علاء ثابت يدعو لإطلاق حملة "قوافل عمال مصر" للتبرع بالدم

 الكاتب الصحفى علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام
الكاتب الصحفى علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام
كتب محمد السيد
قال الكاتب الصحفى علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام إن حملة التبرع بالدم التى دعت إليها وزارة الصحة حققت نجاحًا جيدًا رغم المخاوف المنتشرة والخاطئة بأن التبرع بالدم يمكن أن يتسبب فى أضرار للمتبرع، منها احتمال الإصابة بكورونا، مضيفا أنه تقدم فى اليوم الأول عدد يقترب من 90 ألف متبرع، رغم أنه كان يتمنى أن يكون العدد أكبر بكثير وهو ممكن جدًا، خاصة أن شباب مصر لديهم الاستعداد لفعل أى شىء يواجهون به الخطر الذى يهدد عائلاتهم وبلدهم.
 
وأكد ثابت أنه لكى نحقق هذه الغاية علينا أولاً أن نصوب المفاهيم الشائعة والخاطئة عن التبرع بالدم، وهى مسئولية عدة جهات شعبية ورسمية فى مقدمتها وسائل الإعلام المختلفة بالتعاون مع وزارتى الصحة والأوقاف والشخصيات العامة ذات المصداقية، وأن تتعاون الأحزاب السياسية وأعضاء مجلس النواب فى هذا المجال ويتم تنظيم جولات توعية فى مختلف المحافظات، وأن يقدم لنا النواب نماذج للنائب الإيجابى الملتحم مع القضايا الاجتماعية والصحية، فمعظم المستشفيات وبنوك الدم تعانى نقصًا حادًا فى الدم زاد منه جائحة كورونا التى تحتاج إلى بلازما المتعافين، ولهذا فعلينا رصد وإقناع من تعافوا من المرض ليتبرعوا حيث إن دماءهم تحتوى على أجسام مضادة أفرزها الجسم تمكن من القضاء على الفيروس، لتقوم المعامل بفصل البلازما وحقنها فى الأشخاص الذين هم فى أشد الحاجة إليها وعرضة للموت بسبب وصول الفيروس إلى الرئتين وبذلك ينقذ المتبرع حياة المريض ببعض من دمه.
 
 
وأضاف "ثابت"، فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "الأهرام" أن هذه المبادرة تستحق أن نوليها اهتماما كبيرا، فبلازما المتعافين أثبتت أنها الأكثر فعالية فى مواجهة الفيروس اللعين، وأنها أسهل وأسرع وسيلة لإنقاذ المصابين، ولا يوجد أى ضرر على المتبرع بل علينا أن نشجعه على عمل الخير، وأن نحتفى به ونقدر عمله الإنسانى والوطنى. وأتمنى رؤية رجال الأعمال يقودون قوافل عمال مصر للتبرع بالدم، وأن تتولى وزارة الصحة إجراء فحوصات على المتعافين للتأكد من وجود الأجسام المضادة للفيروس بالإضافة إلى الفحوصات الروتينية عن خلو دم المتبرع من أى مرض، وأن تعالج أى متبرع يتضح من الفحوصات أنه مصاب بأى من الأمراض وبذلك نكون قد حققنا أكثر من هدف.
 
 
إلى نص المقال:
فى فترات الأزمات والكوارث تصبح المجتمعات والأمم أمام مفارق طرق، واختيارات صعبة، فالخوف يصيب قطاعات واسعة من السكان يجعل بعضهم يحيد عن طريق الصواب، والأخطر هو أن يتصرف كل شخص بعشوائية وأنانية لإنقاذ نفسه على حساب الآخرين، رغم أن الجائحة أصابت المجتمع المصرى كله ولم تصب فردا أو مجموعة صغيرة؛ ولهذا فإن الإنقاذ أو الخسارة كليهما يتوقف على مدى فهم الخطر المحيط بالمجتمع، ودراسة مفهوم المسئولية المشتركة لأن الأنانية والفردية ستؤدى إلى مضاعفة الخسائر وإلحاق الضرر بالمجتمع بتخزين أدوية وأغذية لا نحتاجها، خوفا من أن تنفد فى المستقبل، وتكون النتيجة خلو الأسواق من تلك الأدوية والأغذية، فلا يجدها من هم فى أشد الحاجة إليها وتتعرض حياتهم وحياة من حولهم للخطر، وقد حدث بالفعل أن بعض الناس تسابقوا على شراء أدوية لأنفسهم وأسرهم سمعوا أنها تعالج المصابين بفيروس كورونا، وكانت النتيجة أن المريض الذى يصارع الفيروس والذى يواجه الموت لم يعثر على الدواء فى الصيدليات، رغم وجود ما يكفى منه فى مصر، فالسباق المحموم وأنانية البعض أديا إلى تدهور حالة المرضى وتفشى الوباء، ويمكن أن يزيدا من صعوبة السيطرة عليه.
  أما إذا تصرفنا بحكمة وكانت الأولوية فى الحصول على الدواء لمن يحتاج إليه بالفعل فلن تحدث أزمة، وسيتوافر الدواء بالكمية المطلوبة فى التوقيت المناسب للمرضى، فيتعافون بسرعة وتقل أعداد الإصابات الجديدة، وقد سعدت جدا بأن الوعى الشعبى قد ازداد وتعلمنا من التجربة الصعبة التى تمر بها مصر والكثير من بلدان العالم، ونحمد الله أن أوضاعنا أفضل بكثير من معظم البلدان المتقدمة، ورأينا كيف أن الناس فى بعض تلك الدول أقدموا على تخزين الأدوية والطعام فزادت الأزمة وتضاعفت أعداد الضحايا.
  ومن المؤسف أن فئة من ذوى النفوس الضعيفة فى مصر سعت إلى استغلال أزمة ومعاناة الناس، فتاجروا فى الأدوية لتحقيق بعض المكاسب المالية على حساب حياة الآخرين.
ولكن ورغم تلك السلبيات الناجمة عن الجهل أو الطمع, والأنانية، فإن ظواهر إيجابية عديدة قد رأيناها فى كثير من المواقف، فحملة التبرع بالدم التى دعت إليها وزارة الصحة قد حققت نجاحا جيدا رغم المخاوف المنتشرة والخاطئة بأن التبرع بالدم يمكن أن يتسبب فى أضرار للمتبرع، منها احتمال الإصابة بكورونا، فقد تقدم فى اليوم الأول عدد يقترب من 90 ألف متبرع، وكنت أتمنى أن يكون العدد أكبر بكثير وهو ممكن جدا، فكل شباب مصر لديهم الاستعداد لفعل أى شىء يواجهون به الخطر الذى يهدد عائلاتهم وبلدهم، ولكى نحقق هذه الغاية علينا أولا أن نصوب المفاهيم الشائعة والخاطئة عن التبرع بالدم، وهى مسئولية عدة جهات شعبية ورسمية فى مقدمتها وسائل الإعلام المختلفة بالتعاون مع وزارتى الصحة والأوقاف والشخصيات العامة ذات المصداقية، وأن تتعاون الأحزاب السياسية وأعضاء مجلس النواب فى هذا المجال ويتم تنظيم جولات توعية فى مختلف المحافظات، وأن يقدم لنا النواب نماذج للنائب الإيجابى الملتحم مع القضايا الاجتماعية والصحية، فمعظم المستشفيات وبنوك الدم تعانى نقصا حادا فى الدم زاد منه جائحة كورونا التى تحتاج إلى بلازما المتعافين، ولهذا فعلينا رصد وإقناع من تعافوا من المرض ليتبرعوا حيث إن دماءهم تحتوى على أجسام مضادة أفرزها الجسم تمكن من القضاء على الفيروس، لتقوم المعامل بفصل البلازما وحقنها فى الأشخاص الذين هم فى أشد الحاجة إليها وعرضة للموت بسبب وصول الفيروس إلى الرئتين وبذلك ينقذ المتبرع حياة المريض ببعض من دمه.
هذه المبادرة تستحق أن نوليها اهتماما كبيرا، فبلازما المتعافين أثبتت أنها الأكثر فعالية فى مواجهة الفيروس اللعين، وأنها أسهل وأسرع وسيلة لإنقاذ المصابين، ولا يوجد أى ضرر على المتبرع بل علينا أن نشجعه على عمل الخير، وأن نحتفى به ونقدر عمله الإنسانى والوطنى. وأتمنى رؤية رجال الأعمال يقودون قوافل عمال مصر للتبرع بالدم، وأن تتولى وزارة الصحة إجراء فحوصات على المتعافين للتأكد من وجود الأجسام المضادة للفيروس بالإضافة إلى الفحوصات الروتينية عن خلو دم المتبرع من أى مرض، وأن تعالج أى متبرع يتضح من الفحوصات أنه مصاب بأى من الأمراض وبذلك نكون قد حققنا أكثر من هدف.
أنتظر أن أرى شخصيات بارزة ومعروفة بوطنيتها وحبها للخير فى الأيام القادمة وهى تتقدم طوابير المتبرعين بالدم، وأن يظهر شباب مصر فى هذه المحنة وهم  يشاركون فى مختلف الأدوار الضرورية لمواجهة الجائحة الخطيرة.
وجدير بالذكر فى هذا السياق أننى كنت قد استشرفت فى مقال سابق (فى 17 إبريل الماضى) حدوث مثل تلك الأزمة، وحذرت من أزمة تلوح فى الأفق  تواجه بنوك الدم، وأخذت «الأهرام» على عاتقها المبادرة بالدعوة إلى حملة للتبرع بالدم ونشرت إعلانات تشجيعية بصفحتها الأولى تحث المواطنين على ذلك، وتزامن معها نشر عدد من التقارير والتحقيقات الصحفية لتصويب المفاهيم الشائعة والخاطئة عن التبرع بالدم.وقد تم هذا إيمانا منا بالدور الحيوى والفاعل الذى تقوم به «الأهرام» تجاه الوطن ولاسيما فى مثل هذه الظروف.
وقد سعدت باتساع المبادرات الشعبية فى مختلف محافظات مصر للمساعدة فى التصدى للجائحة، وعرفت شخصيات تبرعت بالمبانى المناسبة لإقامة مستشفيات للعزل، وآخرين خصصوا سيارات لتتولى نقل المصابين وهناك تبرعات من رجال أعمال وصيادلة بأنواع ضرورية من الأدوية، ومواد التعقيم وأموال لشراء المزيد منها، وتوفير الملابس والكمامات لفرق الأطباء والتمريض.
ولكن الكثير من هذه المبادرات يحتاج إلى تنسيق مع وزارة الصحة، وغيرها من الجهات الرسمية لتكون فعاليتها أكبر وتحقق أعلى درجة من النجاح، فبعض المتطوعين لديهم الكثير من الحماس ولكنهم قليلو الخبرات فى العمل الصحى، وهناك أدوية وبلازما ناقصة هنا، وزائدة هناك ويحتاج المتطوعون لبعض الإمكانات الضرورية، وأن يشرف طبيب كبير ذو خبرة عالية على تلك الجهود المتناثرة، وقد تابعت تجارب لأهالى بلدتى الأقصر، ومنها تجربة لجنة أزمات شعبية فى قرية «المريس» وهى نموذج لروح الشعب المصرى فى العطاء، وقد سعدت بأن هذه التجارب نشأت بشكل تلقائى فى مختلف أنحاء مصر، من الدلتا إلى الصعيد والقناة وسيناء، وعلينا أن نستثمر تلك المبادرات والانطلاقات الشعبية فى تعزيز التلاحم الرسمى والشعبى فى تحقيق الكثير من الإنجازات والتغلب على أى مشكلات.
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الرياضة يصل الأردن للمشاركة بحفل إطلاق "عمان عاصمة الشباب العربى 2025"

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا بـ10 ملايين دولار

النيابة العامة تعاين اليوم موقع حادث حريق سنترال رمسيس لكشف أسبابه

مايكل دوجلاس يعلن اعتزال التمثيل: لا أنوى العودة إلا إذا ظهر مشروع مميز جدا

أعضاء الجمعية العمومية تتوافد على الإسماعيلى لسحب الثقة والنادى مغلق


حسام وإبراهيم حسن يطمئنان على مروان عطية

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

الأهلي يسدد مستحقات لاعبيه الراحلين بقيادة معلول والسولية وربيعة

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء


رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

إعلام عبرى: ترامب مارس ضغطا شديدا على نتنياهو لوقف النار فى غزة

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

احذر.. الحبس عامين حال تهديد سير العملية الانتخابية بوسائل الترويع

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى