يوميات أمل دنقل فى مقهى ريش كما يرويها سليمان فياض.. تعرف عليها

الشاعر الكبير أمل دنقل
الشاعر الكبير أمل دنقل
كتب أحمد إبراهيم الشريف
تمر اليوم ذكرى الشاعر العربى الكبير أمل دنقل فى 23 يونيو من عام 1940 والذى استطاع خلال عمره القصير أن يترك بصمة خالدة على الشعر العربى، كما كانت حياته أيضا صاخبة، ومن هذا ما قاله عنه الكاتب الكبير سليمان فياض فى كتابه "بورتريهات .. ألاعيب الذاكرة" ومن ذلك حديثه عن أمل دنقل ومقهى ريش.
 
يقول سليمان فياض "سبقنى أمل إلى القاهرة، لا أعرف متى هبط إليها، ولا متى ترك عمله كموظف حكومى معين. رأيته أمامى بكافيتريا ريش، جالس مع السيدين: خميس وموسى، يرتشفون ماء ذهبيا غير قراح.
 
 
ويتداولون أخبار النميمة ، السارية فى المدينة، بدواوين الثقافة، ومقاهى الأدب، وبارات المثقفين والفنانين في وسط القاهرة، من ميدان رمسيس إلى ميدان التحرير، ومن شارع رمسيس إلى ميدان عابدين، وظلوا على هذه الحال إلى أواخر سنوات السبعينيات.
 
كل مساء، كان أمل يفد إلى ريش، قبيل الغروب، مستحما، حليق الذقن، ومعه كومة من صحف الصباح والمساء والمجلات اللبنانية، أراه إذا بكرت بالحضور يحتسى فنجان قهوته، وفى يده قلم رصاص، منكبا بظهره ورأسه على الكلمات المتقاطعة بالصحف والمجلات، صحيفة بعد صحيفة، ومجلة بعد مجلة، يفك فوازيرها كلها، بسرعة ومهارة، وكلما انتهى من صحيفة أو مجلة يضعها فوق مقعد شاغر بجانبه، ويسحب سواها من فوق منضدة الحديد والرخام. ثم يروح يتصفح عناوينها واحدة واحدة، ولا يتوقف إ نادرا عند خبر أو مقال أو قصيدة، أو حوار مشاغب مع شاعر من شعراء الأمة فى أقطار العرب. ثم يزعق فى النهاية مناديا ملك الجرسون، ويقول له:
خذها كلها. أرحنى منها.
 
ونادرا ما كان أمل يأتى فى النهار صباحا أو ظهرا أو مع العصر، كان الليل ساحته الأثيرة للسهر ولقاء الأصدقاء، ولا يرحل عائدا إلى بيته من وسط المدينة ومشاربها إلا مع الفجر، وربما عند شروق الشمس، حين يصحو النيام ويبدأ الزحام. بيته الذى لا أعرف قط أين هو، كما لم أعرف أبدا من أين يعيش، ولا من أين يأتى بنقوده القليلة لطعامه وشرابه وصحفه ومجلاته. ولم أسأله قط هيبة له، فهو من الذين يحبون أن يحتفظوا بخصوصياتهم، لا يشكون، ولا يتباكون، ولا يتباهون، ويتعففون عن الدنايا، وإظهار الاكتئاب، والشعور بالغربة، والوحدة والضياع، كعادة أكثر المثقفين الصغار المحبطين، الباحثين أبدا عن شماعات يعلقون عليها ثمار كسلهم،وزهدهم فى العمل، مع السلطة وغير السلطة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا

غدا .. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"

أرقام بن رمضان بعد انطلاقته القوية مع الأهلي

شباب الطائرة في مواجهة تايلاند ببطولة العالم بالصين

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة


آدم كايد: سعيد بالفوز أمام مودرن سبورت وجماهير الزمالك فاجأتني بحبها

يانيك فيريرا: الزمالك استحق الفوز ومباراة مودرن سبورت الأفضل للفريق فى الدورى

أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

بتوقيع بانزا وألفينا.. الزمالك يتجاوز مودرن بثنائية مثيرة (فيديو)

محمود فوزى: نظام البكالوريا مجانى ومتعدد ويقضى على شبح الثانوية العامة


تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

ألفينا وشيكو بانزا يقودان الزمالك للفوز على مودرن سبورت بثنائية.. فيديو

خالد منتصر: أنغام ليست مصابة سرطان وألمها بدون تفسير بعد جراحة بالروبوت

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

مبادرة صحح مفاهيمك توضح خطورة الشائعات وأسبابها وكيفية التصدى لها.. وتؤكد: سلاح مدمر والعلاج يكون بالتزام الصدق والتثبت ونشر الوعي.. والحذر من الشائعات واجب ديني ووطني لحماية المجتمع من الفتن والقلاقل الداخلية

النيابة العامة تكشف حقيقة رقص فتاة على منصة القضاء ونقيب الممثلين يعتذر

شيرى عادل تنضم لأسرة فيلم حين يكتب الحب

الداخلية تضبط 14 سيدة لممارسة أعمال منافية للآداب

زفاف بعد السبعين.. فريد وفاطمة يتحديان السن ويدخلان عش الزوجية فى المنوفية

اتحاد جدة يستهدف ضم سيبايوس من ريال مدريد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى