التحكيم على طريقة ترامب.. سياسة رفع الكتب المقدسة فى الأزمات

الرئيس ترامب
الرئيس ترامب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
اللجوء إلى الكتب المقدسة فى وقت الأزمات سياسة قديمة يعرفها التاريخ جيدا، ومؤخرا، فعلها الرئيس الأمريكى ترامب فى مواجهة التظاهرات التى انتشرت فى أمريكا بعد مقتل رجل أمريكى يدعى "جورج فلويد" من أصول أفريقية فى "مينيابوليسن" على يد الشرطة الأمريكية.
 
خرج "ترامب" مترجلا إلى شارع رئيسى محيط بالبيت الأبيض، ووقف وحيدا على ناصية الطريق وهو يحمل الإنجيل ويرفعه عاليا، كما وقف أمام الكنيسة المجاورة للبيت الأبيض ورفع الكتاب المقدس قائلا "إن بلاده ستكون أعظم".
 
 
عند رؤية هذا المشهد يقفز إلى الذهن مشهد لا ينسى فى التاريخ الإسلامى يعرف باسم "واقعة التحكيم" وذلك عندما رفع جيش معاوية بن أبى سفيان المصاحف ووضعوها على أسنة الرماح فى وجه الخليفة الإمام على بن أبى طالب فى عام 37 هجرية بعد معركة "صفين" التى جمعت بين الفريقين، ويقال راح ضحيتها نحو 70 ألفا من المسلمين.
 
وذهبت بعض كتب التراث منها "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير إلى أن "واقعة التحكيم" فكرة سياسة خاصة كان وراءها "عمرو بن العاص" وكان يمثل "معاوية بن أبى سفيان" وقد خدع "عمرو" الصحابى "أبا موسى الأشعرى" ممثل "الإمام على بن أبى طالب".
 
ويقول كتاب "خطاب العنف والدم فى الفقه الإسلامى" لـ حسام الحداد، إن "الإمام على" كان يرى الخدعة واضحة من فريق معاوية وحاول أن يشرح ذلك لفريقه، لكن جيش الإمام انقسم وذهب بعضه إلى الموافقة على التحكيم.
 
واقعة التحكيم
 
وبالعودة إلى "ترامب" نجده يريد أن يقود معركته مع المواطنين الغاضبين بطريقة "الله معى" فيحمل الكتاب المقدس ويتحرك به دالا على أن لم يحد عن الحق، وأنه يؤمن بالإنجيل الداعى للمساواة بين الناس والداعى للتسامح أيضا.
 
يريد الرئيس الأمريكى أن يحتفظ له الشعب الأمريكى بصورته وهو يحمل الإنجيل، فى مواجهة بعض  النماذج من المتظاهرين الذى نهبوا وسرقوا وحطموا الممتلكات فى صورة "مؤسفة"، يريد "ترامب" أن تعقد هذه المقارنة، والتى سيضمن من خلالها أنه سيربح، فهو يهدد بالجيش وفى الوقت نفسه يثبت أنه على حق بدليل أنه يحمل كتابا مقدسا فى يده.
 
وبالطبع سوف نصبح فى مشكلة كبرى إذا ما فكر المتظاهرون فى الرد على ترامب فخرجوا يحملون فى أيديهم الأناجيل، وذلك يعيدنا مرة أخرى إلى موقعة التحكيم الشهيرة بين الإمام على ومعاوية بن أبى سفيان لنقول إن نهايتها كانت كارثية، فهى السبب فى ظهور جماعة "الخوارج" فى التاريخ الإسلامى الذين كفروا عددا من المسلمين وقتلوا الإمام على بعد ذلك. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

إنتاج وقود طائرات من زيوت الطعام المستعملة.. 5 معلومات عن مشروع شركة المانع القطرية بالسخنة

الأرصاد تحذر: تكاثر السحب الممطرة وأجواء باردة على الوجه البحرى وشمال سيناء

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو


أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا


رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى