سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 يونيو 1983.. هيكل يرد على رسالة توفيق الحكيم المتضامنة معه فى أزمة «خريف الغضب»

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم
رد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل على رسالة التضامن معه من الكاتب توفيق الحكيم، فى مواجهة الهجوم الذى شنته عليه الصحف الرسمية، بسبب كتابه «خريف الغضب»، ورأى فيها الحكيم أن حالة هيكل فى «خريف الغضب» تشبه حالته مع كتابه «عودة الوعى»، ونشرت جريدة «الأهالى» رسالة الحكيم بعد أن رفضت «الأهرام» نشرها يوم 1 يونيو 1983، وكذلك نشرت رد هيكل، وجاءت الرسالتان فى الملحق الوثائقى لكتاب «خريف الغضب»..«راجع ذات يوم 1 يونيو 2020».
 
رد هيكل على رسالة الحكيم برسالة، شمل الجزء الأول منها تعريفا وتوضيحا لكتاب «خريف الغضب» الذى لم يكن تم طبعه باللغة العربية وقت اشتعال الأزمة، أما الجزء الثانى فسجل فيه خلافه مع تشبيه«الحكيم» للظرف الذى يمر به بالظرف الذى عاشه مع «عودة الوعى».
 
قال هيكل فى رده:«إلى توفيق الحكيم، جاءتنى كلماتك التى بعثت بها إلى عن طريق الأهالى.. ذكرتنى بأيامنا الخوالى.. أيام كان الحوار بيننا دائر لا ينقطع.. هل تصدق أننى لا أقرأ كثيرا ما ينشر هذه الأيام، أعرف أهدافه، وأعرف أصحابه وألقى نظره سريعة على الصفحات الصاخبة، واستذكر مرة أخرى قوله «جورج برنارد شو»: إنهم يقولون ..ماذا يقولون؟ دعهم يقولون.. وأثق أنك تصدق لأنى واثق أنك تعرفنى.. وانتقل على ملاحظاتى على كلمتك:
 
أولا: دعنى أضع خطا فاصلا بين«عودة الوعى» الذى كتبته أنت عن جمال عبد الناصر، وبين كتابى «خريف الغضب» الذى لم يكن عن أنور السادات، لأنى أعتقد أن قصته مازالت قريبة وليس من السهل تناولها بتجرد.. دعنى أشرح لك فكرة كتابى حتى يتضح لك اختلافه عن كتابك.. لقد بدأت برئيس غاضب، يتذكر كيف كان- رحمه الله - ضيق الصدر، ومنفعلا، آلاف فى المعتقل بقرار، مئات يفصلون من الجامعات والصحف.. بيوت لله - مساجد وكنائس- تنقض عليها الصواعق.. قرارات وخطابات ومؤتمرات كلها ساخنة إلى درجة الغليان، هجوم متصل على من لا يملكون حق الرد والدفاع، فؤاد سراج الدين هو لويس السادس عشر الجديد، فتحى رضوان شيخ جليل أضاع وقاره بعد السبعين..أنا ملحد هكذا» اعترفت أمامه، غفر الله له، والشيخ المحلاوى فى مرمى السجن زى الكلب.. كان الرئيس غاضبا، ولكى أشرح أسباب غضبه فقد حاولت أن أقترب من مفاتيح شخصيته.
 
لم أتخذ من التحليل النفسى معيارا واحدا لفهم التاريخ، ولكنى اعتمدته كما يفعلون فى الدنيا كلها أداة ضمن أدوات، وكان هذا هو الجزء الأول من كتاب.. خمسة فصول.
 
وكانت جماهير الشعب المصرى غاضبة، وفى الحقيقة فإنها كانت غاضبة منذ يناير 1977، وحين اكتشفت بالواقع العملى أن تضحياتها على جسور العبور تحولت إلى أرصدة بنوك للذين لم يكونوا هناك على الجسور.. كانت غاضبة على مجموعة من الأزمات تشابكت وتعقدت، غلاء، إسكان، مواصلات، إعلام يحكى بما لا يدرى.. إلى آخره، وكان الانفتاح وما أدى إليه استفزاز مستمر، ثم أن الخيارات السياسية والاجتماعية الجديدة فى مصر ترتب عليها انقلابات استراتيجية على مستوى المنطقة وعلى مستوى الصراع العالمى، كلها قضايا تناولتها تحليلا وتفصيلا.. كان ذلك هو الجزء الثانى من كتابى.. خمسة فصول أيضا.
 
وكان الإسلام دين الحرية والعدل والمساواة، وهذا هو الجزء الثالث من كتابى، شاهدا فى ساحة الغضب، وكانت الكنيسة القبطية غاضبة، فقد تعرضت لما لم يكن هناك داع له، خصوصا عندما لم يرصد البابا شنودة تمسكا بتقاليد بطاركة مصر العظام أن يجعل كرسى الكرازة المرقسية أداة سياسية فى يد سلطة حكم.
 
لم أكن أتحدث عن تجربة غضب ذاتى، وإنما كنت أتحدث عن تجربة غضب موضوعى، ليس غضب فرد، وإنما غضب قوى اجتماعية وسياسية، دينية وفكرية، صدام عنيف له دواعيه الحقيقية، أطرافه قوى وتيارات وليس مجرد فرد حبس نفسه فى زنزانة ذاته بالأنانية والسجن ..عندما جاء ذلك الخريف، سبتمبر وأكتوبر 1981، كان الغضب فى كل نفس وكل مكان، كان الرئيس غاضبا، وكان الشعب غاضبا، وكان المسجد غاضبا، وكانت الكتب غاضبة، وتجمعت العواصف المشحونة بالكهرباء ثم تصادمت فى ذلك الخريف سنة 1981، وكان الصدام موضوع الجزء الخامس من الكتاب خمسة فصول أخرى.
 
وأما الجزء السادس والأخير من الكتاب فقد كان عاصفة البرق الخاطف فى تصادم العواصف المشحونة على المنصة.. ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ وماذا؟ ومن؟ ومتى؟ ثم إلى أين من هنا.. إذن فإن الخريف الغاضب كان شيئا آخر غير ما بدا لك، وهو إذن يختلف عن كتابك.
 
وتحدث هيكل عن الاختلاف بين «خريف الغضب» و«عودة الوعى»..فماذا قال؟
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عبد الرحيم دغموم يراوغ المصري فى التجديد بعد اهتمام الزمالك

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

اليوم.. آخر فرصة للتقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات تصل لـ11 ألف ريال

بكاء نور الشربينى وفرحة والدها بعد تتويجها ببطولة العالم للاسكواش.. فيديو وصور

عرق الأرض.. حكاية صمود بالمنجل والفأس فى زراعة وحصاد سنابل الخير بغيطان الشرقية بأجر يومى. "سعيد الجيزاوى " صاحب الـ 67 عاما علم أجيالا أعمال الفلاحة الصحيحة فى الحقول.. أمنية حياته تأدية فريضة الحج قبل وفاته


"قوى النواب" تناقش مشروع قانون العلاوة وزيادة الأجور للعاملين بالدولة اليوم

مباراتان تفصلان المصري عن حسم المربع الذهبي بالدوري

نور الشربينى تتوج ببطولة العالم للاسكواش للمرة الثامنة فى تاريخها

استجواب متهم بإدارة كيان تعليمى وهمى للنصب على المواطنين بشهادات مزورة

الزمالك يدرس التعاقد مع محمد علاء حارس الجونة فى الميركاتو الصيفى


الشارقة الإماراتي يواجه ليون سيتي السنغافوري فى نهائي أبطال آسيا 2

انطلاق نهائي بطولة العالم للاسكواش بأمريكا ومصر تضمن لقبي الرجال والسيدات

اعرف خطوات الحصول على إعانات ومساعدات من بنك ناصر الاجتماعي

الأهلي يهزم البنك في الوقت القاتل بقاضية وسام أبو علي ويقترب من حسم الدرع الـ45.. الأحمر يصل للنقطة 55 بالصدارة .. النحاس يحقق الفوز الخامس تواليا مع أبناء التتش.. وإمام عاشور رجل المباراة ويعتلي صدارة الهدافين

سيراميكا يضرب المصرى البورسعيدى برباعية نظيفة فى دورى NILE

جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

وزير الدفاع السورى يعلن دمج كل المجموعات العسكرية تحت مظلة الوزارة

الفار يلغى هدف تقدم بتروجت على بيراميدز بداعى التسلل

مفاجأة.. تغيرات سريعة فى درجات الحرارة خلال الساعات القادمة

ارتفاع عدد ضحايا الأعاصير فى أمريكا إلى 21 قتيلا.. وأضرار مادية واسعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى