ما قاله العصفور لـ العصفورة وسمعه سيدنا سليمان.. ماذا يقوله التراث الإسلامى؟

كتاب البداية والنهاية
كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
كانت قصص سيدنا سليمان، ولا تزال تشغل الجميع، النعم التى أنعم الله به سبحانه وتعالى عليه كانت عظيمة، لكن هل سمعت عن قصة العصفور والعصفورة؟ .. ماذا يقول التراث الإسلامى فى ذلك؟ 

يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "قصة سليمان بن داود عليهما السلام":

قال الحافظ ابن عساكر: هو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عمينا داب بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبى الربيع نبى الله بن نبى الله. جاء فى بعض الآثار أنه دخل دمشق، قال ابن ماكولا: فارص بالصاد المهملة، وذكر نسبه قريبا مما ذكره ابن عساكر.

 

قال الله تعالى: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ" [النمل: 16] أى: ورثه فى النبوة والملك، وليس المراد ورثه فى المال، لأنه قد كان له بنون غيره، فما كان ليخص بالمال دونهم.
 
ولأنه قد ثبت فى الصحاح من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله ﷺ قال:
" لا نورث ما تركنا فهو صدقة ".
 
وفى لفظ: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث"، فأخبر الصادق المصدوق أن الأنبياء لا تورث أموالهم عنهم كما يورث غيرهم، بل يكون أموالهم صدقة من بعدهم على الفقراء والمحاويج، لا يخصون بها أقرباؤهم لأن الدنيا كانت أهون عليهم، وأحقر عندهم من ذلك، كما هى عند الذى أرسلهم واصطفاهم وفضلهم.
 
وقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ" الآية يعنى أنه عليه السلام كان يعرف ما يتخاطب به الطيور بلغاتها، ويعبر للناس عن مقاصدها وإرادتها.
 
وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ: أنبأنا على بن حمشاد، حدثنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا على بن قدامة، حدثنا أبو جعفر الاستوائى، يعنى محمد بن عبد الرحمن، عن أبى يعقوب العمي، حدثنى أبو مالك قال:
 
مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟
قالوا: وما يقول يا نبى الله؟
 
قال: يخطبها إلى نفسه ويقول: زوجيني، أسكنك أى غرف دمشق شئت.
 
قال سليمان عليه السلام: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب.
 
رواه ابن عساكر، عن أبى القاسم زاهر بن طاهر، عن البيهقى به.
 
وكذلك ما عداها من الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات والدليل على هذا قوله بعد هذا من الآيات "وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" أي: من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات، والجنود، والجيوش، والجماعات من الجن، والإنس، والطيور والوحوش، والشياطين السارحات، والعلوم والفهوم، والتعبير عن ضمائر المخلوقات، من الناطقات والصامتات.
 
ثم قال: "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ" أي: من بارئ البريات، وخالق الأرض والسموات.
كما قال تعالى: "وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَى وَعَلَى وَالِدَى وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ" [النمل: 17-19] .
 
يخبر تعالى عن عبده، ونبيه، وابن نبيه سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام، أنه ركب يوما فى جيشه جميعه من الجن والإنس والطير، فالجن والإنس يسيرون معه، والطير سائرة معه تظله بأجنحتها من الحر وغيره، وعلى كل من هذه الجيوش الثلاثة وزعة، أي: نقباء يردون أوله على آخره، فلا يتقدم أحد عن موضعه الذى يسير فيه، ولا يتأخر عنه.
 
قال الله تعالى: "حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" فأمرت، وحذرت، وأعذرت عن سليمان وجنوده بعدم الشعور.
 
وقد ذكر وهب أنه مر وهو على البساط بواد بالطائف، وأن هذه النملة كان اسمها جرسا، وكانت من قبيلة يقال لهم بنو الشيصبيان، وكانت عرجاء، وكانت بقدر الذئب.
 
وفى هذا كله نظر، بل فى هذا السياق دليل على أنه كان فى موكبه راكبا فى خيوله وفرسانه، لا كما زعم بعضهم من أنه كان إذ ذاك على البساط، لأنه لو كان كذلك لم ينل النمل منه شيء، ولا وطء، لأن البساط كان عليه جميع ما يحتاجون إليه من الجيوش، والخيول، والجمال، والأثقال، والخيام، والأنعام، والطير من فوق ذلك كله، كما سنبينه بعد ذلك إن شاء الله تعالى.
 
والمقصود أن سليمان عليه السلام فهم ما خاطبت به تلك النملة لامتها من الرأى السديد، والأمر الحميد، وتبسم من ذلك على وجه الاستبشار، والفرح والسرور، بما أطلعه الله عليه دون غيره، وليس كما يقوله بعض الجهلة من أن الدواب كانت تنطق قبل سليمان وتخاطب الناس، حتى أخذ عليهم سليمان بن داود العهد، وألجمها فلم تتكلم مع الناس بعد ذلك.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

تعرف على تطورات مفاوضات الأهلى مع الصفقات المحلية لتدعيم الفريق

إنجاز علمى.. تعديل الحمض النووى لطفل بعد ولادته لإنقاذه من مرض وراثى

جدول ترتيب دورى المحترفين بعد مباريات الجولة 36.. منافسة على البطاقة الثالثة

اليوم السابع يحتفى بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام الـ85 بملف خاص


العالم هذا المساء.. حاملة الطائرات الأمريكية هارى ترومان فى طريقها لمغادرة الشرق الأوسط.. أكثر من 10 غارات إسرائيلية تستهدف 3 موانئ باليمن.. وروسيا وأوكرانيا يعلنان الاتفاق على تبادل 2000 آسير.. فيديو وصور

محمد هلال يسجل الهدف الثانى لـ مودرن سبورت ضد الإسماعيلى بعد خطأ الملوانى

أمريكا: لسنا ملزمين بإبلاغ إسرائيل بلقاء ترامب الرئيس السوري

أول تعليق من محمد الشافعى بعد توليه منصب المعد البدنى لفريق الزمالك

موجة نزوح واسعة لمئات العائلات الفلسطينية من شمال قطاع غزة


أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

فوتوسيشن أهالى الغربية.. الممشى السياحى لمنطقة السيد البدوى قبلة الأهالى للتنزة والتصوير.. على الطراز الإسلامى بطول 300 متر.. الأهالى: المنطقة من أهم المناطق السياحية التى يقصدها الجميع.. صور

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. جوارديولا: نواجه خصما ليس سهلا ولن نخاطر برودري

البنك المركزى يعلن عن وظائف جديدة.. اعرف التفاصيل

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

السيلفي الأخير.. إسرائيل تقتل عائلة بالكامل في بيت لاهيا شمال غزة.. صور

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. سجل حافل يدعم جوارديولا فى نهائي الكأس

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور

حقائق لا تفوتك قبل موقعة تشيلسي ضد مان يونايتد فى الدوري الإنجليزي

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى