السهل.. الصعب

د. سامى عبدالعزيز
د. سامى عبدالعزيز
د. سامى عبدالعزيز
الكتابة عبر وسيلة إعلامية ذات طابع جماهيرى واسع،  منها ما هو سهل، ومنها ما هو صعب.. فالسهل أن تجمع معلومات متخصصة من مصادر ومراجع وتقدم حلولا فنية وترصها فى عبارات إنشائية فخمة وترسلها، ولكن كم قارئ أو متلقى يقرأها.. أكيد وهذا تصورى أعداد محدودة للغاية وحتى هذه الأعداد المحدودة قد تكون أكثر عمقًا من كاتب مثل هذه المقالات.
 
فلديه مصادره ومجموعاته التى لديها خلفية وإلمامًا كبيرًا.. ومن هنا يصاب الكاتب لهذه المقالات بخيبة أمل ويجلس ويلقى باللوم على أصحاب القرار ذو الصلة بما كتب.. أما الصعب بل والصعب جدًا هو أن يعيش الكاتب قضايا مجتمعية التى تمس حياة الناس وتوقعاتهم وطموحاتهم ويجعلهم يتفاعلون معه ويشعرون أنهم شركاء فى الرأى والمسؤولية.. فكم من مقال كتب ولا يزال عن مفاهيم الحياة السياسية والحزبية وما شابه ذلك وفق نظريات وتنظير بالغ ولكن فى المقابل كم مقال كتب ليقول للناس أعطى صوتك لمن يشعر بك ويحس بمشكلاتك الحقيقية ويسأله عن تجاربه السابقة مع الأحزاب ومع الانتخابات السابقة، وكل ذلك تحت عنوان «يا سيدى اختار أنت صاحب القرار»، أو أحضر مؤتمر لحزب وبعد أن نسمع الخطب الرنانة أو مقال أو برنامج نقول فيه اسأل المتحدث تعرف إيه عنى.. دلوقتى بس تجبنى وبعد ما تنجح ولا كأنى هنا.. كم من مقال كتب عن سياسات الدعم العينى والنقدى والمدارس العالمية والتجارب الدولية ولا أحد يلتفت لها.. لأن الصعب أن تجتهد وتسأل من تخاطبه «تحب تاخد الفلوس فى إيدك وأنت حر ولا البطاقة أحسن لك».. وتواصل الشرح المبسط لهذا وذاك.. الأمثلة عديدة،  مؤكدا ما أسهل السهل غير المؤثر، وما أصعب السهل المؤثر لغة ونغمة وبساطة وتجعل من تخاطبه ينصت لك.. صحيح ليس بالضرورة أن يراسلك أو يرد عليك ولكن على الأقل يفكر ويهتم.. حقيقة أن ما جعلنى أكتب هذا المقال واختار هذه القضية سببان الأول ملاحظاتى الشخصية وقد أكون على خطأ لما يكتب فى الصحف أو من يأتى ضيفًا على برنامج.. والسبب الثانى الذى حمسنى عندما رأيت إعلانًا ترويجيًا على قنوات التليفزيون تحت مسمى تنسيقية الأحزاب.. وتنتهى بعبارة.. الحياة السياسية كما ينبغى أن تكون.. وبعيدًا عن عمومية كلمتى الحياة السياسية اسأل.. ماذا تعنى كما ينبغى أن تكون.. وقد يرد أحد ويقول هذه مرحلة وقد يعقبها مرحلة أخرى أكثر وضوحًا.. ولكن من المؤكد أن هذه العبارة الختامية لن تتغير،  هكذا أتصور كما تعلمنا.. هذا ليس انتقاد بقدر ما هو محاولة للمناقشة لنعيد النظر فى لغة التخاطب مع الناس لأننا تعلمنا إن أردت أن تؤثر فى الناس ابدأ من عند الناس.. لأنه ما أصعب أن تؤثر فى الناس وخاصة شعبنا الذى يعشق البساطة رغم أنه لا تنقصه الفطنة والذكاء..
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح: فرصتى كبيرة للفوز بالكرة الذهبية.. وأشجع مكة على التمثيل

خريطة تعاقدات الزمالك فى الميركاتو الصيفي

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي 2024-2025.. محمد صلاح يتربع على الصدارة

من مسجد الجامعة.. صلاة الجنازة على حفيد نوال الدجوى غدا الاثنين عقب صلاة الظهر

لحظة وصول جثمان حفيد نوال الدجوى وأسرته لمشرحة زينهم


الدكتورة نوال الدجوى لا تعلم شيئًا عن وفاة حفيدها حتى الآن.. التفاصيل

إخلاء سبيل طفل المرور فى واقعة التعدى على طالب بالمقطم بكفالة 20 ألف جنيه

أول صور لحفيد نوال الدجوي بعد العثور على جثته مصابا بطلق ناري

كأس الدوري الإنجليزي يصل ملعب آنفيلد قبل تتويج ليفربول ضد كريستال بالاس

المصري ينتظر عودة أبو علي من المغرب وجهود مكثفة لمراجعته فى الاستقالة


رابطة الأندية تكشف سبب صعوبة تأجيل مباراة بيراميدز وسيراميكا فى الدورى

وزير الدفاع الإيطالي ينتقد نتنياهو علانية.. وتاياني: خطة مصر هي الطريق الصحيح

السلطان سليمان.. قصة الحكم بالسجن على الممثل التركي خالد أرغنتش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى