الأوقاف: مواجهة الابتلاءات بالصبر والرضا والأخذ بالأسباب

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف
كتب على عبد الرحمن
عقدت وزارة الأوقاف ندوة للرأى تحت عنوان:" أدبُ المِحَن" بمبنى الإذاعة والتليفزيون، تحدث فيها الشيخ أحمد دسوقى مكى، مدير إدارة النشر بديوان عام وزارة الأوقاف، والدكتور عيد على خليفة، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص.
 
وفى كلمته أكد الشيخ أحمد دسوقى مكى، أن هناك آدابًا يجب التحلى بها عند نزول المحن: منها الاستعداد للأمر قبل نزوله، وأن يوطن العبد نفسه أنه فى هذه الدنيا فى امتحان وابتلاء قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، وقال سبحانه: "لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”، وأن الأصل في هذه الحياة هو الابتلاء قال تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد".
 
وتابع مكى:" ثم إن الرضا بقضاء الله (عز وجل) وتفويض الأمر إليه من أعلى مقامات الأخلاق، وهذا هو  دأب الأنبياء (عليهم السلام)، ولنا في خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) أسوة حسنة، فعندما ألقى فى النار لم يجزع، وإنما سلم الأمر لله، فلم يطلب العون من أحد غير الله، قائلا: "حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، فوصل لمرحلة أعلى من الصبر، مرحلة الرضا بقضاء الله وثقته به أنه لن يضيعه.
 
وفى ختام كلمته أشار إلى أن عدم الصبر والرضا بقضاء الله يجلب غضب الله وعذابه، ويكون سببًا في عدم تنزل رحمات الله على العبد كما قال تعالى: “وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ”.
 
  وفي كلمته أكد د/ عيد علي خليفة أن الحياة لا تخلو من المحن والمنغصات، والإنسان فيها ما بين يسر وعسر، قال الله (عز وجل): “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”، ولله در من قال:-
 
ثمانيةٌ تجري على الناس كُلِّهم        ولابد للإنسان يلقى الثمانية
 
سرور وحزن واجتماع وفرقة             وعسر ويسر ثم سقم وعافية
 
  مضيفاً أنه يجب على الإنسان أن يواجه المحن والابتلاءات بالصبر والرضا والأخذ بالأسباب ، فقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الصبر إنما يكون عند الصدمة الأولى، فقد مر النبي (صلى الله عليه وسلم) بامرأة تبكي عند قبر، فَقَالَ: “اتَّقِي اللهَ، وَاصْبِرِي قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، – وَلَمْ تَعْرِفْهُ (صلى الله عليه وسلم) -، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ)، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ)، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ : لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى” , على أن الرضا الحقيقي لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب , إنما يتطلب الأخذ بالأسباب .
 
  كما أكد أن كثرة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) تزيل المحن والهموم , وتغفر الذنوب , فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (رضي الله عنه) قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ قَالَ : قُلْت : الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ: النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ : قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ.
 
  وفي ختام كلمته بين أن هناك آدابًا للتعامل مع المحن والابتلاءات أشار إليها القرآن الكريم، من ذلك ما حدث في زمن نبي الله يوسف (عليه السلام)، عندما حدث في مصر قحط ونقص في الثمرات والطعام وهو ما عبر عنه القرآن الكريم في رؤيا الملك ,وتأويل نبي الله يوسف ( عليه السلام) للرؤيا ، قال تعالى : “قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ  ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ”، فلابد في وقت المحن والابتلاءات من سؤال أهل الذكر في كل مجال ؛ للعبور بالوطن إلى بر الأمان.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصدر ينفي شائعات استعداد أنجلينا جولي لنشر مذكرات تكشف أسرار حياتها

وزيرة البيئة: احتواء بقعة زيتية خفيفة بالنيل.. ومحطات مياه الشرب لم تتأثر

القبض على عاطلين لاتهامهما بتجارة المخدرات فى الإسماعيلية

بيرس بروسنان يدلي بتصريح صادم حول تجسيد شخصية جيمس بوند مرة أخرى

مان سيتي ضد توتنهام.. مرموش أساسيا فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي


جلسات دعم نفسى لـ محمد الشناوى في الأهلى قبل مواجهة غزل المحلة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

دوا ليبا تتحدث عن حبيبها: أنا أكثر سعادة من أي وقت مضى.. والحب يستحق المجازفة

فيولا ديفيس تحتفل بعيد ميلادها الستين.. وتصف شعورها في هذا العمر بـ"الحرية"

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام فى الدوري الإنجليزي


إسلام جابر: أرفض اللعب للأهلي.. ومصطفى محمد زملكاوي ووارد انتقاله للأحمر

ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا

6 لقاءات قوية فى ختام الجولة الأولى لدورى المحترفين

قالوا وقلنا.. حملة لدار الإفتاء للرد على شبهات الاحتفال بالمولد النبوى.. هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوى؟.. وهل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟

زى النهارده.. محمد عبد المنصف يعلن اعتزال الكرة بعد تتويج الزمالك بالدوري

انطلاق تنسيق الطلاب المصريين الحاصلين على الشهادات المعادلة العربية والأجنبية

طاحونة المندرة بالإسكندرية.. أقدم طاحونة غلال منذ عهد محمد على باشا.. أنشئت عام 1807م.. وظهرت فى فيلم "آثار على الرمال".. إنشاءها تزامن مع إرسال طلاب العلم إلى أوروبا.. وخبير أثرى: سجلت فى الآثار

تعرف على مباريات الإسماعيلى حتى نهاية أغسطس فى الدوري

أرسنال يبحث عن الانتصار الثانى فى الدوري الإنجليزي أمام ليدز

السبت.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى