التسول بكورونا.. حوار مضحك بين متسول ومسئول

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

التسول لا كرامة له ولا دين له، بل أنه يتطور مثله مثل الفيروس القاتل، دائما يبحث عن أى ثغرة ليفتك بضحاياه، ومهما كان الظرف مأساويًّا، تجده يظهر بابتكارات جديدة تتماشى مع هذا الظرف، لنجد أنفسنا فى ظل الظروف التى يعاني منها العالم أجمع في زمن كورونا، والذى أصبح القلق والخوف من العدو التاجى أكبر من الخوف من الحروب وويلاتها، أمام دنساء من المتسولين مستغلين طيبة المصريين، فى التقرب إلى الله في زمن المحن، يسعون للربح الحرام، فلم يمنعهم هذا الوباء اللعين من ممارسة أفعالهم الشنعاء.

وهنا أسرد لكم حوار حقيقى بين متسول ومسئول، خلاصته، إنه أثناء محادثة هاتفية، بعد منتصف الليل، بينى وبين مدير مستشفيات بنى سويف، الدكتور محمود حسين، وأنا على مكتبى بالقاهرة، وهو فى سيارته بالشارع ببنى سويف، والحديث يأخذ صولات وجولات حول هموم هذا المرض اللعين، وكيف تبذل الدولة جهودا مضنية لحماية المواطن، فإذا بمارٍ يقطع حديثنا، ويطرق زجاج سيارته، فيستأذنني الدكتور بالانتظار للرد على هذا الطارق، فإذا بحوار يدور بينهما، نصه، "الرجل": السلام عليكم..  "الدكتور":  وعليكم السلام.. "الرجل": لو سمحت ممكن تساعدنى..  "الدكتور":  أمرنى، "الرجل": بنتى عندها 16 سنة وجالها كورونا.. "الدكتور" يقاطعه: يعنى عاوز تكشف عليها وتحجزها.. "الرجل"، أه بس أنا عاوز أي مساعدة... "الدكتور": هات بس بطاقتها وأنا أوفر لها مكان حالا فى المستشفى..  "الرجل":  معهاش بطاقة.. "الدكتور" هات يا سيدى اسمها وعنوانها وأنا هتصرف، أو خد رقمى تليفونى واتصل عليا أول ما تصل المستشفى.. "الرجل" هو حضرتك ممكن تساعدنى بفلوس علشان المستشفى.. "الدكتور":  يا سيدى مش هتدفع فلوس خالص روح بس وكلمنى من هناك أنا المدير اللى بيحول كل الحالات.. "الرجل" يتركه مسرعا من غير لا سلام ولا كلام..، وأنا على الهاتف هموت من الضحك، ولسان حالى يردد فعلا صدق المثل الشعبى القائل هم يضحك وهم يبكى، ثم تتعالى الضحكات بيننا يعقبها أنين ووجع على ما دار.

وهنا، يجب أن ندق ناقوس الخطر من انتشار هذه الظاهرة المقيتة في هذا الظرف الصعب، وخاصة أن التسول أصبح مهنة من لا مهنة له، فلا تخلو إشارة ضوئية أو مجمع تجارى أو الشوارع ليس لسد فجوة الجوع، بينما مهنة هدفها جمع الأموال الطائلة من قوت الناس،  بل الأمر يزداد خطورة، لأن لهذه الظاهرة أصبح لها عدة أنماط، أبرزها، التسول المستتر وراء أنشطة أخرى مثل بيع السلع الصغيرة كالمناديل أو الحلوى أو أداء بعض الخدمات البسيطة، أو مسح السيارات، والتسول الموسمى وهو التسول في مواسم ومناسبات معينة مثل الأعياد أو شهر رمضان الفضيل، وها هم يعتبرونا زمن كورونا موسما ينضم لبقية المواسم، لكسب تعاطف الناس واستغلال تقربهم إلى الله بالصدقة آملين أن يزيل عنهم هذه الغمة، مبتكرين طرقاً جديدة ومختلفة لا تخطر على البال للتحايل بهدف جمع المال دون أي مجهود.

وأخيرا نقول، إن التسول ظاهرة أثرها خطير على المجتمع والفرد على السواء، لأنها تعد استغلالا لفطرة الناس، وهم فى الأصل أناس تديرهم وتشرف عليهم عصابات ومافيا، باعت ضمائرها لجمع المال الحرام، فيجب أولا على الفرد عدم الانسياق وراء ادعاءات المتسولين ومساعدتهم، ومعرفة حقيقتهم، وأن هناك قنوات شرعية الدولة ترعاها عن طريق مؤسساتها المدنية والدينية كالأزهر الشريف، للتبرع والتصدق، وعلى المجتمع، تكثيف الرقابة من خلال تشديد إجراءات الضبط، لهؤلاء المتملقين الذين يستولون على أموال الناس عبر سرد روايات وقصص وهمية وابتكار حيل للإيقاع بضحاياهم، غير عابئين بالآثار السلبية على كافة النواحى سواء الأمنية أو المجتمعية.

موضوعات متعلقة

بنى سويف بتفرح

بنى سويف بتفرح السبت، 20 يونيو 2020 12:58 ص

العيد والحياة وكورونا

العيد والحياة وكورونا الإثنين، 25 مايو 2020 09:59 ص

حكاية "أمل" لعلاج كورونا

حكاية "أمل" لعلاج كورونا الخميس، 21 مايو 2020 06:00 ص

رسالة لكل مصرى عائد من الخارج

رسالة لكل مصرى عائد من الخارج الأحد، 17 مايو 2020 12:32 م

"الشهرة الحرام"

"الشهرة الحرام" السبت، 16 مايو 2020 12:31 م

سلاح الخلاص فى معركة الوباء

سلاح الخلاص فى معركة الوباء الإثنين، 11 مايو 2020 02:05 ص

السلاح الناعم

السلاح الناعم الإثنين، 04 مايو 2020 11:59 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح يقترب من تحقيق أرقام قياسية جديدة في الدوري الإنجليزي

غداً.. انطلاق مباريات إياب دور الثمانية لبطولة كأس عاصمة مصر

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 19 مايو 2025 فى مصر

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين 19 مايو 2025 فى مصر

إنتر ميلان يقع فى فخ التعادل ضد لاتسيو ويؤجل حسم لقب الدورى الإيطالى


هل يُعد حكم استرداد التابلت من الطلاب بالمراحل التعليمية نهائيًا ولا يقبل الطعن؟

اتصالات عن إعلان الأهلى: لم يكن موجهًا للإساءة لأي نادٍ ونحترم جميع الكيانات

الدفع أو الحبس.. صالح جمعة يواجه مصيرا غامضا بسبب النفقة

بعد إلغاء الهبوط بالإجماع.. تعرف على شكل الدوري الموسم المقبل

هل يعود سعد الصغير لخلف القضبان من جديد بسبب أغنية الأسد؟.. تفاصيل


أسامة نبيه: أعتذر للجماهير.. وهدفنا الأساسي تحقق بالتأهل لكأس العالم

تطورات ميدانية في شمال دارفور وتدهور إنساني في أم درمان.. اعرف التفاصيل

الأهلي يستعيد يحيى عطية الله والدبيس أمام فاركو في مباراة حسم الدوري

تأييد حبس صالح جمعة شهرا بسبب نفقة مطلقته

رامى ربيعة يواصل الغياب عن الأهلى فى ليلة حسم الدوري أمام فاركو

4000 حاج مصري يصلون المدينة المنورة وبداية التفويج إلى مكة المكرمة.. استعدادات مكثفة واستقبال مميز لضيوف الرحمن.. خدمات متكاملة وتنسيق دائم لضمان راحة الحجاج المصريين.. صور

توقف القطارات فى إسرائيل.. والحرائق تنتشر بسرعة من الشمال إلى الجنوب

القوى العاملة بالنواب توافق نهائيا على مشروع قانون العلاوة وزيادة أجور العاملين بالدولة.. تكلفة الزيادات 85 مليار جنيه.. 700 جنيه الحافز الإضافي.. ومنحة للعاملين بشركات قطاع الأعمال.. وزيادة المعاشات أول يوليو

عامل يتعرض لاعتداء بسلاح أبيض دفاعا عن زوجته فى قرية ناهيا بكرداسة

تفاصيل اندلاع حريق داخل جراج فى منطقة حدائق الأهرام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى