أدوية كورونا.. لم ينجح أحد!

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

قبل 15 عاما شاركت بالتغطية الصحفية، فى مؤتمر علمى لنقابة الأطباء بعنوان   evidence based medicine أى الطب المبنى على الدليل والبرهان، وقد كنت وقتها طالبا فى السنة النهائية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ومكلفا بتغطية أخبار النقابة من جريدة صوت الجامعة، وهى صحيفة "معملية" تصدر داخل الجامعة ولا تباع خارج أسوارها، كجزء من التدريب العملى للطلاب.

وحتى لا تهرب الفكرة بعيدا، فالطب المبنى على الدليل يعتمد على العلم والتجارب المثبتة والنتائج غير القابلة للشك، لا الاعتقادات الفردية، وقد ضرب المشاركون فى المؤتمر مثالا على فكرة الطب المبنى على الدليل بأدوية الضغط، التى كان يزيد عددها فى السوق خلال تلك الفترة عن 40 دواء، وقالوا:" كيف يمكن للطبيب أن يختار الدواء المناسب لمريضه، ويتأكد أنه الأنسب والأكثر فاعلية مع حالته على المدى الطويل والمتوسط، مع هذا الكم من الأدوية التى تنتمى إلى مركبات وعائلات مختلفة، وقد كنت منبهرا فى ذلك الوقت بما أسمع أن لدينا فى مصر هذا التطور العلمى فى مواجهة الجهل والخرافة والدجل الذى يمارسه البعض باسم الطب.

أتناول هذه المقدمة الطويلة لأدخل إلى موضوع علاجات كورونا وما تتحدث عنه شركات الأدوية المحلية والعالمية بين الحين والآخر من اكتشافات شبه يومية لأدوية جديدة لعلاج الفيروس المستجد، في حين أن العلم القاطع المبنى على الدليل لم يكتشف حتى الآن علاج فعال وآمن لهذا الفيروس، وهذا بالطبع مصدر الخطورة الأول على البشرية من المرض، فلو أن العلاج متاحا بهذه الكثرة وهذه الكميات كما تروج شركات الأدوية لبات الأمر سهلا، ولن نسمع اسم كوفيد 19 في وسائل الإعلام وسيتخفى قطعا من الصفحات الأولى ونشرات الأخبار والأنباء العاجلة، إلا أن الأمر يدخل فى نطاق اختلاط العلمى بغير العلمى، والسعى نحو المكاسب وانتهاز الأزمة التى يراها البعض "فرصة".

اللغط الدائر حول أدوية فيروس كورونا خلال الوقت الراهن، ينقسم إلى عدة أشكال، الأول يتحدث  البعض فيه عن مصل واقى من المرض، وهذا الجانب تمثله شركات الأدوية الكبيرة، التى تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب المستقبلية، بالإضافة إلى المكاسب الدعائية والسياسية، فالدولة التى ستخرج بالمصل قطعا ستحظى بأهمية كبيرة وستمنح وتمنع كيفما تشاء، وهذا لن يخرج عن دائرة مجموعة من الدول الكبرى تعد على أصابع اليد، وأتصور أن التصفيات ستكون بين أمريكا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بينما الجزء الثانى يتحدث عن أدوية جديدة تحد من نشاط المرض وتؤثر عليه وأغلب هذه الأدوية تحت الدراسة، ولا يمكن الجزم أو التأكيد بأنها مناسبة للمرضى بنسبة 100%، كما يقول الطب المبنى على الدليل، فأما الاتجاه الثالث يتحدث عن مجموعة أدوية قديمة تسخدم فى علاجات أوبئة وأمراض فيروسية، مثل أدوية الإيدز أو الملاريا أو التهابات الكبد، لعلاج كورونا، وقد كثر في هذا الاتجاه اللغط، فأحيانا نسمع أن الكلوروكين كان سببا في زيادة أعداد الوفيات فى أمريكا، وقد تم وقفه، بينما نسمع الرأي المعاكس أنه مازال فعالا في العلاج والسيطرة على نشاط الفيروس، بينما القسم الأخير يتناول فكرة بلازما المتعافين من الفيروس، وهى فكرة قديمة، تنجح أحيانا وتفشل أحيان أخرى، إلا أنها تأتى فى مرتبة متأخرة لصعوبة تطبيقها، خاصة مع تفشى الوباء وسرعة انتشاره.

أخيرا أقول العلم الحديث سيقدم العلاج للفيروس لا محالة، ولكن يجب ألا نخدع الناس بفوائد العرقسوس أو القرنفل أو البصل والترمس في مواجهة المرض، العلاج سيخضع شئنا أم أبينا للإثباتات العلمية والبراهين، فلا تسمعوا إلا لصوت العلم..

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. استكمال نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ


كواليس مفاجأة مونتيري المكسيكى لـ"أهلى البدري" لحرمانه من تكرار إنجاز المونديال

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

مصرع 6 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص داخل ترعة.. ومحافظ قنا يتابع الحادث


مقتل شاب وإصابة شقيقه فى مشاجرة بالغربية

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

تعرف على موعد استطلاع دار الإفتاء هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا

حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية

اصطدام قطار بسيارة نقل على خط مطروح بدون إصابات وخروج عربة عن القضبان

إخلاء سبيل سائق الأتوبيس المتسبب في تهشم شقة مدينة بدر

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

لا يفوتك

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 09:00 ص


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى