرائيل، لكننا لا نعرف الكثير عنهم، خاصة أن معظم المعلومات مستمدة من الإسرائيليات، لكن التراث الإسلامى لم يغفل الكلام عن هذه الموضوعات.. ونستعرض اليوم ما قاله فى قصة النبى حزقيل.

وقال كتاب "البداية والنهاية" تحت عنوان "قصة حزقيل":

قال الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ" [البقرة: 243] .
قال محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه: إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف فى بنى إسرائيل حزقيل بن بوذى، وهو ابن العجوز، وهو الذى دعا للقوم الذين ذكرهم الله فى كتابه فيما بلغنا "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ".
وقال ابن إسحاق: فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله موتوا فماتوا جميعا، فحظروا عليهم حظيرة دون السباع، فمضت عليهم دهور طويلة، فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكرا، فقيل له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟
فقال: نعم.

النبى حزقيل
 
فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسى لحما، وأن يتصل العصب بعضه ببعض، فناداهم عن أمر الله له بذلك، فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.
وقال أسباط، عن السدى، عن أبى مالك، وعن أبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمدانى، عن ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة فى قوله: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ" [البقرة: 243] .
قالوا: كانت قرية يقال لها داوردان قبل واسط، وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها، فنزلوا ناحية منها فهلك أكثر من بقى فى القرية، وسلم الآخرون فلم يمت منهم كثير، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا بقينا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم.
فوقع فى قابل فهربوا، وهم بضعة وثلاثون ألفا، حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادي، وآخر من أعلاه، أن موتوا فماتوا، حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم، مر بهم نبى يقال له حزقيل، فلما رآهم وقف عليهم، فجعل يتفكر فيهم، ويلوى شدقيه وأصابعه.
فأوحى الله إليه يا حزقيل تريد أن أريك كيف أحييهم؟
قال: نعم، وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم.
فقيل له: ناد، فنادى: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي، فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام، ثم أوحى الله إليه أن نادِ يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسى لحما، فاكتست لحما ودما وثيابها التى ماتت فيها.
ثم قيل له: ناد، فنادى: أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومى فقاموا، قال أسباط: فزعم منصور بن المعتمر، عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، فرجعوا إلى قومهم أحياء، يعرفون أنهم كانوا موتى، سحنة الموت على وجوههم، لا يلبسون ثوبا إلا عاد رسما، حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.
وعن ابن عباس أنهم كانوا أربعة آلاف. وعنه: ثمانية آلاف.
وعن أبى صالح: تسعة آلاف.
وعن ابن عباس أيضا: كانوا أربعين ألفا.
وعن سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل أذرعات.
وقال ابن جريج. عن عطاء: هذا مثل، يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغنى حذر من قدر، وقول الجمهور أقوى إن هذا وقع.
وقد روى الإمام أحمد، وصاحبا الصحيح. من طريق الزهري. عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن عباس، أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد، أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام.
فذكر الحديث، يعنى فى مشاورته المهاجرين والأنصار، فاختلفوا عليه، فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال: إن عندى من هذا علما، سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه" فحمد الله عمر ثم انصرف.
وقال الإمام: حدثنا حجاج ويزيد المفتى قالا: حدثنا ابن أبى ذؤيب عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو فى الشام، عن النبى ﷺ:
"أن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم، فإذا سمعتم به فى أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه".
قال: فرجع عمر من الشام. وأخرجاه من حديث مالك، عن الزهري، بنحوه.
 
قال محمد بن إسحاق: ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل فى بنى إسرائيل، ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسى بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث، وعبدوا الأوثان، وكان فى جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له: بعل، فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران.
قلت: وقد قدمنا قصة إلياس تبعا لقصة الخضر، لأنهما يقرنان فى الذكر غالبا، ولأجل أنها بعد قصة موسى فى سورة الصافات، فتعجلنا قصته لذلك، والله أعلم.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

شقيقة سعاد حسنى عن الخطاب المنسوب للسندريلا: مش خطها والورقة تبدو حديثة

أحمد عادل أفضل لاعب فى مباراة الأهلى والجيش الملكى المغربى فى الكؤوس الأفريقية

حصاد الرياضة المصرية اليوم الجمعة 16 - 5 - 2025


أسرة الراحل إيهاب جلال تشهد مباراة الإسماعيلى ضد مودرن سبورت

مجموعة الهبوط.. إنبى يتقدم على طلائع الجيش 1-0 فى الشوط الأول

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

الأهلي يكلف ريفيرو باختيار الصفقة الأجنبية الوحيدة خلال ميركاتو الصيف

ترامب: "لا أعرف إن كان نتنياهو راغبا فى التوقيع على صفقة رهائن أم لا"


خلايا نحل لإنهاء العمل بممشى أهل مصر ببنها.. محافظ القليوبية: سيمنح رؤية جديدة لكورنيش النيل بصورة لم نعهدها من قبل.. وزيادة المساحات المفتوحة للتنزه.. والانتهاء من تدبيش مساحة 450 مترا تمهيداً لبدء الأعمال

صفقة القرن واستيقظت حرم الفنان.. هكذا احتفل يوسف حشيش ومنة القيعي بعقد قرانهما

الأهلي يبحث مصير ميشيل يانكون بعد التعاقد مع ريفيرو لتدريب الفريق

الطقس غدا.. ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 40 وأسوان 47 درجة

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

البنك الأهلى وسيراميكا وزد يسعون للتعاقد مع مطاريد الأهلي

شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية

متحدث الصحة بغزة: ارتقاء أكثر من 150 شهيدا في القطاع منذ فجر الخميس

طائرة مظلمة فوق أراضي العدو.. ترامب يكشف تفاصيل رحلته السرية إلى العراق

ضبط عاطل لمضايقته طفلة في مدينة نصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى