وائل السمري يكتب: إلى مولانا الإمام الأكبر.. ليس بالملاحقة القضائية ينصلح الإسلام.. لماذا هدد مركز إعلام المشيخة المفكر طارق حجي والإعلامي خالد أبو بكر بالمساءلة القانونية؟ فأين ذهب تراث "جادلهم بالتي هي أحسن"؟

أحمد الطيب شيخ الأزهر - وائل السمري - خالد أبو بكر - طارق حجي
أحمد الطيب شيخ الأزهر - وائل السمري - خالد أبو بكر - طارق حجي
 
قل لي ماذا تفعل أقول لك من أنت..هذه هي القاعدة العملية التي تبرز هوية الإنسان أو المؤسسة أو الدولة أو الأمة، وفي التراث الإسلامي ما يؤكد هذا المنطق ويؤيده، ونرى أثر هذا في القول الشهير "الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل" أي أن الفعل وليس القول هو ما يعكس صورة الإنسان ويضع لها إطارا مميزا، لذلك فإني قد اندهشت من البيان الذي نشره المركز الإعلامي للأزهر الشريف وفيه يشن 
حملة هجوم كبيرة ضد برنامج كل يوم ومقدمه الإعلامي خالد أبو بكر بسبب مداخلة مع المفكر طارق حجي بسبب مداخلة تليفزيونية تطرح الأسئلة وتقدم الاستفسارات، وبدلا من أن يتم الرد عليها بالحجة والبرهان كال البيان السباب للبرنامج وضيفه آمرا منتسبيه بمقاطعته ومهددا بملاحقته قضائيا فهل عرض هذا البيان على الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ أحمد الطيب؟ أشك.
 
1006774_0
 
"هو السؤال حرم؟" هكذا يقول العامة مستنكرين أن يتم تحريم السؤال أو تجريمه، وهذا يعد دليلا راسخا أن فكرة طرح السؤال على رجال الدين أمرا عاديا وليس محرما ولا مجرما، فماذا غضب المركز الإعلامي للأزهر الشريف من طرح الأسئلة على مسامعه؟ ولماذا لم يرد بالفكر والحجة والبرهان وليس بحملات المقاطعة والقضايا والمحاكم كما يفعل مع كل صاحب رأي وكل ناقد؟
 
bx8CKry5_400x400
 
في مداخلته مع الإعلامي خالد أبو بكر تساءل المفكر طارق حجي عن مصير دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني وقال إن الأزهر لم يقم بدور حقيقي في هذا الشأن وفي الحقيقة هذا سؤال ليس بجديد، فقد توسم الجميع في الأزهر أن يتبنى حملة كبيرة من أجل تطهير الدين الإسلامي من شبهات الإرهاب التي تحيط بنا جميعا عن طريق اقتلاع الأفكار الإرهابية من جذورها، وأن يبدأ حملة لإزاحة الأفكار الظلامية من المناهج التعليمية وأن يصحح مفهوم الجهاد وأن يرسخ لعقيدة العمل والتسامح وأن يعلي من قيم المواطنة، لكننا للأسف رأينا كيف يدافع الأزهر عن "التراث" ككل، بكل ما فيه من مساوئ، وكل ما فيه من أحداث ووقائع تتنافى مع صحيح الدين وصحيح العقل وصحيح المنطق، رافضا أن يكون هذا التراث محل دراسة أو نقد كما لو كان وحيا منزلا، ونحن نعرف والأزهر الشريف أيضا يعرف أن الكثير من هذا "التراث" وضع أثناء خلافات سياسية شاسعة وأن الكثير من أبطال هذه الحوادث "التراثية" انغمسوا في "السياسة" التي قلبت الحق باطلا وألبست الباطل ثوب الحق. 
Untitled-1
 
في المداخلة أيضا قال حجي "لو كان الأمر بيدي لأوقفت ميزانية الأزهر لأنه يسير في جانب آخر غير جانب الدولة" وفي الحقيقة فأني أرى أن هذا القول هو الذي أغضب الأزهر ورجاله، فالأزهر كما نعرف جميعا مؤسسة وطنية مصرية خالصة من حقنا جميعا أن ندافع عنها وعن قوتها، لكني في الوقت ذاته أرى أن رد فعل المركز الإعلامي لمشيخة الأزهر على هذا الأمر يحمل الكثير من المبالغة والكثير من التعصب في آن، فلم يدع حجي إلى إيقاف ميزانية الأزهر كما ذكر البيان الصادر من المركز الإعلامي للمشيخة، ولكنه ذكر هذا المنع في سياق مجازي، لأن كلمة "لو كان الأمر بيدي" لا تفيد الحقيقة وإنما تفيد التضخيم والتعظيم، والأمر الآخر أن هذه الكلمة ذكرت في سياق اتهام الأزهر بإصدار عدد من مجلته تحمل صورة الإرهابي "سيد قطب" وأن أحد شيوخه كان يدعم اعتصام رابعة العدوية، قائلا أنه في الوقت الذي كانت مصر تحارب الإرهاب كانت ميزانية الأزهر تنفق على إصدار المطبوعات التي تآزر الجماعة وكانت مؤسسة الأزهر تأوي مناصري الجماعة، هذا أمر يستوجب الرد والتوضيح من مشيخة الأزهر بأن يكذبه بالأدلة والوثائق وليس بالتهديد بالمقاطعة والنزال القانوني، فمن حق الناس ومن حق دافعي الضرائب أو يفهموا أساس هذه الاتهامات ومدى صحنتها إن كانت صحيحة ومدى كذبها إن كانت كاذبة.
في المداخلة أيضا تساءل حجي عن أسباب الحصانة التي يتمتع بها منصب شيخ الأزهر التي نص عليها الدستور المصري، وفي الحقيقة فإني لا أرى أن المفكر الكبير أخطأ في أي شيء، لأن الدستور على قدسيته ومكانته الرفيعة عمل بشري يحمل الكثير من صفات أعمال البشر من خطأ وصواب، وإذا كانت أروقة الأزهر الشريف ذاتها تناقش في داخلها مسألة عصمة الأنبياء وعصمة الصحابة فلماذا لا يريد الأزهر أن يطرح أحد مناقشة حصانة منصب شيخ الأزهر مع كامل الاحترام والتقدير والمحبة للشيخ أحمد الطيب؟ 
 
201704150445324532
 
أنني أدعو الأزهر هنا إلى التمسك بمبادئ الإسلام التي تعلي من شأنه وتزيد من مهابته وترفع من مكانته، وأن يجادل المختلفين معه بمبدأ جادلهم بالتي هي أحسن، لا أن يهدد ويتوعد، فالأزهر ليس مؤسسة عادية يجوز لها أن تدخل في معارك شخصية مع هذا أو ذاك، ولكنه مؤسسة كبرى من مؤسسات مصر، تمثل صورة مصر وتحمل الكثير من جلال الماضي وآمال المستقبل.
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طليقة مصطفى أبو سريع تحتفظ بصورهما بعد انفصالهما رسميًا

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

القصة الكاملة لأزمة الزمالك مع محمد أشرف روقا

أبرد الفصول.. الشتاء يبدأ رسمياً الأحد المقبل ويستمر 88 يوما و23 ساعة

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت


الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة


نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية

7 ممرات لوجستية متكاملة.. شرايين جديدة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للتجارة

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى