واشنطن وبكين يشهدان موجة ثانية من كورونا.. الصين تتعقب 200 ألف زائر لسوق العاصمة لمواجهة انتشار الوباء.. وخبراء أمريكيون: بلادنا تشهد موجة جديدة من الفيروس كورونا والتساهل فى التعامل معه سيؤثر علينا

يبدو أن كل من الصين والولايات المتحدة يشهدان في نفس الوقت موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا، فبعد فترة كبيرة من عدم تسجيل أعداد إصابات بفيروس كورونا عادت الإصابات بكورونا للزيادة في الصين من جديد، في الوقت الذى أكد فيه خبير أمريكى أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تشهد موجة جديدة من انتشار الوباء.

في هذا السياق ذكرت شبكة سى إن إن الأمريكية، أن مسؤولى الصحة في بكين، يتتبعون 200 ألف شخص زاروا سوق "شينفادي" للمواد الغذائية منذ 30 مايو في محاولة لوقف انتشار موجة جديدة من وباء فيروس كورونا المستجد قد تضرب العاصمة، وذلك على خلفية اكتشاف 59 إصابة جديدة بالفيروس ارتبطت بالذهاب للسوق.

وأكد شو يينج المتحدث باسم الخارجية الصينية، أن الصين على اتصال وثيق بمنظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بالتطورات الجديدة لانتشار المرض في بكين، متابعا: لقد نظمنا أنشطة طرق الطرق، وهذا يعني أننا سنزور الأشخاص (الذين زاروا السوق) والبالغ عددهم 200 ألف شخص، على عتبة بابهم، أو نتصل بهم على WeChat والتطبيقات الأخرى".

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الصينية، أن السلطات المحلية في المدينة، تنظم اختبارات الحمض النووي والحجر الصحي للمصابين المحتملين في منازلهم، فيما أعلن وانغ عونج كون، من حكومة مدينة بكين، أن المسؤولين يعملون لضمان الإمدادات الغذائية للمدينة بعد إغلاق سوق "شينفادي" لبيع السلع الغذائية بالجملة.

ويشكل سوق "شينفادي" حوالي 80% من إجمالي إنتاج المنتجات الزراعية في بكين،  بطاقة 1800 طن من الخضروات، و20 ألف طن من الفاكهة يوميًا، وفقًا للتليفزيون الرسمي الصيني وأبلغت بكين عن أكثر من 79 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، منذ الخميس الماضي، من بينهم 59 حالة خلال الـ24 ساعة الماضية، معظمها مرتبط بسوق للمواد الغذائية بالجملة، فيما أغلق المسؤولون في المدينة السوق وما لا يقل عن 11 حيًا يحيط بالسوق لمنع انتشار فيروس كورونا، وتأتي هذه الأعداد الجديدة من المصابين، بعد أسابيع من إعلان السلطات الصينية، احتواء وباء فيروس كورونا في البلاد، والذي بدأ تفشيه في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر كانون الأول الماضي 2019

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، أكد ويليام شافنر، الأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة، أن الموجة الثانية من فيروس كورونا بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية، محذرا المواطنين من مخاطرها، مطالبا في الوقت نفسه القطاع الصحي بالاستعداد جيدا لها.

وقال الأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة، - بحسب شبكة سكاى نيوز الإخبارية -  إن موجة ثانية من الفيروسات التاجية بدأت في الولايات المتحدة، ويحتاج الناس إلى البقاء حذرين.

وأوضح الأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة، أن البلاد أصبحت كلها تقريبا مفتوحة، لكن الكثير من الناس لا يحافظون على الإجراءات الصحية، خاصة الإبقاء على مسافة كافية بينهم وبين الآخرين، فضلا عن عدم ارتداء الأقنعة، لافتا إلى أن البلاد على الأرجح لن تدخل في حالة إغلاق ثانية، لأنها ببساطة لم تتخلص من تأثير حالة الإغلاق الأولى.

وسجلت ولايات أمريكية عدة ارتفاعا في عدد المرضى بكوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا، لا سيما في الولايات التي خففت إجراءات الإغلاق في الآونة الأخيرة.

فيما أكد كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية فى الولايات المتحدة الأمريكية أنتونى فاوتشى، أن التساهل فى التعامل بصرامة مع فيروس كورونا قد يعود بنتائج سلبية خلال فصلى الخريف والشتاء المقبلين بشأن انتشار فيروس كورونا.

وأوضح كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية فى الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب موقع العربية، أن الفيروس لن يختفى من الأرض وهذا يعنيى أنه ربما باق معنا حتى الموسم المقبل، متابعا: لا يمكن الجزم ببقائه أو ذهابه، لكن يجب أن ننظر إلى الكيفية التى نتعامل بها مع الفيروس والإجراءات الضرورية لمواجهته، وإذا لم نقم بذلك بصورة صحيحة فقد نكون أمام خريف أو شتاء سيئين.

ومع عودة انتشار كورونا فى الصين، حيث سجلت اليوم 49 إصابة جديدة وفرضت الحجر الصحى على 10 أحياء فى بكين، ومع زيادة الإصابات فى دول أخرى، يتخوف خبراء من عودة موجة ثانية لجائحة كورونا، فيما أكد خبراء أن هذا الاحتمال يتراوح بين متوسط ومرتفع، ويتوقف على التدرج في تخفيف القيود ومدى التزام الناس بها ووعيهم بتدابير الوقاية.

ورجحت الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية حقوق المستهلك بأن تكون الموجة الثانية لكورونا خلال استفاقة العدوى الفيروسية التنفسية الحادة (سارس)، وبالتالي من المحتمل أن يعود فيروس كورونا في الخريف القادم، فيما نصح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية فى أوروبا، هانز كلوج، بضرورة الاستمرار باتباع إجراءات العزل بشكل مدروس، حيث إن الوضع اليوم ليس أفضل مما كان عليه في بداية العام، فى ظل غياب أى علاج أو لقاح للمرض، بحسب منظمة الصحة إلا أن المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى أوروبا قال إن الموجة الثانية ليست حتمية.